إن أكثر ما يستفز صبر جونغإن مؤخرًا كان المرضى الذين يرفضون تلقي العلاج، جانغ سوآه على وجه الخصوص، كانت تمثل. وقد تنبه لهذا جونغإن بعد احتمالات هارين. أراد البحث في سبب إدعائها فقدان ذاكرتها، في النهاية سأل زوجها، محافضًا على قدرٍ من الخصوصية للمريضة، إذ ما كانا متفقين أم لا. باحثه مطوّلًا حتى اعترف الرجل بكرهه لزوجه وأخبره أنه لم يكن الزوج الصالح أو الحنون يومًا. جونغإن اقترح وضع حدٍّ لمعاناة الجميع وعرض عليهما فكرة الطلاق، بعد يومين كانت سوآه قد غادرت المشفى.
منذ ثلاثة أيام كان تشانيول قد أطلع جونغإن على علة تشوسوك. إنصباب تاموري كان سببه العملية. لم يلقِ اللوم على صديقه لأنه يعرف أن عرضًا جانيبًّا كهذا لا يمكن التنبوء به. كان يتوجب عمل عملية أخرى لتشوسوك لتخليصه من ضيق التنفس الناجم عن احتقان السوائل حول القلب، لكن الصبي لم يكن مهيئًا لخوضها من جديد، علاج تشوسوك مع الوقت يصبح كنفخ بالون مثقوب؛ يتطلب جهدًا ويؤلم الفك ثم لا نتيجة. تشانيول الذي لن يفقد الأمل لأنه تشانيول قد ارتجل وقام بعمل قسطرة لسحب السوائل من الغشاء التاموري، متيحًا للصبي المزيد من الراحة في ممارسته الحياة لمرة بعد.
كان يجلس منتظرًا أحدهم، ممن لم يتخيل أنه سيتنظره يومًا. بارك ييجون الذي طلب منه اللقاء، يشعر بالكثير من الغرابة إزاء التعامل معه بودية دون خلاف، ولو أن ذلك الخلاف كان مصدره ييجون دومًا، لكن ما يشعر به جونغإن تجاهه لم يكن ليلطف الجو. كلاهما على حد سواء لا يطيقان بعضهما. جونغإن غالبًا سيتذكر قدوم طبيب العصبي الجديد المدعو بارك ييجون كحدثٍ جر وراءه آلاف المصائب بدأت بمناهضة طب النفس بطريقة غير رسمية عن طريق الشوشرة والنميمة هنا وهناك. لم يكن فعلًا يستحق الملاحظة لكن جونغإن وجده كضربٍ لكل جهوده الدراسية لسنواتٍ طوال، ثم التدريب لأربع سنواتٍ إضافية عرض الخائط، لذا وجد أنه من العادل له، بل ومن أدنى حقوقه، أن يكن الكره تجاهه. وكون ييجون شخصًا حاد الطباع ومغرورًا عدائيًا ساعد في ازدياد ذلك الكره.
كان قد أقبل إليه أخيرًا بيده ملفٌ أزرق، وكان من السهل ملاحظة أن ملابسه كذلك كانت بلون مقارب، لكان قال أنها مصادفة لولا أن تلك العناية من صفات ييجون. وقف وانحنى له مرحبًا: قد ترغب في طلب شيء؟
ييجون لم يرد له الانحناءة وأضاف: كلانا يعلم أنك لن ترغب في تكليف نفسك لتجعلي أشرب القهوة مثلًا. لذا دعنا فقط نناقش موضوعي.
قضم جونغإن حافة شفته بحلم، ليس وكأنه كان يتوقع ردًا أفضل، لكن أخلاق ييجون لا تحتمل. أجاب جونغإن: تفضل بالجلوس إذًا. هل حضرت التقرير؟
-أجل، اطلع عليه.
استلم جونغإن الملف المرتب بعناية، بشريطة بيضاء تلف حول فتحتين في يمين الواجهة وتمسك كل الأوراق، وفي داخله طية مثلثة تحمل الصور السينية وبضعة تحليلات. رفع صورة إكليلية نحو ضوء الشمس. وقال: كما أرى أنك عالجته من التهاب الحلأ البسيط.