الفصل الثالث
*********************
وقفت بحديقه القصر تتلفت ورائها مرتعبه من ان يراها احد فهي تعلم كل العلم ان اخيها الاكبر لن يلتفت لغيابها مطلقآ ولكنها قلقه للغايه فلو رائها احد من حراسه لن يتواني عن اخباره بما رأي فهم يكنون له كل الاحترام والتقدير فهو يعاملهم معامله حسنه ويغدق عليهم بسخاء ويقدم لهم يد المساعده ان احتاجوها
وضع يده علي عينيها يغمضها بمشاكسسه مما جعلها تصرخ خوفا وهلعا فحضنها مسرعا ليهدئ من روعها واضعا رأسها فوق صدره وظل يربت عليها حتي هدئت تمام فهي كانت ترتجف بشده
_مهران: اهدي يا حبيبتي ده انا مالك بترتعشس كده ليه في حضني؟
رفعت سهيله عيناها الممتلئه بالدموع وشددت من احتضانه اكثر
_سهيله: متسيبنيش يا مهران انا خايفه اووووي احسن ابيه يعرف
ابتسم مهران وامسك وجهها بين كفيه ونظر داخل عينيها بقوه
_مهران: اولا انا مقدرش اسيبك ده انتي النفس يا سو ..
ثانيا انتي نسيتي اهم حاجه لو لا قدر الله واخوكي عرف
عقد حاجبيها بعدم فهم فاكمل حديثه قائلا
_مهران: نسيتي ديما ولا ايه متستهونيش بيها ده اخوكي بيعشقها بشكل يخوف معتقدش انها اما تتدخل اخوكي هيقدر يتكلم اصلا
ابتسمت بسعاده فهي تعلم ان سديم لها تأثير قوي للغايه علي رماح ولن يتمكن من اغضابها وهي تعلم كل شئ لذلك اطمأنت وتناست قلقها ورعبها وظلت تثرثر بأريحيه شديده غير منتبهه لمن يقف بعيدا يراقبهم بخبث
اقترب بخفه ورشاقه وهمس بالقرب منهم : ده انا اللي هقول لرماح عليكم
شهقت بخضه ووضعت يدها علي فمها تمنع صوت صرختها بينما التفت مهران الي المتحدث يحدجه بنظرات نااااريه وكور قبضة يده حتي برزت عروق يده وعضلات يده فمنذ زواج شقيقته وقد تولي رماح مهمه تدريب مهران باحدي مراكز التدريبات العنيفه فقد التمس فيه ميله لتلك التدريبات فاوصي بنفسه ان يتم تدريبه بمهاره فائقه ولياقه كبيره مما جعل عضلات يده وصدره تبرز بوقت قصير وشكل ملحوظ جعله اوسم من ذي قبل
_مهران: انت يا شئ يااااا سخيف جاي ورايا ليييييه ؟؟
ابتسم ماهر بسماجه وبلاهه كعادته وهو يردف ناظرا تجاه سهيله
_ماهر: اولا سوسو وحشتني جيت اشوفها ..ثانيا انت مالك؟
ثالثا وده الاهم عاوزها في موضوع شخصي كده لوحدنا يعني هوينا بقا يا حبيبي
كتمت ضحكتها بصعوبه فهي تعلم خطوره ما قاله هذا الابله فحبيبها اصبح حاد الطباع مثل اخيها وكأنه اخذ من طباعه كثيرا
قام برفعه من ملابسه ودفعه بشده فارتطم ظهره بالشجره من خلفه وهمس من بين اسنانه_مهران: مسمهاش سوسو وحشتني .. ومسمهاش كلام خاص بينا عاوز تتنيل تتنيل قدامي وتتكلم مش عاوز غور في داهيه انا اللي منعني عنك يا زفت انت انك اخويا لا والمصيبه التؤام يعني بحس بوجعك يعني تتلم بعيد عني ولا انت رايك ايه؟
حاولت ان تخلص رقبه هذا المسكين من بين براثن عشقها الثائر واستطاعت بعد عدت محولات ان تخلصه فوقف يلهث وهو تعتلي ابتسامته السخيفه علي ثغره
_ماهر: ما براحه يا عم فندام بقا كتك داهيه تاخدك
قهقهت برقه مما اشعل نيران الغيره بداخل قلبه فرفع اصبعه امام شفتيه واردف
_مهران: شششششششششش مسمعش نفسك فاهمه
التف ناظرا الي اخيه الواقف مبتسما بسعاده لسعاده نصفه الاخر فهو يعشقه بشكل غير طبيعي
_مهران: هتفضل واقف متنح كده كتييير ماهو يا تقول عاوز ايه يا اما تمشي من هنا ؟
_ابتسم ماهر قائلا: ههههه لا مش هفضل متنح كده كتير بصي يا سوسو
زمجر مهران مقاطعا حديثه اخيه مما جعل ماهر يضحك وهو يشير بيده في وجه اخيه
_ماهر: هههه خلاص خلاص ..من الاخر كده ا سهيله في واحده زميلتي عجباني ومش عارف افتح كلام معاها ازاي وكنت محتاج مساعدتك يعني تقوليلي اعمل ايه وكده يعني ؟
ابتسمت سهيله لتوتو ماهر فهو انسان هادئ طيب يتمتع بتعامله عالفطره وحسن الخلق
_سهيله: من عنيا حاضر بس كده نخليك تتعرف عليها
ابتسم ماهر واستدار راحلا بهدوء فالتفتت الي مهران الواقف بثبات شاردا ...وضعت يدها علي يده وهمست
_سهيله: حبيبي انا لازم امشي احسن حد يشوفنا
هز راسه موافقا اياها الراي ورحلت عائده الي داخل القصر واتجه مهران الي اخيه الجالس تحت شجره ضخمه يستظل بظلها
************************
اخرج هاتفه من جيب بنطاله واجري اتصال سريعا وفور انتهائه اتي الحارس الموكل بحراسه معتز المحبوس بداخل الغرفه السريه اسفل القصر وهمس باذن عثمان شيئا جعله يسير باتجاه الممر السري بهدوء حتي وصل للغرفه واشار للحارس الاخر بفتح الباب
دخل بهدوء فوقعت عيناه علي النائم عالفراش بهدوء ضامم ركبتيه الي صدره كوضع الجنين رافض تناول الطعام منذ سفر رماح لاحضار زوجته من الخارج ..تنهد بتعب وتنحنح بصوت اجش
_عثمان: ممكن اعرف ايه لازمه اللي بتعمله ده بقالك كذا يوم مبتاكلش واما نغصب عليك تاكل تقاوي متأكلش عيل صغير
لم يجيبه معتز بل ظل علي سكوته مما ازعج عثمان بشده فمد يده ليلكزه بشه من فرط غضبه وصاح بعصبيه
_عثمان: هو انا مش بكلمك يا ابني انت ما ترد عليا
اداره تجاهه فاصابه الهلع مما رأي فمعتز نائم شاحب الوجه يخرج من فمه ما يشبه رغاوي البحر لونهاابيض ورائحتها نفاذه فامر حراسه بحمله سريعا وخرج مسرعا متجها الي سيارته فوضعه احد الحراس بالمقعد الخلفي وجلس بجانبه لينطلق عثمان بسرعه جنونيه متجها الي المشفي وما ان وصل حتي هبط مسرعا وصاح بالعاملين ان يحضروا ترولي لاخذ المريض وبالفعل حضلا الطبيب ومعه مجموعه من الممرضين ورحلوا راكضين الي غرفه الكشف فمعتز السيوفي من اهم رجال الاعمال لكونه احد احفاد عائله الاسيوطي وابن عم غول المقالات رماح الاسيوطي لذلك لا يجب التهاون معه علي الاطلاق
وقف خارج غرفه الكشف متوتر للغايه ولكن قطع توتره رؤيته لفراشته الرقيقه التي ما ان رأته حتي اصاب وجهها حمره خجل محببه الي قلبه وبدون شعور منه تحركت قدماه باتجاهها وعيناه رافضه ان تحيد عنها فكانه لا يري غيرها وكأن العالم اصبح خالي من البشر من حولهما ...حاولت الابتعاد ولكن قدميها رفضت الانصياع لها وظلت ثابته بمكانها وما ان اقترب منها حتي خفضت عينيها سريعا هربآ من نظراته الثاقبه والتي تشعرها وكأنه يخترقه واقسمت ان جميع من حولها سمع دقات قلبها فاحست انها تصم اذنيها .. تكلم بصوت هامس اجش رجولي اصاب قلبها برجفه غريبه وثلجت اطرافها
_عثمان: ازيك يا دكتوره ؟ طمنيني عليكي رساله الدكتوره بتاعتك عملتي فيها ايه؟
رفعت عينيها له بذهول فمن اين له ان يعرف بأمر رسالتها فلا احد يعرف غير والديها فقط لانها تحتاج اوقات للذهاب الي القاهره من اجل محاضراتها هناك
ارتسمت ابتسامه خبيثه علي ثغره واقترب من اذنيها وهمس بما جعل قلبها يهوي ارضآ
_عثمان بخبث: متستغربيش كده اصلي بحب اعرف كل حاجه عن الناس اللي اعرفهم يبقا تفتكري مش هعرف حاجه عن اللي تخصني
اعتدل في وقفته واكمل حديثه بصوت هاااادئ للغايه
_عثمان: انبسط اني شوفتك باي
وقفت مصدومه مما سمعت ومما تفوه به احقا تفوه بما اصاب جسدها بقشعريره احقا نفوه بما سلب عقلها واثلج جميع حواسها
انتبهت علي صوت زميلتها تعلمها ببدء الاجتماع ويجب عليهم الذهاب فالتفتت عائده الي قاعه الاجتماعات غير منتبهه لمن يقف يراقبها وتشتعل نيران العشق بداخله فارتسمت ابتسامه عفويه علي ثغره وهو يتذكر خجلها منه وتوترها عندما وقعت عيناها عليه
انتبه الي صوت احد الحراس يخبره بضرورة مقابلة الطبيب