3

2.4K 44 1
                                    

 يستطيع أجبارها على الزواج منه بدون أرادتها؟ أنها تقول لا, وتصر على موقفها الحازم .... وتبكي!
خلال تلك الأمسية الأولى التي أمضتها في منزل أبويها , أحست آلانا بأن والدها كانمنشغلا الى حد , فقد بقيت نظراته شاردة وملتصقة بزوجته حتى عندما كانت تنظر اليه.
بريق أضطراب خافت ظهر في عينيه وبدا التوتر على فمه الرقيق مما زادظهور التجاعيد على وجهه الجميل الحساس , وقد خف شعره الرمادي القاتم قليلا.
ليست المرة الأولى التي فكرت فيها آلانا أنهما كانا زوجين رائعين , فقد كان كل منهما يتفانى في سبيل الآخر ويهتم له أكثر مما يهتم لنفسه , كانت تعلم أن صحة والدتها ضعيفة لذلك تساءلت في نفسها.
أترى هذا هو ما يزعج والدها الآن بالذات ؟ أم أنه أكتشف أمرا في تصرفها هي جعله يقلق بشأنها؟ فقد كانت آلانا تجلس بعيدة ولم يتسنى لها أن تفهم ما يدور في ذهن والدها , لذلك راحت تتفحص نظرات أمها بحذر علها تفهم سر نظرات والدها , ولكنها لم تنجح.
وفي وسط العشاء , رفعت روث نظرها عن صحنها وقالت:
" لقد أتصلت بالسنكري , سوف يحضر غدا صباحا ليتفحص الأنابيب في غرفةالغسيل , كان يجب أن أخبرك سابقا لكنني نسيت ".
فتنهد والد آلانا بعمق وأجاب:
" بدأت أفكر بتجديد أنابيب البيت بكاملها , فقد تعطلت أولا في الحمام ثمفي المطبخ والآن في غرفة الغسيل".
ثم هز رأسه وتابع :
" لم يبق سوى الحمام في الأسفل".
علقت الوالدة قائلة:
" أن البيت قديم ولا يمكن أن أنتظر منه أن يخلد الى الأبد!".
وبينما والد آلانا يقوم بجهد واضح ليقطع شريحة من اللحم في صحنه , أضاف مفسرا:
" لقد لعبت الغولف اليوم مع بوب جاكسون وهو يملك شركة xxxxية , فأخبرني أن أسعار أمكنة السكن مرتفعة هذه الأيام وخصوصا المنازل الواقعة في ضاحيتنا ,وهو يعتقد أن منزلنا سوف يجلب لنا سعرا مرتفعا أذا ما عرضناه للبيع".
فوضعت الأم آنية الفضة على الطاولة وحدقت في زوجها غير مصدقة ما يقول وردت:
"لا أظن أنك تفكر في البيع! هل تفكر بهذا يا دوربان؟".
أجابها دون أن ينظر الى عينيها المحدقتين به:
" لم يعد لدينا صغار يا أليونور , وبوجود آلانا في المعهدمعظم أيام السنة , أصبح البيت حقا أكبر من حاجتنا , فصيانته ومصاريف أدارته لم تعد بمتناول يدنا وأضافة الى أعمال السنكرة , سوف نحتاج الى سقف علوي جديد قبل حلول الشتاء , الآن يمكننا بيعه ثم نشتري شقة صغيرة ونضع المال الباقي في البنك , وهكذا لن نقلق بعد اليوم بشأن تدفئة الغرف الفارغة أو جرف الثلوج أو لملمة الأوراق أو قطع أعشاب الحديقة , فلنكن واقعيين.... هذا البيت بدأ يشكل عبئا ثقيلا علينا".
لم تعد والدة آلانا قادة على الأحتمال فصرخت:
" دوربان ماكسيل بارل! لا أريد سماع المزيد من هذا الكلام!".
فتنفست آلانا عميقا وجف حلقها حين فكرت أن غرباء سيعيشون في بيتها , لكن أمها أعادت اليها بعض الهدوء حين لفظت قرارها الصارم:
" لن يبيعه!".
وأما غضب زوجته هدأ الوالد وأجاب:
" لم أقل أبدا أنني سأفعل , كنت أشير فقط الى أن هذه الفكرة عملية ويمكن أتباعها!".
فأجابت أمها بغضب:
" لا يهمني أن كانت فكرة عملية أو لا! أفهمكيف يمكنك حتى أن تقترح أمرا كهذا , لقد ولدت في هذا البيت الذي تأسس بناء على شروط والدكفي أدق تفاصيله , والآن تفكر بأن تبيع ميراثك , هل يمكن أن تفعل شيئا كهذا؟".
هدأ دوربان من روعها بأبتسامة كأنها طلب سماح وقال:
" لا تقلقي الآن يا أليونور , كنت أعتقد فقط أن هذا البيت ضخم وقديم وربما سب لك ولروث الكثير من العناء للأهتمام به ولم أشأ ....".
وتلعثم مترددا لأختيار كلماته بدقة:
" حسنا.... أعتقدت أنك لم تختاري بيتا أصغر لنفس الأسباب التي ذكرتها".

روايات عبير / الفخ - جانيت ديلي _حيث تعيش القصص. اكتشف الآن