غدا عندي امتحان ادعو لي ❤️
******************************
كان بوبي قد مضى وقتاً مملاً فإن عدم نشاطه الإجباري كان يضايقه إلى حد كبير، وكان يكره البقاء في لندن بهدوء دون أن يفعل شيئاً.
وكان جورج ارتبنوت قد إتصل به تليفونياً وأخبره في كلمات وجيزة أن كل شيء تم بنجاح، وتلقى بعد ذلك رسالة من فرانكي عن طريق وصيفتها، ولم يسمع بعد ذلك شيئاً عنها.
صاح بدجر : رسالة لك!
وهرع بوبي بلهفة ولكنه وجد الرسالة بخط ابيه ومرسلة من مارشبولت، ولكنه في هذه اللحظة لمح وصيفة فرانكي قادمة نحوه، وبعد خمس دقائق كان يفض خطاب فرانكي التاني:
عزيزي بوبي...
أعتقد أنه قد آن الأوان لتأتي هنا، وقد أصدرت لهم في البيت تعليمات بأن يعطوك السيارة البنتلي عندما طلبتها، واحصل على ملابس سائق ان ملابس سائقنا دائما خضراء ذاكنة وقيد ثمنها على حساب ابي في متجر هرود، فمن الأفضل أن تكون التفاصيل دقيقة، وركز على الشارِب وإجعل منه عملاً جيداً فإنه يغير من وجه المرء بدرجة فضيعة.
تعال إلى هنا واطلبني، وفي وسعك ان تأتي معك برسالة من ابي، وقدم تقرير بأن السيارة الآن تعمل جيدا من جديد، وأن الجراچ هنا يتسع لسيارتين، وربما ان فيه سيارة اليلمر الخاصة بالاسرة وسيارة روجر ذات المقعدين فمن حسن الحظ انه ممتلئ ولذلك فستذهب لستفرلي وتقيم هناك.
وأحصل على اية معلومات محلية وانت هناك، بالأخص عن الدكتور نيكلسون الذي يدير مستشفى لمدمني المخدرات، وهنالك عدة ظواهر مريبة تحيط به؛ فإن لديه سيارة تلبوت زرقاء داكنة، وكان غير موجود في منزله يوم 16 عندما دُسَ السم في بيرتك، وهو يهتم تفصيلياً بظروف حادثتي.
اني اعتقد اني تعرفت على شخصية الجثة!!
الي اللقاء يازميلي البوليس.
ولك التحية من صاحبتك المصابة بنجاح في ارتجاج في المخ.
فرانكي
ب. س. سأضع هذه الرسالة في صندوق البريد بنفسي.
وارتفعت روح بوبي المعنوية بدرجة كبيرة، َكان على وشك الرحيل فوراً عندما تذكر انه لم يفتح خطاب ابيه بعد، وعندما قرأه لم يجد فيه غير انباء رتيبة عن مارشبولت ولكن في آخر الخطاب كتب القس.
"على فكرة.. جاء شخص ما وسأل عن عنوانك في لندن، وكنتُ غير موجود في المنزل في ذلك الوقت ولم يترك عنوانه، ووصفته مسز روبرتس كسيد طويل يلبس نظارة بدون إطار (بنس نيه) وبدا عليه انه اسف جداً لأنه لم يراك ومتحمس جداً لرؤيتك مرة أخرى".
وحاول بوبي ان يتذكر مَن مِن معارفه تتطابق عليه هذه الأوصاف ولكنه عجز عن ذلك، وعندئذٍ مر بخاطره ان هذا المجهول ربما يكون أحد أفراد العصابة جاء يتعقبه، وهذا يعني انه عرف عنوانه وربما هو الآن مراقب، ونادى بدجر وأخذ يتحدث اليه لمدة عشر دقائق حتى وعى بدجر الدرس جيداً.
وبعد ذلك ركب بوبي سيارة فيان طراز (190م) وقادها إلى سانت جيمس سكوير ومن هناك مشى حتى ناديه، وأجرى عدة محادثات تليفونية وبعد ذلك بساعتين تسلم عدة طرود، وأخيراً في حوالي الثالثة والنصف مشى سائق مرتدي حلة خضراء داكنة إلى سانت جيمس سكوير وإتجه بسرعة لسيارة بنتلي كبيرة كانت مركونة هناك قبل ذلك بنصف ساعة، وأومأ إليه حارس الموقف وأن السيد الذي ترك السيارة كان قد ذكر وهو يتهته قليلاً ان سائقه سيأخذ السيارة بعد قليل.
وصلت السيارة البنتلي إلى ميرمواي كورت بعد ميعاد تناول الشاي بقليل يقودها سائق.
قالت فرانكي : هالو ها هي سيارتي.
وخرجت إلى الباب الخارجي وجاءت معها سيلفيا وروجر.
_ هل كل شيء على مايرام يا هوكنز؟
ورفع السائق يده إلى الكسكيت وقال : نعم ياسيدتي الليدي فقد أُجرى بها تجديد شامل.
_ إذن فهي على مايرام.
وقدم السائق رسالة وقال : من سيدي اللورد ياسيدتي الليدي.
وأخدت فرانكي الرسالة وقالت : ستنزل في _ما أسمه _ انجلزر أرمز في سترفلي يا هوكنز وسأتصل تلفونياً في الصباح اذا احتجت للسيارة.
_ حسناً جداً ياسيدتي الليدي.
وتراجع بوبي بالسيارة ثم استدار وترك الدار.
_ وقالت سيلفيا : كم انا آسفة لانه لايوجد مكان هنا، انها سيارة جميلة.
وقال روجر : بوسعك ان تحصلي على سرعة طيبة منها.
فقالت فرانكي : اني افعل ذلك.
وكانت قد اطمأنت الي أنه لم تظهر أية إشارة تدل على أن أحد تعرف على وجه بوبي، وكان سيدهشها اي شيء خلاف ذلك، فإن كانت هي نفسها ستتعرف على بوبي لو انها قابلته صدفه، فإن الشاب الصغير كان يبدو طبيعياً جداً، كما أن الطريقة المتصلبة في الحديث المخالفة لطبيعة بوبي وحلة السائق كانتا تكملان الحادث.
كان بوبي في هذه الأثناء قد نزل بحانة انجلرز ارمز وكان عليه أن يتخلق بدور ادوارد هوكنز سائق ليدي فرنسيس ديرونت.
كان بوبي لايعرف الكثير عن سلوك السائقين، ولكنه كان يظن ان بعض التكبر مطلوب وهكذا حاول أن يتصرف كذلك، واكتشف ان فرانكي والحادث هما محور الحديث الرئيسي في سترفلي منذ أن وقع الحادث، وتنازل بوبي وتحدث مع صاحب الحانة وهو رجل يدعى توماس إسكو.
وقال مستر إسكو:
_ ان ريفز الصغير كان هناك ورأى الحادث.
وبارك بوبي كدب الصغار فإن الحادث كان له شاهد عيان.
ومضى مستر إسكو يقول :
_ لقد ظن انه سيموت، فقد اتجهت السيارة نحوه نازلة من التل ثم انحرفت للحائط بعد ذلك، انه لعجيب ان الليدي لم تقتل.
بوبي : ان الليدي لاتقتل بسهولة.
_ هل وقعت لها حوادث كثيرة؟
وقال بوبي :
_ كانت محظوظة ولكني أؤكد لك انه عندما تقود الليدي سيارتها بدلاً مني كما تفعل أحياناً، حسناً اني عند هذا اتأكد أن نهايتي آتية.
وبعد ذلك امتدح بوبي الحانة، ثم جري الحديث عن قرية وجر هذا الحديث عن الجارنچ وهو منزل ريفي كبير حوَلَه الدكتور نيكلسون الي مستشفى خاص للأمراض العصبية ومدمني المخدرات وكان رأي الحاضرين انه تجري هناك أمور غريبة، وانه تسمع منه تأوهات وأنات من المرضى.
وقالت خادمة البار :
_ اني أتساءل يامستر هوكنز مالذي يجري هناك؟ لقد هربت مرة شابة مسكينة ذات ليلة وكانت ترتدي ثوب نوم، وخرج الطبيب وممرضتان للبحث عنها وكانت تصيح وتبكي :
_ آه لا تدعوهم يرجعونني هناك! وكان هذا أمر يثير الشفقة، ثم قالت إنها غنية وان أقاربها هم الذين ادخلوها هذا المكان عنوة، ولكنهم ارجعوها للمستشفى وقرر الطبيب انها مصابة بجنون الإضطهاد، هذا هو ما اسماه وهو نوع من الجنون يجعل المرء يظن ان الجميع متألبون ضده، ولكني كثيرا ما تساءلت، نعم كثيراً ما تساءلت عن صحة ذلك.
وبعد ذلك بقليل إنفض الإجتماع وذكر بوبي انه سيذهب في نزهة قصيرة على الأقدام،كان ماسمعه هذا المساء قد بدأ له جدير بالاهتمام، وقد يكون الأمر مجرد لغو من سكان القرية الذين يشكون بالطبع في كل غريب ، وإذا كان نيكلسون يدير مستشفى للأمراض العصبية ومدمني المخدرات فلا غبار على التأوهات والأنات التي تسمع ، وممكن قصة الفتاة الهاربة هزته رغم ذلك، فمن المحتمل ان الجرانج مكان يحتفظ به بالأشخاص عنوة ويعالج فيه بعض الحالات الحقيقية للتمويه ولذلك إتجه بوبي نحو الجرانج.
ووصل بوبي الي الجرانج وكان محوطا بحائط عالٍ وكانت البوابة الحديدية مقفلة بالقفل، وشعر بوبي ان المكان شبيه بالسجن، ودار حول الحائط باحثاً عم مكان مناسب ليثب من فوقه حتى وصل إلى باب جانبي صغير وجرب فتحه وهو لايأمل في ذلك كثيراً ولكن لدهشته وجده غير مغلق وهكذا دخل بوبي حديقة الجرانچ، وتبع بوبي طريقاً صغيراً ملتوياً حتى وجد نفسه فجأة في مكان مكشوف قرب المنزل وكانت ليلة مقمرة وهكذا وجد نفسه في مكان مكشوف يغمره ضوء القمر قبل ان يستطيع أن يتوقف عن المسير.
وفي نفس اللحظة ظهرت امرأة آتية من زاوية المنزل وكانت تمشي بدون أن يصدر منها صوت، وتنظر حولها من ناحية واخرى _ او هكذا خيل لبوبي _ بعصبية كحيوان يتبعه احد، وفجأة توقفت وبدأت تتمايل كما كانت ستقع.
وهرع إليها بوبي وامسك بها، كانت شفتاها شاحبتان، وبدأ له انه لم يرى في حياته مثل هذا الرعب الشنيع على وجه انسان.
وقال مطمئناً بصوت منخفض:
_ لا بأس، لا بأس.
وتأوهت الفتاة بصوت ضعيف وعينها مقفلتان وغمضت :
_ اني خائفة ، اني خائفة جداً.
وسأل بوبي :
_ ما الأمر؟
وهزت الفتاة رأسها ورددت بصوت ضعيف :
اني خائفة، اني خائفة جداً.
وفجأة بدا انها سمعت صوتاً ما وقفت بعيداً عن بوبي ثم استدارت نحوه وقالت :
_ إذهب، إذهب في الحال.
_ اني اريد مساعدتك.
_ هل تريد ذلك؟
ونظرت اليه برهة كمن يكشف دخيلته ثم هزت رأسها وقالت :
لا يستطيع احد ان يساعدني.
وقال بوبي :
اني استطيع، وعلى استعداد ان افعل اي شي، قولي لي مايخيفك بهذه الدرجة.
وهزت رأسها :
_ ليس الآن _ آه بسرعة! انهم آتون.. لايمكن أن تساعدني ما لم تذهب الآن في الحال، في الحال.
واستجاب بوبي لها ورجع بسرعة بعد أن همس : اني في حانة انجلرز آرمز.
وفجأة سمع صوت أقدام على الطريق أمامه، وكان هناك شخصاً آتياً على الطريق من الباب الصغير، واختفى بوبي بسرعة بين الاحراش القائمة على جانبي الطريق.
ولم يكن مخطئاً فقد كان هناك رجلاً قادماً، ومر بالقرب من بوبي ولكن هذا الأخير لم يتبين ملامحه لأن المكان لم يكن منيراً بما فيه الكفاية.
وبعد ذلك تابع بوبي سيره وهو يشعر ان ليس بوسعه ان يفعل شيئاً اخر في تلك الليلة، وعلي اية حال فإن رأسه كانت في دوامة لانه تعرف على الفتاة _ تعرف عليها بدون شك فإنها كانت الفتاة الأصلية للصورة التي اختفت بهذا الغموض، من جيب الرجل الذي سقط من فوق الهضبة.
******تـمـBellaـت...******{ البارت : 15}
تم نشر هذا البارت بتاريخ 25/1/2023 ..
يوم : الأربعاء .
أتمنى أن يعجبكم البارت...♥️
ارجوكم تفاعلوا بنجمة+كومنت+ تعليق بين السطور.... ♥️
#Bëłłä
أنت تقرأ
لغز الصورة
Mistério / Suspenseاشتهرت أجاثا كريستي كاتبة الروايات والقصص البوليسية وقد كتبت مايربوا على الثمانين رواية غير القصص البولسية القصيرة. فهي أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ حيث بيعت أكثر من مليار نسخة من رواياتها التي ترجمة لأكثر من 103 لغات. وقارئ أجاثا كريستي يلح...