الفصل الأول

1.1K 15 2
                                    

"حلا"

عاماً كئيباً مليئاً بالخذلان، هكذا كُنت أتحدث بصمتي داخل عقلي التي أنهكته الكثير من المُحاولات، مُحاولات في تخطي صِعاب لم أكبر كفاية لتحملها ولكن في النهاية كُنت أُعاند وأبتسم في وجه المُستحيل، وأخبره بأنه سيصبح مُمكناً يوماً ما...

لا اعلم إن كان هذا يُغضبه أكثر فيزيد من يأسي أم ماذا؟
هذا العام لم يترك لي ذكري واحدة تجعلني أنوى الاحتفال بعيد ميلادي الرابع والعشرين
كفتاة من أم روسية ولدت في مصر فماتت والدتها ولم يتخلي عنها والدها حتى أجبره الموت علي التخلي...لن أدعي أنني مَحظوظة مُطلقاً، ولن أُصدق حديثك اللطيف اللزج بأنني اللطف وأجمل ما رأيت، ما دُمت لا تعلم كم أنا مُهشمة من الداخل، وما دمت لا تشتم رائحة الخراب الذي ينبضُ بين أضلعي لا تتحدث عن الجمال، أنا لستُ جميلة من الداخل...إذاً لا حاجة للجمال الخارجي...هذا ليس إلا مُدخرات أمي التي ورثتها لي بعد مماتها منذ ليلتي الأولي في هذه الحياة.
عقارب ساعتي لم تتركني وحيدة تلك الليلة، كان لصوتها ونس يُشعرني بأن هُناك من يسكن هذه الشقة الواسعة غيري...بالفعل هُناك، أنه كلبي شارو، نائم أمام المطبخ لا تبحث عنه داخل غُرفة الصالون التي أستلقي علي أرضها الآن، أنا أعيش في تلك الشقة مع شارو والكمان الخاص بي فقط، هم عائلتي...لا ليس هم فقط هُناك أيضاً أمنية، تلك الصديقة التي يتحدث الجميع عنها دائماً في الأساطير، ومواقع التواصل الاجتماعي، المثال الوفي والأبله في آن واحد، قلبها النقي وروحها المرحة، وحضنها الدافئ، وتواجدها الدائم هما مثال يقتضي به الناس ودائماً ما أري الكثيرون يتحدثون عن تلك الصفات؛ مُتمنين مثلها في حياتهم فأبتسم؛ لأن هي النعمة التي أنعم علي بها الله رغم كل شيءٍ سيء حدث لي علي مدار حياتي...

أمنية وحيدة أبواها مثلي، تخلي عنها الدفيء العائلي بعد انفصال والداها واختيار كلٍ منهما لحياته الخاصة فاختارت أمنية حياتها بجواري، تركنا منازلنا وقمنا بالمعيشة في مدينة لا يهم أسمها فالمهم فيها الهدوء والراحة وأن لدينا المال الذي يسمح لنا بالمعيشة هنا...كما أنه لن يتحدث فيها أحدهم عن كيفية معيشة عازباتين في شقتين وحدهما دون وجود عائلة لأي منهن؟
لا تصدق أن المال لا يشتري السعادة، أنت دائماً تعيس فلتبتئس وأنت أسفل أيدي أخصائية مساج وتستمع لdean marten أفضل...

ولكن أيضاً السماء لا تُمطر أموالاً كل شتاء، بل أن جبينك يجب أن يسيل عرقه اجتهاداً كي تستحق، أنا أعمل منذ الخامسة عشر حتى أتمكن الآن من أن أحظي بمكتب كبير يرتجف الجميع قبل دخوله، كما أن أسم كأمنية الجبالي في جريدة (رؤية مُعاصرة) يجعل الصفحات الأولي من الجريدة مُهماً للجميع مع أول ساعات الصباح، فهي صحافية لا تخلوا مقالاتها من حقائق تسطرها بدقة احترافية تجعلك مبهوراً بمعلوماتها...حتى انا إلي الآن لا اعلم أي مصادر تلك التي تأتي منها بمعلوماتها..
استيقظت أمنية من نومها وسمعت خطواتها الناعسة قادمة نحوي، كعادتها لن تتغير منذ مَعيشتنا في شقتين مُتجاورتين، ليلة عيد ميلادي تكون حفلة مبيت في أحدي الشقتين وهذه المرة كانت إجبارية...فأنا اليوم مُحبطة، ولن يحمل همومي عني أفضل من أرضية غُرفة الصالون الخاصة بي

لو أنني عاندت.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن