عودة من مخالب الموت

79 4 5
                                    

Bart 1

تقف امام مقبره كبيره في الليل وحيدة لا احد معها و نسمات الهواء الهادئة تلعب بشعرها الاحمر الحريري الغاتم .. فتاة كأن لا حياة فيها تنظر إلى المقبرة
.. تنظر إلى المقبرة بحزن بعيناها الحمراء الغاتمة جدآ وهي تقول في ذاتها : ( سابلغ السادسة عشر بعد اسبوع .. كم هذا محزن لن تكونوا بجانبي .. لم تمنحني الحياة شيء سوى الحزن و الألم .. لما تركتموني وحدي ؟؟ .. لما لم تاخذوني معكم ؟ .. أ لهذه الدرجة انا سيئة ؟ .. حتى لا استحق ان اكون معكم .. أ لا استحق ذلك ؟ .....)
خلفها بمسافة يقف فتى ذو شعر اشقر و عينان زرقاء .. ينظر إليها و حسب .. يرتدي قميص ذو اكمام قصيرة بالازرق السماوي و بنطال جنز كاكاوي و جاكيت زيتي يضعة على اكتافه قال في ذاته : ( طالت وقفتها هذه المره .. لما تقف هكذا يوميآ دون ان تقول ايت كلمة ؟!! ..كم اتمنى ان اعلم ما هو اسمها .. ماذا سيكون ؟؟ .. هل هو حزين مثلها ؟ .. لما تأتي إلى هذه المقبره يوميآ ؟ .. و ما سبب حزنها ؟ ..هل فقدت شخصآ عزيزآ عليها ؟ .....)
قطع الفتى تفكيره عندما رائها بدأت تسير بهدوء .. قال الفتى بصوت خافت : لما هي تسير في الاتجاه المعاكس ؟ .. اعتقد ان منزلها في الناحية الاخرى .. مهلآ .. اليس هذا إتجاه النهر ؟ ..
تابع الفتى : .. ماذا ستفعل ؟ .. سألحق بها هذه المرة
سار الفتى خلفها دون ان تراءه حتى توقفت امام النهر و صارت تنظر إلى النهر بحزن ثم قالت بهدوء : كم هذا النهر كبير و واسع
قال الفتى وهو متخفي حتى لا تراه : لقد كنت محقآ .. لكن لماذا ات إلى هنا في هذا الوقت المتاخر من الليل ......
نظر إلى ساعته و تابع : الساعة الان الحادية عشر و الربع ليلآ .. كم هذه الفتاة غامضة !!
اتجهت الفتاة بهدوء نحو النهر حتى وصلت إلى حافة اليابسة وهي مازالت تسير بهدوء و استرخاء غير مبالية للحياة
الفتى وهو يتجه نحوها سريعآ : ( هل تحاول ان تنتحر ؟ .. هل ستغرق ذاتها ؟ ..و لكن لما هي يائسة من الحياة ؟ .. ياإلهي يجب الا تفعل ذلك ) توقفي .. يا ذات الشعر الاحمر .. توقفي
مازالت الفتاة تسير حتى وصلت إلى وسط النهر و دخلت إلى الماء كليآ .. توقف الفتى على حافة اليابسة و خلع سريعآ حذاءه و قميصه و جاكيته ثم نزل إلى النهر و اتجه إلى المكان الذي رائها فيه قبل ان تدخل إلى الماء كليآ .. بحث عنها وهو يسبح حتى وقع نظره عليها وهي تسقط إلى قاع النهر بهدوء و بطء دون ان تبدي ايت مقاومة .. فسبح نحوها سريعآ ثم خرج من النهر وهو يحملها بين ذراعيه مزعورآ خائفآ عليها .. ما ان وضعها على الارض حتى بدأت تسعل بشدة بسبب ما ابتلعته من ماء .. ما ان سمع الفتى سعالها حتى اطمئن قلبه عليها .. على انها لم تمت او تتأثر بسبب ما ابتلعته من ماء .. ارتدى قميصه سريعآ و حذاءه ايضآ ..
.. فتحت عينيها الحزينة بهدوء و نظرت إليه بتلك العيون الخالية من الحياة و قالت بنبره منخفضة و هدوء حزين و هي تحاول الوقوف : اسفة
الفتى متسائلآ وهو مادآ يده لمساعدتها على الوقوف : على ماذا
وقفت الفتاة لوحدها متجاهلة يده و قالت : لقد خاطرت بحياتك لتنغذني
الفتى بلطف : لا عليكي .. و لكن الا يجب ان تشكريني بدل قول اسفة
الفتاة وهي تنظر نحو الارض في الناحية الاخرى بحزن : و ما فائدة هذه الحياة
نظر إليها وهو يتفهم انها عانت في حياتها كما لو ان لا احد قد عانى مثلها .. مد إليها جاكيته الزيتي وقال : ارتدي هذا
الفتاة ببرود : لماذا ؟!!!
الفتى : حتى لا تمرضين او تصابين بالزكام
الفتاة بلا مبالة : لا اهتم إذا حدث لي شيء
الفتى : و انا لا اهتم إن كنتي لا تهتمين إذا حدث لكي شيء .. لكنك سترتديه حتى لا تمرضين .. و ستفعلين
اخذت الفتاة الجاكيت ثم ارتدته و ذهبت بإتجاه منزلها
الفتى : انتظري
توقفت الفتاة و قالت ببرود : ماذا الان ؟؟؟
الفتى : سأوصلك إلى المنزل
الفتاة بهدوء : سأذهب وحدي
الفتى : الوقت متأخر لذا ساوصلك .. ليس لشيء اخر .  لقد تركت سيارتي بقرب المقبره .. هيا
الفتاة بهدوء : افضل الذهاب سيرآ
الفتى : تعلمين ان ثيابك مبتلة
الفتاة : انت قلتها ثيابي مبتلة و ستجف عندما اسير
الفتى : و ستمرضين ايضآ
الفتاة : اخبرتك .....
الفتى مقاطعآ : هل دائمآ تُتعبين الغير في اقناعك ؟!!
الفتاة بعد ان علمت انه لا جدوه من مناقشته : حسنآ
اتجها إلى السيارة .. فتحت الفتاة الباب الخلفي للسيارة لكن المقعدان الخلفيان عليهما الكثير من الكتب المبعثرة .. استقر نظر الفتاة على كتاب واحد فقط ( مقالب جهنمية ) .. وقفت دون حراك وهي تمعن النظر إلى ذلك الكتاب .. نظر الفتى إليها مُستغرب من ردة فعلها و قال : الخلف مليئ بالكتب .. يمكنكي الجلوس في الامام
لم تكترث الفتاة لما قاله فاتجة الفتى نحوها و نظر في ذات اتجاه نظرها و قال ببتسامة صادقة : مقالب جهنمية .. ذلك الكتاب .. كم احبه !!!
اخذ الفتى الكتاب و جلس على مقعد السائق و وضع الكتاب امامه و قال : ألن تصعدي ؟!!
الفتاة : نعم سأصعد

إلى كم سيصمت هذا القلب؟!!! 💔😢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن