ضيفٌ من الذكريات قد أتى.
فهل يمكنه تفسير الماضي، كيف جرى؟..
.أرين
شاعرة؟ نعم أنا شاعرة.
في عامي الرابع عشر، كتبت أول قصيدة لي، كنت فرحةً بهذا وأول شخص قرأها كانت أمي وبدت سعيدة بها. فافي ميدان تنافس نساء العائلة على أيهن تملك طفلاً أشد موهبة، كانت كتاباتي الخرقاء كشئ قابل للأستخدام، وسرعان ماانتقلت تلك القصائد من يد لأخرى في العائلة.
وحين نجتمع، يناديني أحدهم بالشاعرة الصغيرة، والآخر يسأل عن ماهو جديد، والثالت يأخد بصوت مسموع في ترديد بعض أبياتي. وفجأة وجدتُ نفسي محط أهتمام مربك، وتعليقات يصعب تمييز المشجع منها من الساخر، ولكن أمي ظلت تشجعني وتساندي فواصلت أستمد منها الطاقة الى أن ذهبت بلا رجعة.
كنت أكتب عند شعوري بالملل، أمسك قلمي ودفتري الصغير وأجلس في الشرفة قرب طاولة صغيرة تناسب حجمي، فرش صغير لونه أزرق مفروش عليها، كانت أمي قد أخبرت الخادمة أن تضعه لي فهي تعلم أنني أحب هذا اللون، كنت أكتب وأنا أُطالع السماء، أحببت السماء كثيراً، كنت أبحث عن الأشياء التي تحبها أمي وأحبها .. أتذكر عندما كانت تاتي بكرسيّ من المطبخ وتجلس في الشرفة بجانبي، تبتسم لي ومن ثم تنظر إلى السماء، تستمر على حالها هذه ساعات وساعات، وكنت أفعل مثلها ولكن سرعان ما أشعر بالملل.
ثم أعود للكتابة، كنت أكتب في مواضيع مختلفة ومتفرقة، أكتب عن الربيع وعن السماء، عن عائلتي، وأشياء كهذه، كنت أكتب قصائدي مسدلة مرتبة مقفاة وذات أوزان جميلة، لكن في سنواتي الاخيرة تغير نمط كتابتي! ... كان على الطاولة التي أجلس عليها فتات بسكويت، أقلام مكسورة، أوراق مبعثرة، بقع حبر، جثمان نملة صغيرة، فقلت إذا كانت الأشياء هكذا، ترتاح الى غربتها ولا تمانع ان تتجاور رغم كل الاختلافات، فلا بأس إذاً بكتابة شعري الخاص، أردت من شعري هذا أن يمثل داخلي، العالم مفكك ومرتبك، وكذلك أصبح شِعري.
القوافي والأوزان ليست لإرتباكي وهشاشتي
أصبحت أنكسر على طول النص وأمشي مرتجفة.عندما قرأ أخي سطوراً من شعري مرةً قال ضاحكاً ضحكة رنانة: هذا شعر أخر زمن.
نعم معه حق
أنا أنتمي إلى الزمن الآخر الاخير
الزمن الذي يسبق نهاية العالم بخمس دقائق
الشعر الذي أكتبه يشبه الفسيلة التي تغرسها قبل أن تقوم القيامة .يقولون: يكفي كائبةً وأكتبي شيئاً مشرقاً كروحك.
زجاجة روحي مشروخة ولا أحد يعلم
الكتابة صمغ، انها تشد بعضي الى بعض، تجعلني أنجو، وأهلك أيضا!.كم أردت أن أعود 《الكاتبة الصغيرة تكتب》 أي شئ، لا تتألم عند الكتابة، لا ترتجف يدُها وهي تُمسك بالقلم، لا تنزل الدموع منها عند قرائتها لما كتبته فور الانتهاء من كتابته، والأهم لا تفزع إن قرأ أحدهم ماكتبت، كتاباتها تفضحها، تعري روحها، أكره هذا ولكن يجب أن أعود للكتابة.
أنت تقرأ
ضحايا
Romanceقال يبتسم بإنكسار:" الى أي حد بوسع زوجك أن يحبك؟ أن يقول أحبك دون أن تنكفئي على نفسك مثل الخارطة." فقالت والحاجب قد انعقد:" الى أي حد بوسع الانسان أن يحدق في الهاوية؟ الى أي حد بوسعه ارتشاف الحب من فتاة جافة؟ الى أي حد بوسع المُهتم الاعتناء بزهرة ذا...