الفصل التاسع بداية لعنة الهوس

1.9K 71 2
                                    

كان حُسَامْ يَبْدُو غَاضِبًا لِلْغَايَةِ ، فَلَقَدْ اِسْتَطَاعَتْ رِيمْ سَمَاعَ أَنْفَاسِهِ اَلْمُضْطَرِبَةِ وَدَقَّاتُ قَلْبِهِ اَلْعَنِيفَةَ مِنْ وَرَاءِ اَلسَّمَّاعَةِ ، كَمَا أَنَّ صَاحِبَةَ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ تَخَيَّلَتْ مَلَامِحَهُ اَلسَّوْدَاوِيَّةَ ، اَلْمُظْلِمَةَ اَلَّتِي كَانَتْ تُخْفِيهَا تِلْكَ اَلِابْتِسَامَةِ اَلْمُضْطَرِبَةِ وَالْمُخْتَلَّةِ ، حِينُهَا اِزْدَرَدَتُ صَاحِبَةٌ اَلْمُقْلَتَيْنِ اَلزُّجَاجِيَّتَيْنِ رِيقِهَا ثُمَّ هَمَسَتْ لِسَانْدَرَا بَيْنَمَا تَشُقُّ طَرِيقَهَا نَحْوَ مَخْرَجِ اَلْقَلْعَةِ

_ مَا اَلَّذِي حَدَثَ وَلِمَاذَا هُوَ غَاضِبٌ لِهَذِهِ اَلدَّرَجَةِ !

اِلْتَفَّتْ سَانْدَرَا إِلَى حُسَامْ اَلَّذِي كَانَ يُشْبِهُ جَمْرَةً مُلْتَهِبَةً ، أَوْ سَيْلِ مِنْ اَلْمَاغْمَا اَلْحَارِقِ ، كَانَتْ تَجْرُفُ كُلَّ شَيْءٍ فِي طَرِيقِهَا ثُمَّ م أَرْدَفَتْ بِنَبْرَةٍ أَشْبَهَ لِلْهَمْسِ خَشْيَةِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَهَا اَلْأَسْمَرُ

_ اَلسَّيِّدَةُ رَزَانْ أُخْتُ اَلسَّيِّدُ حُسَامْ تَعَرَّضَتْ لِحَادِثٍ خَطِيرٍ ، وَيُقَالَ بِأَنَّهَا فِي اَلْعِنَايَةِ اَلْمُرَكَّزَةِ !

عِنْدَمَا سُمِعَتْ رِيمْ إِجَابَةَ سَانْدَرَا اِسْتَطَاعَتْ تَنَفُّسَ اَلصُّعَدَاءِ ، لِأَوَّلِ مَرَّةٍ لَمْ تَكُنْ هِيَ اَلسَّبَبُ وَرَاءَ غَضَبِهِ غَيْرُ اَلْمُبَرَّرِ ، ثَانِيَةٌ وَاحِدَةٌ : لَقَدْ ظَهَرَ بِأَنَّ ذَلِكَ اَلْمُخْتَلِّ يَمْلِكُ مَشَاعِر كَغَيْرِهِ مِنْ اَلْبَشَرِ ، عِنْدئِذٍ اِبْتَسَمَتْ رِيمْ بِسُخْرِيَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ نَفْسِهَا كَانَتْ تَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا لَمْ تَخْرُجْ اَللَّيْلَةِ وَبْقَتْ فِي اَلْبَيْتِ كَيْ تَشْمَتَ فِيهِ قَلِيلاً ، لِلْأَسَفِ اَلشَّدِيدِ ضَيَّعَتْ فُرْصَتُهَا اَلذَّهَبِيَّةُ . بَيْنَ فِكْرَةِ وَأُخْرَى كَانَتْ رِيمْ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى خَارِجِ اَلْقَلْعَةِ ، تَقَدَّمَتْ بِخُطُوَاتٍ سَرِيعَةٍ نَاحِيَةَ طَابُورِ سَيَّارَاتِ اَلْأُجْرَةِ اَلطَّوِيلِ ، ثُمَّ أَضَافَتْ بِتَهَكُّمِ بَيْنَمَا تَفْتَحُ بَابَ اَلْمَرْكَبَةِ اَلرَّمَادِيَّةِ

_ وَأَنَا اَلَّتِي كُنْتُ أَظُنُّ بِأَنَّهُ مُتَحَجِّرٌ اَلْقَلْبِ ، لَا عَلَيْنَا سَآتِي فِي اَلْحَالِ !

_ لَا تَأْتِي إِلَى اَلْفِيلَّا ، اِذْهَبِي مُبَاشَرَةَ إِلَى هَذَا اَلْعُنْوَانِ اَلَّذِي سَأَبْعَثُهُ لَكَ بُعْدٌ قَلِيلٌ ، إِلَى اَللِّقَاءِ !

فِي تِلْكَ اَللَّحْظَةِ أَنْهَتْ سَانْدَرَا اَلْمُكَالَمَةِ ، وَبَعْدٌ لَحَظَاتٍ وَصَلَتْ رِيمْ رِسَالَةً نَصِّيَّةً كَانَ فِيهَا اَلْعُنْوَانُ اَلَّذِي سَتُقْلِعُ مِنْهُ اَلطَّائِرَةُ لِحُسْنِ اَلْحَظِّ أَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا مِنْ هُنَا ، أَعْطَتْ صَاحِبَةَ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ اَلْعُنْوَانِ لِلسَّائِقِ لِيَنْطَلِقَ هَذَا اَلْأَخِيرُ مُتَوَغِّلاً وَسَطَ شَوَارِعَ اَغْيُوسْ نِيكُولَاسْ ، بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ اَلْجَوّ كَانَ بَارِدٌ ، إِلَّا أَنَّ صَاحِبَةَ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ شَعَرَتْ بِحَرَارَةٍ غَرِيبَةٍ سَرَتْ فِي عُرُوقِهَا حِينِهَا خَفَّضَتْ زُجَاجَ اَلنَّافِذَةِ قَلِيلاً ، كَيْ تَسْتَطِيعَ اَلتَّنَفُّسَ بِحُرِّيَّةِ وَبَيْنَمَا كَانَتْ كَذَلِكَ لَمْ تَسْتَطِعْ كَبْحَ تَفْكِيرِهَا بِحُسَامْ ، ذَلِكَ اَلشَّيْطَانِ اَلَّذِي ظَهَرَ بِأَنَّ تِلْكَ اَلَّتِي اَلصَّخْرَةِ بَيْنَ ضُلُوعِهِ تَنْبِضُ بِالْمَشَاعِرِ . إِنَّ كَانَ يَخَافُ عَلَى أُخْتِهِ لِهَذِهِ اَلدَّرَجَةِ ، فَلِمَاذَا يُمَارِسُ طُغْيَانُهُ بِدُونِ اَلتَّفْكِيرِ فِي مَشَاعِرِ اَلْآخَرِينَ ، كَانَ مُتَنَاقِضًا لِلْغَايَةِ وَهَذَا اَلتَّنَاقُضُ أَرْبَكَهَا وَنَغَّصَ عَلَيْهَا اَلطُّمَأْنِينَةُ اَلَّتِي كَانَتْ تَعِيشُ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يَقْتَحِمَ حَيَاتَهَا ، فَهَاهِي مَرَّةً أُخْرَى تُحَاوِلُ تَحْلِيلَهُ مِثْل مَسْأَلَةِ رِيَاضِيَّاتٍ .

من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن