صعدت حلا سيارة أمنية وهي تبكي، تسألها أمنية عن سبب بكاءها وأنها لم تفهم منها شيئا في الهاتف، قالت لها وهي في عجلة من أمرها أنها ستخبرها وهي تقود ولكن عليها أن تُسرع إلي منزل مصطفي، ارتبكت أمنية وشعرت بأن ما يحدث أكبر مما تتوقعه، أدارت المُحرك وبأقوى سرعة مُتاحة انطلقت وبدأت حلا تقص عليها ما حدث ببكاء
في منزل مصطفي كان الشباب الثلاثة جالسون في الشُرفة، صامتين، ينظر فارس في عين مصطفي تائهاً لا يعلم بما يجيبه علي سؤاله؟ هو يُريد من يجيبه عن نفس السؤال أيضاً، نظر للأرض مُنكس الرأس وقال له بيأس:
- ماعرفش حقيقي ومش عايز أعرف، بعد اللي سمعته منك أنا مش قادر أفكر، ومابطلش تفكير برضه...بس كل اللي عارفه أن لو ربنا ماظهرش حاجة تثبتلي أن اللي إحنا فيه ده مش حقيقي أنا عمري ما هندم علي أني سبتها، بل أنا مش هسيب حقك يضيع.
رن جرس الباب وأثناء تشاورهم في من منهم يفتح الباب، كانت والدتهم بادرت بفتحه، أتاهم صوتها تقول:
-أهلا، أتفضلوا يا بنات..إيه ده بتعيطي ليه كده يا حلا في إيه؟
شعر مصطفي بوخز مُتتالي في قلبه عندما علم بقدومها، أو ربما لبُكائها!
قُبض قلب فارس بحنين غاضب عندما علم بأنها ستكون أمامه في أي لحظة، وقف ثلاثتهم ينظرون لبعضهم بعضاً بصمت، سمع صوت أمنية وهي تسأل عن مصطفي، فازداد غضبه الذي حماها منه لأيام، خرج لهم بوجهٍ عابس، عيناه مُحمرتان غضباً وتساءل:- جاين هنا عايزين إيه؟ مش كفاية اللي صاحبتك عملته؟ أو اللي أنتوا عملتوه؟ ما أنتي أكيد مُشتركة معاها..
لمعت في عينيها دموع عاتبة، أخذت نفساً تحاول منع سقوطها وقالت بصوت يختنق بالبكاء:
- الموضوع مش زي ما أنتم فاهمين والله، دي لعبة حلا أول واحدة مأذية فيها...
ظهر مصطفي من خلف ظهر فارس، غاضباً كالبركان تثور منه كلمات تنصهر لها دموع حلا ويلتهب لها قلبها:
-مأذية؟ هو أنتي مفكرة أنكم لما تيجوا هنا وتعملوا الشويتين دول هصدقكم؟ أنا ما حدش أتأذي بسبب صاحبتك غيري.
وجه إلي حلا الحديث ويصرخ بها أمام الجميع:
- طول الوقت وأنا مخدوع فيكي، كدابة وخبيثة وقدرتي تلعبي بيا وتعشميني، وأنا اللي كنت غبي وعريت قدامك نقطة ضعفي لما قلتلك أن أكتر حاجة تكسرني هي أن عشمي يتخذل، أنتي قدرتي تخذليني وتكسري عشمي بكل اللي عملتيه، مش مكفيكي أنك هتقاضيني لا وكمان علقتيني بيكي وخلتيني أحبك عشان في الأخر أتفاجئ أن قلبك ملك واحد تاني وخلتيه هو اللي يهيني...قد إيه أنتي بجحة...وجاية بعد اللي عملتيه متشيكة ومغيرة ستايلك فخورة باللي عملتيه؟حرام عليكي جاية تكسري فيا إيه تاني؟ وكمان بتعيطي!! دموع تماسيح صحيح...
أنت تقرأ
لو أنني عاندت..
Romanceإلي تلك الروح التي أهلكها العناد الإصرار شيء جيد لا محال، لكن ليس كل إصرار يكون في طريقه الصحيح...فيمكن أن يكون إصرارك على العناد هو أحدهم..فلتنظر خلفك قليلاً فربما هناك ما فاتك، ولتلتفت إلى خطاك جيداً فربما أيضاً هناك ما يفوتك بالفعل.