وضع بوبي جونز كرته على المسند المطاط ورفع المضرب الى الخلف ببطئ ثم انزله وضرب الكرة بسرعة البرق .
ولكنه لم يحسن التصويب فإندفعت الكرة على الارض وإنغرست في المرتفع الرملي ! ولم يبد الشاهد الوحيد لهده الرمية أية دهشة، فإن بوبي لم يكن بطل الجولف اﻷمريكي اﻷصيل، وإنما كان فقط الإبن الرابع لقس ابريشية مارشبولت وهي مدينة ساحلية صغيرة على شاطئ ويلز.
وسب بوبي وسخط .. وكان شاباً لطيفا في نحو الثامنه والهشرين، ولم يكن في وسع أعز أصدقائه أن يقول أنه وسيم، ولكن كان له وجه جداب، وكان لعينيه نظرة صريحة وودودة مثل عيني كلب، وتمتم بحزم"إنني أزداد سوءاً يوماً بعد يوم".
وقال رفيقه الدكتور توماس، وهو رجل متوسط العمر ذو شعر رمادي ووجه احمر مرح "هذا ﻷنك متعجل" ولم يكن الطبيب متدفعا في لعبه، وانما كان لعبه رميات قصيرة مستقيمة، وكان في العادة يتغلب على لاعبين أمهر منه ولكنهم غير منظمين في لعبهم.
ومضيا يلعبان، وحالف الحظ بوبي مرة وتخلى عنه مرة أخرى.
وخيل لبوبي أنه سمع صرخة، وخشى لبرهة أن يكون أصاب أحداً بكرته، ولكنه سريعاً ماأطمأن إذا كان بعدين عن الطريق .
وعندما وصل الى الهدف السابع عشر على حافة الهضبة وكان عليهما أن يقدفا بكرتيهما عبر فجوة ، ونجح الطبيب في ذالك ولكن كرة بوبي وقعت كن فوق الهضبة واختفت .
وقال بوبي بمرترة"إني في كل مرة أفعل نفس الشئ الملعون اﻷبله" والتفت حول الفجوة وأطل من فوقها.
وكان البحر يلمع أسفل الهضبة ولكن ماكان ضروريا أن تضيع كل كرة في أعماقه، فإن الهضبة كتنت عموديا في اعلاها ولكنها كانت تنحدر تدريجيا بعد ذالك .
ومشى بوبي على الحافة ببطئ، إذا كان يعرف مكاناً يستطيع ان ينزل منه بسهوله الى حد ما، وقد كان الصبيان الذين يحملوت أدوات الجولف يفعلون ذالك فيقذفون بأنفسهم من فوق الحافه ثم يظهرون بعد ذالك بإنتصاروهم يلهثون ومعهم الكرة المقذوفة .
وفجأة تسمر بوبي ونادى رفيقه قائلاً:دكتور تعال هنا ،ماتعليلك لذالك؟.
كانت هناك كومة داكنة لشئ يبدو كملابس قديمة تحتهم بحوالي اربعين قدما.وحبس الطبيب أنفاسه ثم قال"يالهي!لقد وقع شخص من فوق الهضبة يجب أن ننزل إليه"
واندفع الرجلان جنبا الى جنب نازلين الهضبة الصخرية، وكان بوبي هو الاقوى
يساعد زميله .واخيرا وصلا الى الكومة الداكنة التي تندر بالسوء.
وكان رجلا في حوالي الأربعين وكان مايزال يتنفس وان كان مغمى عليه.وفحصه الطبيب، فحص اطرافه ونبضه وفتح جفونه، ثم ركع بجانبه واكمل فحصه، وبعد ذالك نظر لبوبي الذي كان واقفا بجانبه يشعر بغثيان، وهز رأسه ببطئ وقال:"ليس ثمة ميمكن عمله،لقدقضى عليه ياللمسكين ..! ان ظهره كسر ،حسنا أضن أن الدرب لم يكن مألوفا لديه وعندما إرتفع الضباب الخفيف وقع من فوق الحافة ،لقد قلت لمجلس البلدية أكثر من مرة أنهيدب وضع حاجز في هدا المكان بالدات، ونهض ثم قال، سأذهب وآتي بمن يساعدوننا وسأرتب رفع الجثة إلى أعلى، سيخيم الظلام قريبا، هل ستبقى هنا؟.
وأومأبوبي وقال:أضن لاسبيل إلى عمل شئ من أجله؟.
هز الطبيب رأسه وقال:لاشئ بالمرة ؛ لايستغرق اﻷمر وقتا طويلا أن النبض يضعف بسرعة ،لن يعيش أكثر من عشرين دقيقة أخرى،وهناك احتمال طفيف بأن يسترد وعيه قبل النهاية ،ولكن هذا لن يحدث على الارجح ومع ذالك....
قال بوبي بسرعة :سأبقى ،امضي انت وتردد :إذا تنبه ألا يوجد مسكن ما؟
وهز الطبيب رأسه وقال: لن يكون هناك اي الم ،اي ألم بتاتا.ثم استدار بسرعة وبدأ يتسلق الهضبة مرة أخرى، وراقبه بوبي حتى اختفى عند أعلى القمة ولوح له بيده وهو يبتعد.
وتحرك بوبي خطوتين على اﻷفريز الضيق ثم جلس على جزء بارز من الصخرة واشعل سيجارة ، لقد هزه الحادث إذا لم يواجه المرض أو الموت في ذالك اليوم.
كم في الحياة من حظ سئ، دوامة ضباب خفيف في أمسية جميلة..زلة قدم -وتنتهي الحياة ،إن الرجل يبدو في صحة جيدة-ولعله لم يمرض في حياته أن شحوب الموت القريب لم يتمكن من اخفاء السمرة الصحية للجلد ،انه رجل عاش في العراء -ربما في الخارج.
وفحصه بوبي عن قرب أكثر -الشعر المموج الكستنائ وقد بدت فيه مسحة من اللون الرمادي في الصدغ ،الانف الكبير ، الفك القوي، الاسنان البيضاء التي تظهر من بين الشفتين المنفرجتين، ثم الكتفان العريضان واﻷيدي القويو الجميلة، إن القدمين ملتويتان في زاوية غريبة، وارتجف بوبي ثم نظر مرة اخرى للوجه ..انه وجه جداب فيه عزيمة ودهاء وروح مرحه ، وفكر ان العينين زرقاوان على الارجح.وعندما وصل الى الحد من تفكيره فتحت العينان فجأة، وكانت زرقاء بلون صاف عميق، ونظرتا الى بوبي ولم يكن فيهما اي تردد او التباس بل كانتا تبدوان في تمام الوعي، كانتا تراقبان ويبدو في نفس الوقت انهما تتساءلان.
نهض بوبي بسرعة، وجاء نحو الرجل وقبل أن يصل إليه تكلم الاخر ولم يكن صوتا ضعيفاً -بل جاء واضحاً وقوياً.
قال:لم لم يسألو ادفينيز؟ثم اصابته رعشة صغيرة غريبة وأسبل جفونه وتدلى فكه ،كان الرجل قد مات.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆ً
River_m0on
أنت تقرأ
لغز الصورة
Mystery / Thrillerاشتهرت أجاثا كريستي كاتبة الروايات والقصص البوليسية وقد كتبت مايربوا على الثمانين رواية غير القصص البولسية القصيرة. فهي أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ حيث بيعت أكثر من مليار نسخة من رواياتها التي ترجمة لأكثر من 103 لغات. وقارئ أجاثا كريستي يلح...