الفصل الثالث

269 6 0
                                    

"حلا"

كان الم بطني غير مُحتمل، وأمنية تأخرت، ذهبت للشُرفة أتفقد الطريق واري إن كانت أتت أم لا، لكن الطريق كان خالياً، بعد دقيقتين رأيتها من بعيد لم تكن وحدها، كانت تتحدث مع أحدهم ولم تمر إلا لحظات ووجدتها تتركه وتتوجه إلي محل المُثلجات الذي يبعد عن الشاليه ببضع خطوات، انتظرتها تخرج منه وتصعد إلي وأنا أفكر من هذا الذي كان معها؟
عندما أتت أخذتُ الدواء واستلقيت علي السرير، جلست هي أمامي علي الطرف الأخر من السرير، رأيتُ بعينيها كلماتٍ وشعورٍ مُختلف لم أراهما في عينيها من قبل، لكن كان يتضح من تورد وجنتيها وابتسامتها البسيطة أن هناك ما يُسعدها وهذا ما حاولت اكتشافه، سألت:

-اتأخرتي ليه يا بت أنتي؟

-- فين اللي أتأخرت ده؟ أنا خلصت علي طول وروحت جبت الايس كريم وجيت جري

قلتُ بلؤم:

-لا يا أختي قبل الايس كريم وتحديداً لما كنتي واقفة مع حد في أول الطريق.

رفعت حاجباها دهشةً وقالت ضاحكة:

-ماشاء الله أنتي عينيكي لقطت اللي علي أول الطريق؟

--مش بس كده انا عنيا لقطت كمان انك جواكي كلام كتير عايز يطلع والسعادة بتنط من عينك، احكي يا أختي احكي.

رأيت بعينيها لمعة أعرفها جيداً، لمعة افتقدتها منذ نظرة إعجابي الأولي لشخصٌ ما، قالت:

-ياساتر عليكي الواحد ما يعرفش يخبي عنك حاجة أبداً!
عموماً هحكيلك عشان ترتاحي مع إن الحوار عادي ما فيش فيه حاجة...انا كنت واقفة في الصيدلية بعد لما وصفت للدكتور حالتك وهو راح يجيب العلاج المُناسب، ووقتها أنتي اتصلتي بيا وكنت بكلمك صح !
عارفه انه صح وهكمل، المهم
وقتها دخل شاب كدا زي القمر
لا زي إيه! هو قمر فعلاً، وأنا بقفل المُكالمة وبلف شوفته وهو أول ما شافني لقيته بيقول الله، فانا بصراحة اتكسفت جداً وارتبكت، بعدها الدكتور جه واخدت منه العلاج وخرجت، وهوب لقيت حد ورايا وبينادي يقول يا مدام
بيني وبينك أنا كنت بتلفت ليه عشان أضربه بس لقيته هو فا تنحت، وطلع كان فاكر اللي كُنت بكلمها في التليفون تبقي بنتي، ضحكت جامد لما قال كده فاستظرف بقي وقال الله تاني.. بس طبعاً ماسكتلوش المرة دي..

سألتها:
-ايوه هي دي أمنية الاندبيندت ومان اللي أعرفها، ها شتمتيه بأمه؟

ابتسمت ببلاهة وأردفت:

-لا اتكسفت تاني، وقلتله أنك صاحبتي بس تقدر تقول عليها بنتي وهو كان مُبتسم أوي وفضل ماشي وأنا ماشيه معاه وكأنه ابن خالتي ومعرفش في أيه الحقيقة! بس بقي وسابني ومشي من الشارع المُعاكس وخد قلبي معاه بقي.

ضحكت وقلت لها:

-طيب ما الموضوع طلع عادي أهو ومافيش أي حاجة خالص، أومال أيه بقي؟
آلا هو حلو يا بت يا أمنية؟

لو أنني عاندت.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن