|49|

212 23 35
                                    

"كِذبة ، تَعقيد ، مُبالغة .. هذه هي خُلاصة الأمر"
أنهى أخيرًا تلاوة الحقيقة بينما لا تزال يده مُرتكزةً على المقود
مُتحكّمًا بمسارٍ ثابتٍ للسيارة أثناء مرورها بدهليز سرمدي.

"وأنتِ من تذمّرتِ ذات وقتٍ من امتلاء الكون بالمسرحيّات .. بينما تعيشين في أكبرها .. وأين..؟ داخل رأسك !"
تابع ساخرًا كعادته ناظرًا إلى إنعكاسها بالمرآة الأمامية..

-"كُنت يائسة على ما أعتقد..كُنت ولا زلت أرغب من القلب ان تتحلى نجوم أقداري بروح المُغامرة"
إندفع صوتها من المقعد الخلفي بنبرةٍ حيادية كتقاسيمها.

"وما الذي جنيته سوى مُضاعفة العبوس المؤقت الذي يحتل ملامحنا لأسباب بسيطة نستطيع أن نمحوها بالإرادة مُحوّلةً إياه إلى إكتئاب دائم لأسباب مأساوية لم توجَد يومًا ! أنتِ تُريدين إبهار الخلق لا اكثر ، لكنني لا ألومك فمنذ متى وأنتِ تتحلين بالإرادة .. ام عليّ قول التّردد ..؟"
ردّ حانقّا وهو على يقينٍ من ما سببه وقع كلماته عليها.

"أنتِ لا تتذكرين حتى !! بل إنّ هيئتها بدأت بالتّلاشي من ذاكرتك لم إذن يتمحور ماضيكِ حول ما لا يذكر وما هو سخيف ، كفى .. كفى رحمةً بنفسك أنتِ تصيغين سيناريوهات فظيعة وتُحرّفين الحقائق ، أيّ إختلالٍ هذا..؟"
وها قد بدأ فقدان السيطرة التدريجي على صوته الهادئ الذي أخذ بالإرتفاع مع كل كلمة.

"أنا أندم على اليوم الذي انقذتك فيه"
إختتم ببرود.

إنكمشت على نفسِها جالسةً القرفصاء ومُتشبثةً بالغطاء الدافئ الخمري الذي حوّطت به نفسها..
"آسفة ، لقد حوّلت هذا المكان الذي كان ذات يوم دافئًا أبيض .. إلى كتلة من ثلجٍ أسود..سٱعوّضك .. لقد بدأ بالإشراق أليس كذلك..؟"

-"اوه فعلاً خصوصاً مع تلك الخزانة المليئة بما لا يعلمه سوى ربّي داخل غرفة لا يصلها النّور والتي لا تلبث ان تهتز بعنف وكأن فيلاً يُصارع للخروج منها!"

أفلتت منها ضحكة وقد تخللت الراحة اوصالها لسماع نبرته الهادئة المتذمرة ولو كانت ساخرة كالعادة ..
"لا تقلق فما فيها هو أحد أسرار السّعادة لا الرّعب"

"ويا ترى هل هي مُقتبسة ام واقعية..؟"
سأل وقد كان يعرف الإجابة او هذا ما ظنه..

-"إقتبست الخزانة".

ولم يسألها عن ما إذا كان داخلها مُقتبسًا أيضاً أم لا فقد كان على يقين بأنه حتى هي لا تستطيع التّحديد.






تُحبّون هذه الطّريقة في الكتابة..؟
عن نفسي ٱحبّها فهي تُساعدني على التّعبير عن أفكاري بشكلٍ أكثر راحة.
قد أجعلها سلسلة مُنفصلة .. إلى ذلك الحين..
حافِظوا عَلى بريقِ أرواحكم ✨.

طيف رمادي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن