الفصل الخامس

210 6 0
                                    

"لو أنني عاندت.."
5

                          "فارس"

نعم الفتاة جميلة، والصدفة فُرصة رائعة، والموقف أضاف كمٍ كبير من البهجة للحياة..لكن كل هذا لمصطفي، لماذا أصر والداي علي حضورنا أنا ولمي صاحبة ال10 سنوات عشاء التعارف هذا! ألا يستحق المرء قسطٌ من الراحة بعد عودته من العمل؟ هذا ليس عدلاً..
عموماً..لقد ذهبت، فعلي الأقل هناك طعام جيد، وحقاً كان اختيار مصطفي للمكان اختياراً مُمتازاً، الألوان مُبهجة تليق بسعادتنا لسعادة مصطفي، الموسيقي تنقلك من أمام البوابة للداخل بسحرها كالطائر بأجنحة لا تُري، فقط تشعر بها تحلق بك عالياً مع اللحن، هدوء الإضاءة كالمُعالجة الروحانية تتسلل لداخلك براحة وتُشعرك بالسلام، تخلق من حولك جوً مليء بالدفء النفسي والهدوء، الأجواء اليونانية في المكان جعلتني أشعر أنني أحد أثرياء فرنسا قادم لرؤية حبيبته اليونانية في مطعم شهير في احدي أحياء اليونان المحبوبة.
طلبت لمي من مصطفي أن يقوم بتصويرها أمام حائط الورود الموجود بالمطعم ولكنه رفض، كان متوتراً ومن حين لأخر ينظر لساعته، حَزنت لمي وكادت أن تبكي حتى أخذتها والتقط لها أكثر من صورة وعادت إليها السعادة من جديد، عدنا إلي الطاولة التي تجلس بها العائلة فلم أجد مصطفي فتساءلت:

-مصطفي راح فين؟

أجابت والدتي وهي تنظر تجاه مدخل المطعم بترقب:
-راح يستقبل حلا وصاحبتها.

تساءلت مُتعجباً:
-صاحبتها؟؟

--آه قال إنها عشان توافق تيجي كان لازم حد يجي معاها فجابت صاحبتها اللي عايشة معاها.

قلتُ بحماس وأنا اضبط قميصي قبل أن اذهب إلي مصطفي بالخارج:
-لا ده الحوار شكله بدأ يحلو بجد.

لم أصدق عيناي وأنا أراها أمامي، لم يخطر علي بالي ولو للحظة أن أراها مُجدداً، كيف قادها القدر لهنا؟
من المؤكد أن الفتاة التي كنت أظنها أبنتها تكون حلا الجالسة جانبها في السيارة، أردت أن أركض إلي مصطفي أولاً كي أُقبله علي هذه الصورة التي كان التقاطها في صالحي، ولكن عندما تخيلت ذلك للحظة وجدت أن فكرة تقبيله شيءٍ مُقذذ، سأكتفي بشُكره في وقتٍ لاحق، لم اشعر بنفسي إلا ورأسي داخل شباكها، صُدمت المسكينة أنا أعلم ولكن ليس كصدمتي برؤيتها مُجدداً..أو ربما هو كذلك ولم تتوقع رؤيتي مرة أخري هي أيضاً لذلك تنظر إلي بصدمة دون أن تتفوه بكلمة.

تساءل مصطفي:
- أنت تعرف أمنية يا فارس؟
ابتسمت ونظرت لها عندما علمت اسمها؛ فهي بالفعل أمنية لسنوات طوال مضوا تحققت بأول لقاء لنا، عندما أجبته بأنها فتاة الصيدلية كاد أن يضحك فرمقته بنظرتي فحاول إخفاءها، ترجلت حلا من السيارة ففتحت الباب الخاص بأمنية ودعوتها للخروج، خرجت ووقفت تنظر إلينا، ألقيت التحية علي حلا أولاً فسألت:
-أنت بقي فارس أخو مصطفي التوأم صح؟

لو أنني عاندت.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن