احساس ما يجذبني نحوها💞

34 5 1
                                    

صعدت الفتاة على السيارة و جلست في المقعد الأمامي الذي بجانب مقعد السائق ثم اغلقت الباب .. بداء الفتى يقود السيارة وهو ينظر تارة إلى الطريق و تارة إلى كتاب مقالب جهنمية .. استمر في ذلك كثيراً
الفتاة بهدوء : يبدو ان هذا الكتاب ذا اهمية لديك .. إذاً انت من محبي الكتب و القراءه
الفتى : بالفعل .. انه اغلى ما املك
الفتاة ببرود : انه كتاب عادي كسائر الكتب
الفتى محتج : ليس صحيح .. بل هو مميز
الفتاة بهدوء : من هو كاتبه ؟
الفتى : لقد اهدتني هذا الكتاب ابنة خالتي قبل عدة سنوات في عيد مولدي .. لقد كانت محبة مقالب لحد الجنون .. و هي التي قد كتبته لكنها لم تنشره .. بل كتبته لي ....
ابتسم بهدوء و تابع : عندما اهدته لي كنا جالسين على الحديقة و لم اقبله منها فوضعته على الارجوحة التى كانت تجلس عليها و ذهبت .. تلك كانت اخر مرة رئيتها بها
مرت عدة دقائق ولم يتحدث اي احد منها
الفتى كاسراً ذلك الصمت : أ ليس غريبآ ؟!!
الفتاة بهدوء : ما الغريب ؟؟
الفتى : لم تسئليني عن اسمي بعد!
الفتاة ببرود : بعد قليل سنصل إلى المنزل .. وبعدها ساعيد إليك جاكيتك .. ولا اعتقد باننا سنتقابل مجدداً.. فماذا سافعل بأسمك ؟!!
الفتى : لا اعلم .. كنت اعتقد بأنكي قد تودين معرفة اسم من انغذكي .. فقط من باب الفضول
الفتاة : لم اطلب منك ان تنغذني .....
تابعت بهدوء غريب : كما انك لن تنغذني دائماً
الفتى بلطف : صحيح انكي لم تطلبي المساعدة .. لكني ساساعدك دائماً و كلما استطعت .. فالحياة غالية
الفتاة بحزن : لا اود هذه الحياة التي سلبتني كل شيء
الفتى : مهما سلبتك لا يجب ان تتخلي عنها
الفتاة ببرود : لا تتحدث و كأنك تعلم ماذا سلبتني
الفتى : صحيح اني لا اعلم ماذا سلبتك .. لكني اعلم بانه لا يستحق ان تتخلي عن الحياة و تنتحري لاجله
امتلئت عيناء الفتاة بالدموع و قالت بانفعاب وصوت مبحوح وهي تنظر إليه بنظرات حزينه مكسورة : هل كنت ستقول هذا لو ان اسرتك انتقلت للرفيق الاعلى و تركتك وحيداً ؟!! .. حتماً لن تفعل .. فانت لا تعلم هذا الشعور
الفتى ببتسامة حزينة : قبل عام ماتت جميع اسرتي .. لم تبقى لي سوى امي
تغيرت نظرات الفتاة للأسف و قالت بهدوء بعد ان توقفت عن البكاء : اسفة
الفتى ببتسامة مريحة : لا بأس .. لقد تخطيت الامر و اتمنى ان تتخطيه انتي ايضآ
الفتاة : أ ليس من الصعب تخطي ما حدث
الفتى : قد يكون صعب و لكن ليس مستحيل
الفتاة بصوت خافت يائسة : لا اعتقد بأني ساتخطاه يوماً
الفتى بثقة : إذا حاولتي لن تفشلي
الفتاة وهي تنظر له متسائلة : ولما انت واثق ؟!!!
الفتى : لاني كنت مثلك .. وقد كنت اسوء ايضاً .. كنت اعتقد ان تخطي واقع رحيل عائلتي من الحياة و تركي وحدي من المستحيلات .. كنت اعتقد ذلك مثلك تماماً
الفتاة : و كيف نسيت ما حدث لهم ؟!!
الفتى : لم انسى ذلك .. فهو جزء من حياتي .. ولا اود ان انسى ذلك .. لا ازال اتذكر والدي وهو يناديني و اخي الشقي عندما يثير المتاعب .. و ابنة خالتي المرحة .. كانت اكثرهم تقربآ لي .. اعتقد انها كانت لتكون في عمرك .. لكن كان على ان اتعايش مع ذلك فأمي كانت بحاجتي .. منذ ان توفت عائلتي وهي حزينه ولا تضحك ابدآ .. كانت الحياة بالنسبة لها كابوس مزعج يجب ان تعيشه يوميآ لوحدها بدون والدي  بجانبها .. لذا كان لابد لي ان اكون قويآ لاتخطا ذلك لاجل والدتي .. عديني بان تتخطي الآمك انتي ايضاً
الفتاة : لماذا اعدك ؟!!
الفتى بجدية : عديني هيا
الفتاة ببرود : سأحاول
الفتى ببتسامة : لا بأس بالمحاولة
مرت عدة دقائق لم يتحدث فيها احد منهما حتى قالت الفتاة بهدوء وهي سانده راسها على نافذة السيارة تنظر إلى الطريق : تود ان تعلم ما هو اسمي صحيح ....
نظرت إليه و تابعت : ادعى ...
قاطعها بصوت خافت دون انتباه : ليزا
ليزا : من هي ليزا ؟؟!!
الفتى بحزن : إنها ابنة خالتي التى حدثتكي عنها لقد ماتت قبل عام .. تذكرتها الان لانها تشبهك كثيرآ .. لا اعلم اذا ما كانت على قيد الحياة كيف ستبدو .. لكنك مثلها تمامآ عندما رايتها اخر مرة منذ ستة سنوات .. لو لم تمت لكانت احبت الحياة بكل ما فيها .. عاشتها بمرح و شقاوة .. ههههه و شراهه .  و تحضير مقالب للغير .. اسف .. إلتهيت بحديثي عن ابنة خالتي و نسيت ان اعرفكب بنفسي ....
قالت ليزا وهي مازالت متأثرة بما قاله : لين اعلم
لين مستغرب : كيف علمتي اسمي ؟!!

إلى كم سيصمت هذا القلب؟!!! 💔😢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن