Pt.1 - Ch.8

48 4 3
                                    


" أن تَعِد وتُخلف اكثر إيلاما من أن لاتعِد مطلقا! .. فالصدق نجاة دائما، أقل إيلاما من أن تدير ظهرك وتختفي بلاعودة فهذا يضمن لي كم أنا رخيص في نظرك"

خنقته تلك الكلمات، قرأهن من كتاب قبل قليل وهو يردد بهن مرارا وهو يتابع مقعدها الفارغ على مائدة الغداء. يختنق باللقمات البسيطة التي يبتلعها مجبرا كي لايلفت نظر والده الذي قاطع شروده:

- ألاتزال تشونسا متعبة؟

أجابه بهدوء:

- اممم هي كذلك

ثم التفت الى هيون الذي مر من أمام الصالة الذي هز رأسه نافيا حضورها فتنهد بأستياء واعتذر مغادرا المائدة.

° ° °

داعبت أنفاسه وجهها، حركت شعرها بهدوء لأول مرة رغم كل تعبه وحاجته للنوم أستمر يحدق بها بوجهها عن قرب يسند رأسه الى ذراعه فوق وسادتها على الاريكة حتى غفله النوم يتنفس عطر شعرها يشاركها أنفاسها، نام بقلب يرفرف من السعادة.

فُتح باب المنزل ودخل العم بعفوية ، شهق وعاد خطوة للخلف ارتعب برؤيتها امام عينيه وتلعثم :

- كي..كيف..احضرها..الى هنا؟

نسي أمر تشونسا وغرق في النظر الى هيوجو وحسب، فورا لمعت دموع حارقة في عينيه وهو يقترب:

- انها..تشبه امها كثيرا...كيف لم الحظ ذلك؟

زم شفته بألم، تنهد وأسرع الى الداخل فقد تحركت قليلا تنذر بأستيقاظها

كان صوت انفاسه قويا ليوقظ اذنها الحساسة ما أن فتحت عينيها شهقت ثم ابتسمت، لاتزال غير معتادة على رؤية وجهه امامها هكذا خارج نطاق الاحلام .

بيد مترددة رغبت بممارسة عادتها لمس قمة شعره لكنها سحبتها بسرعة خائفة، عضت شفتها السفلى بسعادة تشجعت وعبثت بشعره بقوة تطاير للاعلى فتذمر وهو مغمض العينين:

- ياااا (فضحكت بخفة) ألن تتركي هذه العادات ابدا! ( اسند ذنقه لذراعه يستمران يحدقان ببعضهما بسعادة) كل أمانيك كانت أن أنام وتعبثين معي كل مرة بحيلة جديد

فضحكت بخفة وتلاهها يضحك على براءة وجمال تلك الايام .. فجأة رن هاتفه فاستأذن كي يجيب، اتسعت عيونه بذهول:

- ماذا؟

قطب جبينه مستغربا والتفت يوجه نظره لداخل الممر في المنزل، اخفض الهاتف ثم نظر لها :

- سأعود بعد قليل

تفاجأت برد فعله ورغبت بالجلوس بألمها ظهرها فانتفض مسرعا لها أمسك بها أسند ظهرها وتلاقت عيونهما، حدق بها كمسحور تاه في عالم العجائب وغرقت في بحر عينيه ولم تعلم هل لهما نهاية! حتى تنحنحت فأكمل اجلاسها :

خط أحمر || Red Lineحيث تعيش القصص. اكتشف الآن