Part 2

22 6 1
                                    

"انا هنا لأختبرك، هذا كل ما اعرفه"
نظرت له والصدمة بانت على ملامحي

"تختبرني؟، الم انته من اختبارات المدرسة في الحياة كي تأتيني في الموت ايضا؟ الهي"

نظر لي مطولا ثم قال
"انتم البشر غريبون حقا"

احسست بالغرابة من نظرته لي، احسسته يكرهني، اردت تعديل الوضع فعلى ما يبدو هذا الشخص هو شخص سأبقى بجانبه طويلا

"اسفة"
قلت، لكنه لم ينظر لي حتى، تجاهلني تماما، رغبت في ضربه لكنني لم افعل

بعد دقائق، قلت قاطعة الصمت بيننا
"استبقى بجانبي الى انتهاء الساعتان؟ "

اجابني بعد عناء الإلحاح
" كلا، سأبقى بجانبك حتى يؤذن لي بالرحيل"

سكتت قليلا ثم قلت
"حسنا، ايمكنك تغيير هذه الظلمة هنا، لا استطيع ان ارى اي شيئ حرفيا"

ثم يتجاهلني مجددا

فقلت بعصبية
"يااه ديكيم، سأركض قليلا، لا تلعب بالطريق الذي سأمشي به، لا تجعله يضيق، اتفقنا؟ "

لم يعرني اي اهتمام فركضت
هوايتي كانت الركض، كل ما اشعر بالحزن، اذهب للركض، كلما اشعر بالفرح اركض ايضا كان الركض جزئا كبيرا من حياتي

فركضت

ركضت كثيرا، لم اتعب وهذا ما اثار استغرابي
ركضت ساعة كاملة، احسست ان الطريق بدأ يضيق
" ديكيم، الم يكن هناك اتفاق بيننا؟"
عدت بأدراجي للوراء كي لا اقع ثم حضن رأسي الحائط الذي وضعه لي ذاك الوغد، رجعت خطوتين للوراء بسبب الصدمة ثم وقعت

شعرت اني سأموت رغم اني ميتة بالأصل، لم يكن الارتفاع شاهقا بصراحة، كان مترا او اقل، لكنه آلمني حقا

استقمت بسرعة ونظرت له، كان يبتسم، كان شكله مرعبا حقا
بشرة سوداء، وأسنان بيضاء، اسنان بيضاء تتجول في الظلمة
يا له من رعب

"ديكيم توقف افزعتني"
سرعان ما تلاشت ابتسامته

قلت له وكلّي امل ليوافق
"هل نصبح اصدقاء؟ "
اجابني بسرعة واختصار شديدين
" كلا"
"ايمكنني ضربك؟"
"يحقُّ لكِ ذلك"
قبضت على كفي، سرعان ما تلاشى شعوري بالغضب تجاهه، فأنا اكره الضرب، اكره العنف، وخصوصا بعد سماحه لي بذلك
قال
"لم توقفتي؟ "
" انا لا اريد ان اضربك، لا احب ذلك ابدا، فقط تجاوب معي، لا تكن باردا ارجوك"

توقف قليلا يفكر بكلامي له فقال
"حسنا، لكِ امنية واحدة يمكنك تحقيقها"

هل للتو اعطاني امنية؟ ماذا يكون هذا الشخص؟ مارد للامنيات ام ملاك موت؟

فلمعت برأسي فكرة كنت اتمنّى تجربتها في حياتي، فقلت له
"حسناااااااا،  اريد 5 امنيات قابلة للتحقيق"
نظر لي بدهشة
"اتمزحين معي؟ "
" اهذا ممنوع؟ "
" كلا لكن كيف ليخطر ببالك شيئ كهذا؟ "
" لا اعرف فقط هكذا"
"حسنا"
حرفيا اعطاني كيس فيه 5 كرات مختلفة الألوان

اخذت كرة زرقاء اللون وقلت
"اتمتى ان يكون لون المكان ازرق وبنفسجي، اتمنى ان يكون ملوّن"

فسرعان ما تغير لون المكان الى الوان مختلفة، الوان احلم ان يكون عالمي ملون بها منذ زمن
انتشلت كرة اخرى نظرت لديكيم وقلت
"اتمنى ان تكون لون بشرتك فاتح جدا، مثل لون بشرتي"

شُق خيط من السماء، خيط اشقر اللون، ونزل على راس صاحبنا ديكيم، لم ارى شيئا الا اللون الأبيض الذي يعمي الألوان من بعدها
نظرت اليه لأتفحص ملامحه فلم اصدّق ما رأيت

.....

.Euthanized.⁦✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن