مارون
بدا المكان وكأنه يجار من التمدد الثقيل للظهيرة فوق ظهره، لحسن الحظ أن الشمس بادخة السطوع هنا، شئ يبرر إرتداء نظارة شمسية داكنة، شئ يسمح لي أن أتأملها دون أن تنظر إليّ نظرة قاتلة أو تنكفئ على نفسها مثل دودة لعينة.
بالأمس عرضتُ عليها الذهاب لجوليام، فقد أبدت أهتماماً عندما تحدث عنها السيد بيلي، كنت غير واثق بقبولها، فهي من رفضت السفر أسبوع زواجنا!، وترفض النزهات الصغيرة خارج القصر!، ولكنها فاجئتني بقبولها السفر لجوليام!.أشعر ببعض الصداع، لم أخد كفايتي من القهوة صباحاً، شربتها على عجل ولم أكمل فطوري، فقد دقت الساعة معلنة عن السابعة والنصف وكان لابد لي أن أسرع حتى لا يفوتنا القطار، أستعجلت أرين كثيراً، حسناً أستعجلتها كثيراً جداً، فهانحن هنا قبل موعد أنطلاق القطار.
في الحقيقة فكرة الذهاب في رحلة لجوليام كانت فكرة أمي، تقول أن أرين أبدت أهتمام كبير بهذه المدينة، وتقول أيضاً أنها تبدو كئيبة وحزينة وربما الذهاب في رحلة قد يسعدها!
أحياناً أعتقد أننِ مُقصر في حقها كزوجة، أعني نحن لا نتقابل إلا مرتين أو ثلاتة في اليوم!.
هي لا تشكو من هذا ولكن الأمر يزعجني نوعاً ما
ربما علي أن أنظم أوقات عملي وخروجي قليلاً ._أرين مابك!
نظرت إلىّ بعينيها كالتائهة وهمست: أين المعنى!
عقدتُ حاجباي في إستغراب، مالذي تتفوه به؟ ما المعنى!، ما معنى ماذا!.أرين
الأضواء تبهر عيني، الاتساع كثير علىّ، العالم بحر وأنا مصابة بالدوار، الروائح تتزاحم في أنفي والأصوات تختلط ببعضها، أسمع صرير عجلات العربات وحقائب السفر على البلاط الصقيل، أرى الافواه تنفرج ثم تغلق، تنفرج، ثم تغلق، تنفرج ثم تغلق، كما لو أن في الأمر مغزى، من أين للعالم كل هذا الحجم؟ ولما يتشبع الهواء بالضجيج، وتحوم الأصوات فوق رأس المكان مثل قبيلة نحل، أين العسل؟ أين المعنى؟.
يده تقبض على رسغي، تشدني يمنة، يسرة، يمنة، يسرة، يبعدني عن هذا ويدفعني عن ذاك، ذراعاه تحاوطان جسدي وكأنه يخشى أن تدهسني الاقدام، يقول تحركي وأسرعي وهيا!، أريد أن أقول له تمهل، فأنا لا أستطيع أن أفعل هذا الان، لقد خرجت من التابوت لتويّ، الضوء يؤديني والصوت يخيفني، أحتاج أن أشعر بالاتساع والوجود في العالم._أرين هل أنتِ بخير
ها! بخير ؟
أومئت له وأنا أشعر بالتشتت لأول مرة بهذا القدر.السفر! .. الأمر بسيط جداً عندما أقرأ عنه في الكتب، ولكن عملياً يبدوا كشئ مستحيل الاستيعاب بالنسبة لي!.
_تعالي لنجلس على الكراسي هناك، أن المكان مزدحم وانتِ لازلتِ تقفين هنا تماماً كالبلهاء.
أنت تقرأ
ضحايا
Romanceقال يبتسم بإنكسار:" الى أي حد بوسع زوجك أن يحبك؟ أن يقول أحبك دون أن تنكفئي على نفسك مثل الخارطة." فقالت والحاجب قد انعقد:" الى أي حد بوسع الانسان أن يحدق في الهاوية؟ الى أي حد بوسعه ارتشاف الحب من فتاة جافة؟ الى أي حد بوسع المُهتم الاعتناء بزهرة ذا...