خلع حذاءه بينما زوجه علقت له معطفه وأخدت حقيبته الجلدية حين عاد للمنزل، أخذ كفها الناعمة وضغط عليها شاكرًا اهتمامها وانتظارها الحار له كلما وطئ عتبة منزله.
أمالت رأسها بدلالٍ ثم نفضت كفه قبل أن تشعر بامتنانه، فلا تريد إلا أن يكون كل فعلها من دواعي الحب الخالص. مهدت له الطريق حين أشارت للداخل: الطعام معد، أسرع فقد أعددت لك الميوم لتتمكن من النوم براحة، كنت قد خططت لإعداد الكونغباب لكنني خلت أنه سيكون ثقيلًا لتناوله في وقتٍ متأخر.
بابتسامة بشوشٍ تستقبله كل مرة. أحيانًا ينسى كم هو مقصر في حقها بسبب كمية الحب الذي تهبه إياه. يريد إحاطتها وشكرها ثم تقبيلها بكل امتنان. إلا أنه أضرب عن ذلك حتى يستطيع مبادلتها ذلك الاهتمام.
أكل الاثنانِ وجونغإن فتح حقيبته جوار صحن الميوم. أخرج ملفًا حوى أوراقًا عريضة، تقريرٌ من طبيب أعصاب مرفقًا بصورة إكليلية بالرنين المغناطيسي للدماغ. قرأه بعناية: يقول أن هناك خللًا في الإفرازات أثرت على الحُصين مما أدى لفقدان الذاكرة التقدمي. هذا ما شخصته أيضًا عن السيدة جانغ سوآه. لكنني لا أفهم كيف له أن يصبح تقدميًّا بينمها هي لا تتذكر شيئًا.
-الفقدان التقدمي يعني أنها لا تستطيع تكوين ذكريات جديدة صحيح؟
جارته هارين حواره بما تعرف. وهو أكد إجابتها: بالضبط. إنها لم تتعرف على زوجها حتى.
-هل رآت غير زوجها؟
فهم جونغإن قصدها ثم قرر إكمال الحديث: في الواقع كلا. خلت أنه أقرب الناس لها.
-جرب جعلها ترى شخصًا آخر. لربما هي تدعي المرض لتبتعد عنه.
-هل تعلمين أنه احتمال وارد؟ إن أمكنني الوصول لأهلها سأختبر نظريتكِ يا جميلتي الذكية.
ضحكت تقف من مقعدها وتتوجه نحوه؛ مسحت على شفتيه بأصابعها النحيلة: ثم يمكنك إطلاعي على النتيجة، سأشعر بالفخر إن أصبت.
قبل أصابعها يسرق قهقهة حلوة منها: بالتأكيد. ثم الآن دعينا نتحدث عن نهاية الأسبوع، كما وعدتك. أين تريدين مني أن أصطحبك في الغد؟
-لا بأس عليك، البارحة لم تعد للمنزل بسبب عملية تشوسوكي واليوم عدت متآخرًا. فلترتح عزيزي، كما أنه في الغد سيتوجب عليَّ الدراسة مطولًا لتعويض الأمس.
في معضم الأوقات، جونغإن يسأل نفسه إن كان متزوجًا من ملاكٍ ما. هذه الزيجة تمت بسرعة قبل أن يستوعب أنه ودع العزوبية، فجأة تزوجا بدون معرفة مسبقة وكان لا بأس بالأمر. الزواج من نسيبته ابنة رجلٍ يقدره من العائة لم تكن شيئًا بغيضًا، خصوصًا مع تشجيع وإغراء تشانيول له. لكن الآن أدرك كم أنه كان مهمًا له. كلاهما كان أصغر من السن الاعتيادي بثلث عقد، وكان لا بأس. ثم شاء الله ألا يكونا كاملين.
وقف أمامها وداعب شعرها بغلظة مصطنعة: لن أسمح لك. بإفساد الموعد. نحن ذاهبوا لإيفرلاند، لقد قررت.
مثل دور الآمر، يعرف بكل حبه أن مكانًا كهذا تعشقه هارين.
ابتسمت له بفتور: عزيزي أعرف ما تحاول الوصول إليه، لكن صدقني لا رغبة لدي بالذهاب لأي مكانٍ قبل أن يغادر تشوسوكي غرفة العناية الفائقة.
هز رأسه متفهمًا. وجهه بدا مُحبطًا: فهمت. وعلى ذكر هذا حبيبتي، حين يلتئم أثر العملية لن يبقى تشوسوك لدى المشفى أطول. يمكننا الإياب للمنزل مع ولدنا كأول أسبوعٍ من ولادته.
فغرت فاها ورمشت تكرارًا تحدق في وجهه الباسم. شهقت تمسك فمها بكفها وضربت كتفه بكل ما أوتيت من قوة: أهذا نبأ يتم تأجيله ليومٍ كامل؟
ثم رفعت صوتها باكيةً بفرحٍ، كانت كالطفلة. جونغإن عانقها عناقًا محبًا مشتاقًا ضيِّقًا. منذ فترة كانت ممسكة عن البكاء وتواري قلقها في أكوام جليدية باهتة، وهذا كان خير انهيارٍ لكل تلك الجبال وانقشاعًا لكل ذلك البرد. انشرح صدراهما وبكت هارين حتى ما عاد صوتها مسموعًا.
زراعة القطن والعناية بطائر الكركية الخشبي آتوا أُكُلهم أخيرًا.
_____
كاي: مرحبًا مجددًا-يتناول صحنًا من الأرز- هذا هو الكونغباب-يتناول صحنًا من العصيدة-وهذا حساء الميوم. وداعًا!