الساعة العاشرة صباحا بتوقيت الزيارات المفاجئة . أثينا .
دقت العاشرة صباحا ولغاية الان كانت لا تزال الشمس ٬تختبئ خلف جدار الغيوم الثقيل ٬ كان الجو معتدلا بالرغم من غياب اشعة النور الذهبية التي كان لها انعكاس يسلب الالباب على مباني أثينا الشاهقة ٬ مركز الفنون والحضارة .
الظلام لم يكن فقط في الخارج ٬ بل حتى داخل قصر عائلة ماردينيان فالجميع كان يعيش أوقاتا صعبة ٬ لا يحسدون عليها فلغاية الان لم تصلهم أي اخبار عن الأسمر ٬ ولا عن ادريس الذي ذهب للبحث عنه واعادته سالما غانما مجددا الى موطنه ٬ الشقراء قررت البقاء في القصر فهي لم تكن في وضع يخولها حتى تصفيف شعرها كالعادة ٬ فهي كانت تخشى فقدان حسام مرة أخرى .
و ﮔﺄن القدر يلاعبها ويمتحنها في احبتها مرة أخرى ٬ فهي لم تستوعب لغاية الان فكرة ان والدها قد قتل والدتها و ها هو الأسمر يختفي ٬ تاركا وراءه العديد من علامات الاستفهام ٬ في تلك الاثناء كانت تمشط ارض قاعة المعيشة ذهابا و إيابا ٬ وهذا ما اغضب رزان التي بدون قصد نهرتها طالبة منها التوقف
_هلا توقفت لقد اصبتني بالدوار
زفرت اسية بحنق فالأمر لم يكن بيدها ٬ هذا الصمت كان يصيبها بالجنون وقلة الحيلة ٬ بعد ذلك جلست على الاريكة الجلدية ٬ ثم نظرت في مقلتي رزان التي كانت لا تدل على شيء ٬ لا علقى قلق ولا خوف ولا أي شيء ثم همهمت معتذرة
_الامر ليس بيدي لغاية الان لم يتصل ادريس ٬ اخشى ان يكون مكروها قد أصاب حسام حقا بينما نحن نجلس هنا
_ وماذا بيدنا لنفعله ٬ ارتاحي ولا تقلقي نفسك فانت لم تنامي منذ البارحة
سالت رزان اسية باستغراب ٬ ولكن عندما لمحت كيف كانت الشقراء ترتجف من القلق والتوتر يأكلها من الداخل كما يأكل الصدئ الحديد ٬ مدت يدها وامسكت يد اختها الصغرى ٬ ثم بنبرة مطمئنة قررت اثلاج فؤادها
_لا تقلقي سيكون بخير ٬ وسيعود كي يحصد بعض الرؤوس
قالت رزان موجهة كلامها لجو ٬ الذي اختنق بمشروبه وصار يسعل بعد ذلك وضع الكاس فوق الطاولة الصغيرة ثم وقف وقال متحججا
_سأذهب لمساعدة ابي عن اذنكما
هزت رزان راسها يمينا وشمالا باستهجان وبينما كانت الفتاتان جالستان دق جرس الباب ٬ حينها وقفت اسية بسرعة من مكانها وبنبرة مختلطة بين الحيرة والفرح سالت رزان
_ ترى هل هذا حسام
لم تتلقى أي إجابة من رزان فهي لم تكن تعلم من القادم ٬ بالرغم من كل شيء كانت تتمنى ان يكون حسام بخير ٬ صحيح ان الخلاف بينهما لن يتوقف قط ومع ذلك يبقى اخاها ٬الأكبر لحظات من الصمت حتى ظهر امامها نعمة و الياس ٬ الذي ترك المستشفى بعد انقطاع اخبار ريم لتتساءل الشقراء باستغراب
أنت تقرأ
من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتها
Romantizmبَطَلُ حِكَايَتِنَا لِنَهَارِ اَلْيَوْمَ هُوَ حُسَامْ , فَتَى شَهِدَ مَقْتَلُ وَالِدَتِهِ اَلْحَنُونَ مِنْ نَافِذَةِ مَنْزِلِ صَدِيقِهِ اَلْمُقَرَّبِ وَهُوَ فِي عُمْرِ اَلزُّهُورِ قَبْلَ أَنْ يُحَاوِلَ اَسْتَعِيَابْ اَلْأُمُورُ حَتَّى لَمَّحَ سَيَّا...