لا بد للفرح أن يتسرب من شقوق التعاسة ولا بد أن يحملها وأن يتأمل وجهها , ولكن الحب..... من أين يأتي وكيف؟
عندما خرجت آلانا من منزل والدها بعد ظهر ذاك النهار , كانت تبدو مضطربة , فالأمور بينها وبين رولت ما زالت على حالها , لقد طلب منها والدها أن يزورها في المنزل عدة مرات ولكنها كانت تؤجل الموعد بأستمرار.
توجهت نحو سيارتها وحاولت أن تدير المحرك , لكن عبثا , فعادت الى الداخل وأتصلت بالميكانيكي الذي جاء يكشف على العطل , وبعد تدقيق طويل قال لها:
" أخاف أن يكون مفتاح الكهرباء قد تعطل ".
نظرت اليه آلانا نظرة بلهاء فهي لا تفهم أي شيء عن السيارة ولا تخطر تلك الأمور على بالها ألا ساعة تتعطل , كما حصل معها في هذا اليوم بالذات , فسألته مرتبكة :
" هل يمكنك أصلاحه؟".
أجاب بعد تأفف :
" أستطيع ولكن ليس هذه الليلة , أنا لا أملك هنا قطعة الغيار اللازمة , وليس هناك وقت كاف للوصول الى محلات بيع القطع قبل ساعة الأقفال , سوف أهتم بها غدا صباحا".
تنهدت آلانا وأعطت الميكانيكي مفاتيح السيارة وهي تقول:
" خذها الى محلك وأصلحها , سأمر غدا صباحا لآخذها".
" سوف تكون جاهزة بين الساعة والنصف والعاشرة".
وغادر المكان بينما توجهت نحو والدها الذي كان ينتظر على الطريق وسألته:
" هل يمكن أن أستعير سيارتك يا أبي لأعود الى البيت ؟ سوف أرجعها لك غدا صباحا".
هز دوريان باول رأسه متأسفا:
ط أعتذر يا حبيبتي لأنه علي أن أتوجه الى موعد هام هذه الليلة وألا لكنت أستغنيت عنها , سوف أوصلك الى البيت".
" لا يا أبي , لا أريدك أن تقطع كل هذه المسافة الطويلة!".
أرادت آلانا أن ترفض عرض أبيها لأنها عرفت نتيجة الموافقة , سوف يقترح والدها أن ترافقهما والدتها وعندما يصلان الى منزلها , ستجد نفسها مجبرة عل دعوتهما لرؤية بيتها الذي يرغبون بزيارت منذ أكثر من أسبوع , وسوف يلاحظان بلا شك وجود الغرف المنفصلة , ويكتشفان حقيقة زواجها التعيس , لذلك أقترحت على والدها أن يوصلها الى المصنع ومن هناك ترجع مع رولت عندما ينهي عمله.
بدت الخيبة واضحة على وجه والدها , لكن آلانا رفضت أن تناقش الأمر فرضخ قائلا:
" حسنا , سوف أخبر والدتك بخروجي ثم أعود اليك حالا ".
علقت آلانا :
" ودعها عني مرة ثانية".
في الطريق الى المصنع قال لها والدها:
" ودعها عني مرة ثانية ".
في الطريق الى المصنع قال لها والدها :
" أن رولت يحرز نجاحا باهرا في العمل , يمكنك أن تكوني فخورة به يا آلانا ".
فأبتسمت بسرعة وقالت:
"أنني فخورة به".
فتابع الوالد قائلا:
" قبل زواجكما , ألمح الي رولت عن أمكانية حدوث زيادة في مردود بضاعتي , وحدث أن زاد المردود بشكل رائع , أن رولت لرجل أعمال ناجح حقا".
" أجل أنه حاذق جدا".
وأدركت آلاناأن زوجها قد وفى بوعده وساعد والدها , كذلك لاحظت أن الأخاديد قد أختفت من وجهه العجوز ومن تحت عينيه , فأدركت أن الأزمة المالية كانت ذات تأثير شديد عليه.
توقفا أمام بوابة المصنع , فأبتسم لهما الحارس قائلا:
ط أهلا مدام ماثويز, أهلا سيد باول".
ثم فتح لهما البوابة فعبر والدها وأوقف سيارته بالقرب من سيارة رولت , لكنه أصر على عدم النزول معها وقال أنه يحتاج ال بعض الوقت كي يتناول وجبة العصر قبل أن يذهب الى موعده ثم غادر المكان.
عندما دخلت آلانا , حدق بها موظفو المعمل وتعرفوا على زوجة رئيسهم , رغم أنها لم تأت الى مكتب رولت منذ تلك الليلة التي أستفزها وأجبرها على قبول الزواج منه , وكثرت الأبتسامات وتلاحقت النظرات الفضولية من حولها مما جعلها تساءل أذا كانوا يهمسون فيما بينهم أنها كانت صديقة كورت قبل أن تتزوج فجأة من رولت , فشعرت بالأرتباك والتوتر.
كان رولت في المكتب الخارجي يتحدث الى رجل يرتدي بذلة داكنة اللون عندما دخلت , نظر اليها بدفء وتساؤل أزال أرتباكها على الفور . توجهت نحوه بشوق متجاهلة نظرات سكرتيرته وأبتسمت قائلة:
" لن تصدق ما حصل".
كانت ستتوقف بالقرب منه , لكن يده أحاطت خصرها وشدتها اليه , وتجاوبت بعفوية فلمعت عيناه من الفرح....
ثم أستدار بعفوية فلمعت عيناه من الفرح...
"هذه زوجتي".
وقدم لها ضيفه قائلا:
"أنه طوم بروكس صاحب شركة السفن خارج دولوث , تدفقت حمرة الخجل الى خديها لأنها لم تقاوم بقوة , فأبتسم الرجل بسرعة وقال لرولت:
" سمعت أنك تركت حياة العزوبية فتمنيت أن تكون تلك زوجتك".
ثم تطلع الى آلانا قائلا:
" تشرفت بمعرفتك, سيدة ماثويز".
وشد يدها الى يده برهة فقالت:
" شكرا لك ".
فقطع رولت الحديث قائلا:
" والآن ما الذي جاء بك الى هنا؟ قلت أن أمرا ما قد حدث!".
نظرت اليه آلانا سارحة فتابع ساخرا:
" هل نسيت؟".
ضحكت ضحكة صغيرة وأجابت:
ط لا! لقد تعطلت سيارتي , أعتقد بسبب مفتاح الكهرباء أو شيء من هذا, ولن يتمكن الميكانيكي من أصلاحها قبل صباح الغد , لذلك مررت عليك لنذهب معا الى البيت".
" حسنا".
ثم عقد حاجبيه وقال:
" لكن كيف وصلت الى هنا؟".
" لقد أوصلني أبي , كنت قد مررت على أهلي اليوم , لكن السيارة تعطلت عندهم".
" علي أنهاء بعض الأعمال مع طوم أولا".
ثم نظر الى سكرتيرته وقال:
ط ثم لا شيء , أليس كذلك مدام بلايك؟".
" نعم يا سيدي".
فأضاف رولت:
"سوف نذهب حالما ننتهي أنا وطوم".
فأبتسم الرجل قائلا:
" أعدك بألا أؤخره مدام ماثويز".
نظرت آلانا الى الغرفة وشعرت مرة ثانية بالأنزعاج لفكرة الأنتظار وحيدة في المكتب حتى يعود رولت.
فهي لا تريد أن تكون تحت نيران الأنظار مرة ثانية , فأجابت رولت:
" حسنا , أعتقد أنني سأنتظرك في السيارة , أيمكن لي ذلك؟".
| طبعا".
ورفع يده عن خصرها ومدها الى جيبه:
ط أنها مقلة , ها هي المفاتيح!".
أخذت آلانا المفاتيح وأبتسمت بتهذيب أمام الرجل وقالت:
" سررت برؤيتك يا سيد بروكس".
ثم أبتسمت بسرعة لرولت وتوجهت الى الممر الخارجي .
وبينما كانت تقطع الممر , لمحت وجها أليفا يسير مقطب الوجه من الجهة المعاكسة , فأضطربت خطواتها... أنه كورت, لكنه بدا لها مختلفا تماما عن الرجل الذي كانت تحبه , وأحست أنه غريب , لقد أختفى بريق الفرح من عينيه وغابت الأبتسامة.
أنت تقرأ
روايات عبير / الفخ - جانيت ديلي _
Romanceالملخص كل همسة حب كانت أكذوبة جارحة,ووجدت آلانا باول نفسها تخطو بكل نعومة في الفخ الكبير الذي كان ينصبه لها رولت بدراية وذكاء منذ البداية, وهو صاحب المناجم الجبار الذي لا ترد له كلمة , ويحصل عادة على ما يريد ,ولكن الوصول الى مراده هذه المرة يعني الم...