ييقترب، ميلاد ابنه الأول يقترب. أيامٌ ويتم ابنه عامًا كاملًا، فكر في هذا بشيء من الشكرِ والعتاب. هل كان كل الآباء قبله بهذا التطلع؟ يريد عمل احتفالٍ للجميع ثم سؤالهم هذا السؤال. ذكرى الميلاد الأول، دول، حيث سيضعون أمامه عدة أدواتٍ سيختار منها ما يحدد مستقبله. أسبوعان يفصله عن الاحتفال بابنه الذي أتم العام. أتاه صوتٌ أخرجه من طوره: أراك مبتسمًا، ما الذي تفكر فيه؟
انتبه جونغإن لكونه كان يبتسم بطريقة غبية، لمَ كان مبتهجًا إلى هذه الدرجة؟ يريد تحية الجميع بالعناقات. هذا كان غريبًا له، تلك البهجة شعر بها مرات في عمره، يوم تخرج، يوم أتاه ابنه، وأولاها حين أتم أول كتابٍ في صباه. مزيج من الفخر والنشوة، لا يتوجب عليه الشعور به هنا، لأنه يعلم أن ابنه لن يتمكن من مد يده لالتقاط الأدوات. في خضم أفكاره، عاد وجهه لطبيعته: آه تشانيول، أعتذر منك. لم أكرر دعوتك لمناقشة حالة تشيم مونغجو، هل أنت متفرغ الآن؟
-متفرغٌ إن كان المشفى مريحًا للحديث.
-في مكتبي. يمكنك القدوم لاحقًا بعد ساعتين، لدينا اجتماع في المركز الإداري في جونغ-غو. سأعود للمركز الصحي بعد أن ينتهي.
-ما طبيعة الاجتماع؟
دار جونغإن ليتكئ فوق العمود الرخاميّ الرمادي: جمعت عدة آراء حول ما ينقص القسم الجديد. سنناقش ذلك.
هز تشانيول رأسه بتفهم. عبس وفرك رأسه بتعبير منزعج كأنه واقع في مشكلة: اليوم ولد صبي مصاب بانعدام الدماغ. والداه رفضا الإجهاض، وحين سألناهما التبرع بالأعضاء اتخذا موقفًا عدوانيًّا.
-هل تلومهما بأي شكل من الأشكال.
-ليس هذا ما أود قوله، أرجوك أخبرني، هل من العادل له أن يعيش هكذا؟ إنه ميت إلا من الهواء الذي يدخل رئتيه، والدم الجاري في أوردته وشرايينه. لن يعي شيئًا وسيكون أعمى أصم ومشوه الشكل.
-أحسبني فهمت ما تحاول الوصول إليه.
-لا جونغإن أراهن أنك لم تفهمني بعد. ما أريد قوله لك، إن فقد الوالدان طفلهما، هل ستكون حالهما كحالهما إذا ما فقدا وليدًا صحيحًا مفعمًا بالحياة؟
تنهد جونغإن ملئ جوفه، ثم زفر ذلك بهدوء: حسنًا. فهمت الآن، لو خسرتُ تشوسوك، سيكون الأمر أقل وطأة في حالته.
-هذا ما عنيته، وسأعتذر إن بدر مني مكروه.
-كلا البتة. فلم تصب عين الحقيقة.
وسع تشانيول عينيه محاولًا مجاراته الحديث، فتح فمه ليقول شيئًا، لكن عندها تابع جونغإن: هل تظن والدي الصبي المصاب بانعدام الدماغ يريانه أقل من بقية الصبية حقًا؟ اسمعني تشانيول، هذا ما تجهله عن قلب الأب.
وضع قبضته على صدره وتابع: إني أشعر أن ابني ظُلِم، هذا صحيح. لكني لن أعده أقل شأنًا ولن أفرط بشيء يخصه حتى لو كان ثانية في الحياة. هذا هو ما يمليه علي قلبي.