المغامرة الأولى - بقلمي منى سليمان

18.5K 532 101
                                    

مغامرات جاسر وبناته

المغامرة الأولى - بقلمي منى سليمان

* أونكل فارس *

على مائدة الطعام اجتمعت أسرة الجدة سميرة وبدأوا في تناول الأكلات الشهية التي قامت بطهيها وسط أجواء مرحة لم تخلو من مشاكسات جاسر لحبيبته... أطعمها بيده ليدللها كما اعتاد دائماً، فبالرغم من مرور عدة سنوات على زواجهما إلا أنه مازال يراها طفلته المدللة... استغلت يارا انشغال الجميع ثم جذبت جدتها من ذراعها فمالت سميرة عليها وتساءلت بصوت خفيض

- عايزة إيه يا قردة؟
- والنبي يا تيتة ربنا يخليكي ويديكي الصحة ويشفيكي ويعافيكي

توقفت يارا عن إكمال كلماتها حينما قاطعتها سميرة بعد أن رفعت حاجبيها باندهاش

- إيه شغل المتسولين ده يا قردة، قولي عايزه إيه؟
- أعزمي فارس بكرة على الغداء وقوليله يجي لوحده بلاش مراته الرخمة دي

ازداد اندهاش سميرة فبدأت يارا تستعطفها بنظراتها ثم تابعت: وغلاوة جدو عندك أعزميه

- أنتي يا بت اراي تقولي على ميسون رخمة، دي عسل
- عارفه وزي القمر كمان بس لما بتيجي معاه مبعرفش أخد راحتي

ارتفع أحد حاجبي الجدة من جديد وتساءلت: راحة إيه يا مفعوصة أنتي اللي عايزه تاخديها؟!

- أصلي بكراش عليه يا تيتا ده أمور أوي
- فين الكرش ده يا بت ده جسمه رياضي؟!

لم تستطع الصغيرة ذات الثلاثة عشر عاماً من تمالك نفسها فانفجرت ضاحكة فوكزتها الجدة في قدمها وتابعت بغيظ

- بتضحكي إيه يا بنت العسكري؟
- اصلك بتقولي كرش اسمها بكراش يعني ببرشت عليه
- بتبرشتي، أدي أخرة تربية الصايع بعني هيخلف إيه غير صيع زيه
- يا تيتة سيبك من بابي وركزي معايا، أعزميه والنبي وهساعدك في الأكل

رفعت سميرة رأسها لأعلى طالبة الصبر من الله ثم تمالكت نفسها وحركت رأسها بتفهم فأتسعت ابتسامة الصغيرة وأكملت تناول الطعام والابتسامة لا تفارق شفتيها فمطت سميرة شفتيها في المقابل وتمتمت

- الحمد لله بتكراش على فارس وفادي لا أصلي بكراش عليه أنا

********

مضى ما بقى من اليوم بدون أحداث جديدة وفي صباح اليوم التالي استيقظت سلمى على يد جاسر تداعب وجنتها، وبمجرد أن فتحت عينيها مال عليها وسرق قبلته الصباحية ثم أتكئ على ذراعه وهتف

- صباح الخير يا سيادة اللواء
- صباح النور يا عسكري، صاحي بدري ليه مش قولت مش هتروح الشغل النهارده؟
- مش جايلي نوم يا سيادة اللواء قولت أقوم أحضر الفطار وأودي القرود لتيته وبعد كده أرجعلك نقعد سوا

أنهى كلماته بغمزة من عينه اليسرى فضحكت سلمى ثم اختبأت تحت الغطاء فأخذ يدغدغها لتنطلق من بين شفتيها أعلى الضحكات ولم يُوقفه سوى دخول صغيرته سلمى إلى الغرفة فحملها ثم وضعها بالقرب من والدتها وأعلن بعدها الحرب عليهن وسط دفء أسري لم تحضره يارا لانشغالها باختيار الثوب الذي سترتديه عند مقابلة فارس... بعد مرور ما يقارب نصف الساعة اقترب جاسر من غرفة يارا وطرق بابها ثم دلف إليها ليتفاجأ بكم هائل من الثياب فوق فراشها فأتسع ثغره وسألها باندهاش

مغامرات جاسر وبناته - منى سليمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن