اَلسَّاعَة اَلْحَادِي عَشَرَ بِتَوْقِيتِ اَلْمَشَاعِرِ اَلطَّيِّبَةِ ، أَثِينَا .
أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ اَلْمُلْكُ لِلَّهِ ، يَوْمٌ جَدِيدٌ حَلَّقَ فِي اَلْأُفُقِ بِجَنَاحَيْهِ اَلْكَبِيرَتَيْنِ فِي سَمَاءِ اَلْيُونَانَ ، قَدْ كَانَ اَلْجَوُّ مُشْمِسًا وَدَافِئًا عَلَى مُعْظَمِ اَلْمَنَاطِقِ اَلْيُونَانِيَّةِ وَكَانَتْ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ اَلْمُدُنِ أَثِينَا حَارِسَةً اَلْمُدُنِ اَلْإِغْرِيقِيَّةِ حَسَبَ اَلْأَسَاطِيرِ اَلْعَابِرَةِ ، مُرُورًا بِالشَّوَارِعِ اَلْمُزْدَحِمَةِ عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهَا بِالسُّيَّاحِ اَلْمُتَعَطِّشِينَ لِاكْتِشَافِ هَذَا اَلْبَلَدِ ، ذَهَابًا إِلَى شَرِكَةٍ " اُولُوسْ " لِلْهَنْدَسَةِ اَلْمِعْمَارِيَّةِ ، بِالتَّحْدِيدِ فِي اَلطَّابَقِ اَلْعَاشِرِ .
حَيْثُ فِي قَاعَةِ اَلِاجْتِمَاعَاتِ جَمْعَ إِلْيَاسْ أَحْسَنَ مُهَنْدِسِي اَلشَّرِكَةِ ، كَيْ يُنَاقِشُوا تَفَاصِيلُ مَشْرُوعِ مُجَمَّعٍ سَكَنِيٍّ مَعَ زَبُونَةٍ مُسْتَقْبَلِيَّةٍ ، فِي تِلْكَ اَلْأَثْنَاءِ كَانَ ذَلِكَ اَلذِّكْرِ اَلشَّرْقِيِّ جَالِسًا عَلَى رَأْسِ اَلطَّاوِلَةِ وَقَدْ تَوَزَّعَ عَلَى يَمِينِهِ وَشَمَالاً ، بَعْضُ اَلْمُهَنْدِسِينَ اَلْمِعْمَارِيِّينَ مِنْهُمْ أُسَّيْهِ ، أَمَّا قُبَالَتُهُ تَمَامًا فَقَدْ جَلَسَتْ ' تِينَا دَرَاكُوسْ ' وَاَلَّتِي تَكُونُ اِبْنَةُ عَائِلَةٍ ثَرِيَّةٍ لِلْغَايَةِ تَمْلِكُ نِصْفَ جَزِيرَةٍ سَانْتُورِينِي .
كَانَتْ تِلْكَ اَلسَّمْرَاءِ ، اَلَّتِي تَغْلَفَتْ بِطَقْمِ تَنُّورَةَ قَصِيرَةً وَبِلُوزَةً مِنْ شَانِيلْ تَجْلِسُ بِهُدُوءِ وَتَرْتَشِفُ قَهْوَتُهَا بَيْنَمَا مُقْلَتَيْهَا مُعَلَّقَتَانِ عَلَى إِلْيَاسْ ، اَلَّذِي كَانَ يَتَحَدَّثُ عَلَى اَلْهَاتِفِ وَبَعْد لَحَظَاتٍ قَلِيلَةٍ أَنْهَى اَلْمُكَالَمَةَ ثُمَّ أَرْدَفَ مُعْتَذِرًا بَيْنَمَا اِبْتِسَامَةٌ صَغِيرَةٌ تَعْتَلِي ، مَلَامِح وَجْهِهِ اَلْعَرَبِيَّةَ وَاَلَّتِي كَانَتْ تَكْسُوهَا لِحْيَةٌ خَفِيفَةٌ زَادَتْهُ وَسَامَّة .
_ اِعْتَذَرَ كَثِيرًا وَلَكِنَّهُ كَانَ اِتِّصَالُ مُهِمًّا لِلْغَايَةِ وَأَنْتَ أَكْثَر وَاحِدَةً تَعْرِفِينَ كيف هو مَجَالُ اَلْأَعْمَالِ !
وَضَعَتْ تِينَا اَلْفِنْجَانِ عَلَى جَنْبٍ ، بَعْدُ ذَلِكَ أَمْسَكَتْ اَلْمِنْشَفَةُ بِأَنَامِلِهَا اَلرَّقِيقَةِ وَمَرَّرَتْ عَلَى شَفَتَيْهَا بِرِفْقٍ ، ثُمَّ أَجَابَتْ بَاسِمَة اَلثَّغْرِ بَيْنَمَا لَا تَزَالُ مُقْلَتَيْهَا اَلرَّمَادِيَّتَيْنِ تَنْهَشَانِ تَفَاصِيل إِلْيَاسْ
أنت تقرأ
من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتها
Romanceبَطَلُ حِكَايَتِنَا لِنَهَارِ اَلْيَوْمَ هُوَ حُسَامْ , فَتَى شَهِدَ مَقْتَلُ وَالِدَتِهِ اَلْحَنُونَ مِنْ نَافِذَةِ مَنْزِلِ صَدِيقِهِ اَلْمُقَرَّبِ وَهُوَ فِي عُمْرِ اَلزُّهُورِ قَبْلَ أَنْ يُحَاوِلَ اَسْتَعِيَابْ اَلْأُمُورُ حَتَّى لَمَّحَ سَيَّا...