Pt. 2 - Ch. 3

50 1 0
                                    

"كنتَ وسيما جدا عندما بدأتُ أحفظُ ملامحكَ لأول مرة.. بل والوحيد من الحي ايضا! كلما رأيتُ ولداً صغيرا اغمضت عيني عنه فملامحهم جميعا لم تكن تعجبني بقدر نظراتك الهادئة ثم الغاضبة عندما ازعجك ثم الخائفة عندما تتلاهف خوفا عليَ، عائلتي الصغيرة كنتَ ولاتزال، لاتزال هيوجو دوما تحتاج لحضن سيونغجي الصغير لتختفي فيه!
مهما فعلتُ لن اردَ لك جزءا من فضائلك.. ومهما اعتذرتُ لن أبلغ المستوى الكافي لمحو كل الآلام التي حصلت لك بسببي، وآسفي الاكبر الان لرحيلي، آسفة بحجم السماء للألم الذي سأسببه لك.. لكن كن رحيما وتقبل أسفي واعطني الاعذار .. لم تتبقَ فيَّ ذرة لم تتعبأ بالألم والمعاناة.. دعني ارتح يا سيونغجي، اعلم أن ذلك أكثر شئ يهمك لذا لاتحمل علي خصاما في قلبك.. وعش سعيدا من فضلك!
سيونغجي الصغير خاصتي لن يكبر في قلبي ابدا.. احبك!"

تصلبت شرايينه واوردته عن ضخ الدماء ولو بيدها لتسللت متدفقة من عينيه مع تلك الدموع الوفيرة التي بدأت عينيه المشدوهة بنزيفهم .. طنينٌ اغلق اذنيه فلم يسمع نداء ايرين المتكرر متذمرة فترة غيابه التي طالت :

- يااا سيونغجي!  ألم تقل أنكَ نسيت الهاتف واصررت أن نعود! أنا أعلم أنك كنتَ تكذب وجئت لتطمئن.

ارتدت كل حركتها عند باب منزلهما حين دخلت؛ برؤية منظر سيونغجي الذي دب فيها الرعب يده تهتز ودموعه في انهدار والصدمة تجلو كل تعابيره، اسرعت اليه هزت كتفه فلم تحصل على استجابة سحبت الورقة بخفة من يده التي بقيت معلقة في الهواء كما هو ..التهمت كلمات الصفحة سريعا ولم يصبح حالها افضل منه... افاقت لتوقظه بصراخها عليه هزت كتفه بعنف:

- سيونغجي!! افق سيونغجي!

شهق عائدا للحياة وأي حياة ليست فيها هيوجو! بدموع هادرة وبصوت اجش زمجر في منزله:

- تلك الغبيـــة!

وانطلق مهرولا سريعا وهو يتصل بها ..كبحت كل حركاته عند عتبة الباب وكذلك ايرين بصدمة عندما سمعا رنين هاتفها من داخل المنزل صر على اسنانه بقوة وركل الباب وهو يصرخ بحدة، ثم بفوضوية وهو يجري لسيارته اخرج رقم تشانغ ووك لكن هو الآخر لايجيب، ضرب مقوده بقوة مرات عدة ثم شغل محركه وانطلق وبعنف مسح بكم قميصه الاسود دموعه التي تحجب رؤيته وعيون ايرين لا تنكف عن التحديق به بوجع وهي تتمزق لأجله، تمسكت بالمقبض العلوي فوقها لشدة التفافته وسرعة سيونغجي وسألت بصوت مخنوق :

- سيونغجي! الى اين تتجه؟؟

- الى الجسر (نطق بدون ثانية تفكير ومعه اذهل ايرين) يشبه الجسر في حيينا ...كلما ازعجها احدهم ورغبت بالاختفاء ولم أكن موجودا، كانت تقفز لتسبح وتختفي في النهر لساعات حتى اجدها! إنها مجنونة مذ يوم ولدت.. سأريها!

وصل الجسر المطل على النهر ..ارتجلا كلاهما سريعا وبركضٍ سريع كانا قد عبرا الشارع وكل منهما يصلي مرارا أن لايجدها هناك تعوم قطعة جسد بلاروح... انحنى فوق السور قليلا يطالع ماء النهر اسفل الجسر تحرك يمينا ويسارا عيناه تلتهم كل شئ وايرين تفعل المثل.. زفر بحرقة قلب وهو يتلفت متذمرا بحدة:

خط أحمر || Red Lineحيث تعيش القصص. اكتشف الآن