Part 4

17 5 1
                                    

"ديكيم،استقم،لنمشي قليلا"
استقام من مكانه ووضع يديه في جيبه ثم مشينا معا

"ديكيم، اكنت بشري قبلا؟ "
اجابني بسرعة
" كلا ولا اريد ذلك ابدا"
سألته بغيظ
"لماذا؟ "
" لأن البشر اغبياء، وحياتهم قصيرة جدا"
"ديكيم اتصفني بالغبية؟ "
" نعم، البشر اغبياء"

نظرت له وابتسمت ابتسامة wtf، حقا لا اعرف ما اجيبه، هناك بشر اغبياء لكن عددهم قليل

حسنا هناك الكثير من البشر الأغبياء لكن ليس كلهم

حسنا اغلب البشر اغبياء  :")

حسنا سأتكلّم بصراحة الآن
في حياتي، صادقت الكثير من الفتيات، رأيت الغدر والخيانة بأنواعها
اعتزلتهم
اعتزلتهم الا فتاة واحدة، كانت تشبهني كثيرا، لذلك اتفقنا
فلاحقا صادقت الفتيان، فلم اجد افضل منهم  حقا
لا يوجد نميمة بينهم، ويستمعون لك، يحترمون انك انثى فلا يتكلمون بكلام مشين امامك، يحمونك ويساعدونك، احسست بالامان بجانب بعضهم

وكنت افضّل الفتيان جميلي الوجه
وها انا ذا امشي بجانب اكثر مخلوق وسامة وجمالا، واكثرهم شعورا بالأمان، فماذا سيحدث؟

نطق ديكيم بانفعال
"انظري الى تلك الفتاة، اكنتي تحبين احدهم مثلها؟ "

نظرت حيث كان يشير ديكيم واذ بي ارى فتاة مجهولة مع حبيب صديقتي المفضلة، انه يقبلها

اشتطت غضبا من هذا المنظر الذي امامي، انه يخونها فعلا

انا احب صديقتي كثيرا، لا اريدها ان تتعذب بعد ان تعرف انه يخونها، لكن الاوان قد فات
" ديكيم، لا تنصدم من الذي ستراه"
همهم بايجاب

رفعت اكمام سترتي الطويلة ورفعت شعري
ثم تقدّمت اليهما
"ياااااه ايها الحقير، ماذا تفعل هنا هااا؟"
نظر الي بأعين متفاجئة، لكن الفتاة لاذت بالفرار فور رؤيتي

وصلت اليه امسكت ياقته بيداي الاثنان وقلت له
"لما تخونها؟ استسعد ان ضربتك بقبضتي الآن؟ "
لم يبدي اي ردة فعل، لكن بخشونة افلت يداي عن ياقته
" لا تلمسيني"

ادار وجهه للرحيل لكنني ارجعته لمكاني ثم قبضت كفي وضربته على وجهه بكل القوة التي كنت احملها

فرجع خطوتان للواء اثر الضربة ونزفت لثته

ان كبريائه عال جدا لذلك لن يقبلها مني، انا اعرفه تماما، لم اكن خائفة منه
اقترب ثم امسكني من رقبتي، يريد خنقي رفعني عاليا حتى اصبحت قدماي لا تطالان الأرض
وانا امسك بيديه وملامح الغضب والكره واضحة على وجهي
نطقت بعد عذاب
"ديكيم أنقذ.."

لم اكمل كلامي لانني وجدت ديكيم بلمح البصر يقف بجانبي
حرك كفه للجهة اليمينية ثم فجأة فكّ ذلك الحقير يداه عن رقبتي فهبطت على الأرض فورا وبدأت السعال والتنفس بسرعة

ثم تمسّكت بديكيم لأنني لم اقدر على التنفس جيدا

رأيت حبيب صديقتي يُرمى بكل عنف امام اعيني، وتلقّى الضرب من ديكيم

نظرت لديكيم وقد عجز لساني عن شكره

استقمت كي لا يراني بهذا الضعف
اقتربت منه امسكته من ياقته مجددا وهو على الأرض يتأوه
"ان رأيتك بجانب صديقتي مجددا اعدك انني لن ارحمك ابدا، هل ترى ذاك الشاب هناك؟"

اشرت بيدي الى ديكيم الذي كان واقف بعيدا قليلا عنا

"ان لمستني مجددا سيقتلع رأسك ويقدمه هدية لي بعيد ميلادي، احذرك مني يا هذا"

مشيت مبتعدة عن ذاك الوقح عائدة لديكيم
مؤخرا اصبحت اشعر تجاهه بطريقة مختلفة

اليوم انقذ حياتي حقا كدت ان اموت
لم ينقذ حياتي احدهم مثل ما فعل ديكيم اليوم
لم يهتم لي احدهم كما فعل ديكيم

قلت له والابتسامة على وجهي
"ديكيم، شكرا لك على انقاذي، كنت لأموت بدونك"
اقتربت منه وحضنته لوقت قصير ثم ذهب لنكمل مسيرنا
"اهلا.."

مضى على تلك الحادثة فترة قصيرة، وانا كالمجنونة ابتسم كل دقيقة، حقا لقد اهتم لي وانقذني
لكن، كيف يمكن لذلك ان يحدث؟ الست ميتة؟ كيف لي ان اضرب حبيب صديقتي الحي؟ كيف لي ان اراه اصلا؟ وكيف له ان يتكلم معي؟

"ديكيم، من يكون الشخص الذي ضربته؟ انه ليس حبيبها الحقيقي، كيف يمكنني ان اراه وانا اصلا ميتة؟ "

لم يرد علي، وددت ان اعرف كيف فعلت ذلك لكنني واثقة انه لن يخبرني ابدا

في الحقيقة، بدأت الاعتياد عليه، انه ليس بذلك الاختلاف عني، نحن نتشابه قليلا، انه غريب مثلي وانا احب الاختلاف والغرابة كثيرا، احب الغموض ايضا

مشينا، ليس الى مكان مطلوب ولا الى وجهة محددة
مشينا فقط

"ااحببتي احدهم قبلا؟"
نعم يا سادتنا الكرام، لقد سألني عن نفسي، لقد فته فمه وبادرني الحديث اخيرا
اجبته ببطئ
" نعم لقد احببت احدهم سابقا، لكنه لم يبادلني نفس المشاعر
لكن ديكيم، كيف عرفت ان حبيب صديقتي وتلك الفتاة يحبون بعضهم؟"
"انهم ليسوا كذلك"
اجبته باستغراب
"اذا؟"
"هي كانت تحمل مشاعر جيدة نحوه، لكنه لم يحمل الا السيئ تجاهها"
انصدمت منه، كيف له ان يعرف؟
"وما ادراك انت؟ "
"لدي هبة، استطيع قراءة مايوجد في قلب كل شخص"
الهي انها مشكلة حقا.....

.Euthanized.⁦✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن