_حسام حسام !
فتح حسام مقلتيه على صوت انين ضعيف ، بسرعة وقف مستعدا من مكانه وبينما كان يتفقد الارجاء بحثا عن اي دخيل ،وضع يده داخل سترته وجذب سلاحه ، بعد ذلك تقدم ناحية غرفة رزان فتح الباب بحذر ليجدها قد فتحت مقلتيها ، عندئذ تراجع قليلا الى الوراء ثم عقد حاجبيه مفكرا ترى هل كان كل ذلك كابوسا مزعج !
ولكن لماذا لا يزال عطرها في رئتيه ، ولماذا لا يزال صوت ضحكتها يرن كأغنية في اذنيه لابد من انها كانت وليدة اللحظة فقط ،كما ان صاحبة المقلتين الزجاجيتين ليست غبية لتعبث معه
اعاد الاسمر المسدس لحزامه ، ثم فتح باب الغرفة ودلفت الى الداخل وصار يتقدم ناحية رزان التي شوه ملمحها الفاتن تلك الكدمات الزرقاء ، الموزعة على وجهها ، ترى هل السقوط من الدرج يتسبب في كل هذه الخسائر .
حسنا لنفترض بأنها عندما وقعت كسرت يدها اليمنى ورجلها اليسرى ، ولكن تلك الكدمات لم تكن لديها إلا تفسير واحد وهو تعرضها للضرب ،ومع ذلك كانت لا تزال تبدو اجمل فتاة في العالم بأكمله ،مال عليها قليلا ثم طبع قبلة على جبهتها لتخرج كلماته مغلفة بالكثير من الحب والاهتمام
_كيف تشعرين !
بالرغم من رغبتها الكبيرة في ان تلقي بنفسها في حضنه ، و اخباره بكل ما حصل معها الليلة الماضية ،ﺇلا ان رزان في اخر لحظة استطاعت تمالك نفسها وقد ادارت بسرعة وجهها للجهة الثانية ، كي لا تتأثر ب اهتمام الاسمر ، لتجيبه بسؤال ساخر
_برأيك انت !
رفع حسام جذعه قليلا ثم تمشى حتى صار يقابل رزان ، ترى لماذا تكرره لهذه الدرجة هل بسبب اعماله ام بسبب اخفائه للحقائق عنها ،وقف الاسمر قبالتها ووضع يديه في جيب بنطاله الرسمي ، متجاهلا استفزازها له سألها مرة اخرى
_اخبريني ان كان يؤلمك اي شيء كي اتصل بطبيبتك !
حركت رزان يدها السليمة ووضعتها على بطنها ، وصارت تتساءل بينها وبين نفسها ترى ألا يزال حيا ، عندئذ لم يكن الاسمر بحاجة للمزيد من الشرح لأنه من حركتها تلك فهم كل شيء ، ولان اسية لم تكن هناك اضطر الاسمر اخبار اخته الصغيرة بأنها فقدت الجنين ولكنها ستكون اما رائعة في المستقبل ، ليقول بنبرة هادئة
_كان ضعيفا للغاية لذلك لم يحتمل الضربة ولكنك ستكونين اما رائعة في المستقبل رزان !
نزلت دمعتين من مقلتي رزان ، ﺇذا رحل هو اﻵخر وتركها وحيدة لماذا هي مستغربة فالجميع يرحلون من حولها واحدا بعد اﻵخر ، حينها رفعت صاحبة مقلتي القط يدها السليمة ثم مسحت دموعها ،لتضيف باستهزاء واضح لأخيها الاكبر
_ دور الاخ الحنون لا يليق بك ، كما ان الفتاة التي لديها اخ مثلك يستحيل ان تعرف طعم الراحة لذلك وفر كلامك لأنني لست بحاجته !
أنت تقرأ
من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتها
Romanceبَطَلُ حِكَايَتِنَا لِنَهَارِ اَلْيَوْمَ هُوَ حُسَامْ , فَتَى شَهِدَ مَقْتَلُ وَالِدَتِهِ اَلْحَنُونَ مِنْ نَافِذَةِ مَنْزِلِ صَدِيقِهِ اَلْمُقَرَّبِ وَهُوَ فِي عُمْرِ اَلزُّهُورِ قَبْلَ أَنْ يُحَاوِلَ اَسْتَعِيَابْ اَلْأُمُورُ حَتَّى لَمَّحَ سَيَّا...