المغامرة الثانية - بقلمي منى سليمان

13.4K 429 59
                                    

مغامرات جاسر وبناته

المغامرة الثانية - بقلمي منى سليمان

* حلاوة بالشطة *

في الواحدة صباحاً عاد جاسر إلى منزله بعد يوم عمل شاق، توجه مُباشرةً صوب غرفة طفلتيه واطمئن عليهن ثم غادر إلى غرفته فوجد سلمى تجلس في انتظاره... ابتسم بسعادة وتقدم منها على الفور ثم مال عليها ليسرق من شفتيها قبلة إلا أنها وضعت يدها على صدره لتمنعه من ذلك فاندهش من فعلتها

- بتزقني ليه يا سيادة اللواء؟!
- تعبانه يا جاسر، أبعد بدل ما تتعدي مني

شعر بالقلق عليها وتحسس جبينها ليتفقد حرارتها ثم جلس على حافة الفراش وهتف: الحمد لله مش سخنة، قوليلي إيه بيوجعك؟

- حاسه أني داخله على دور برد وبداية احتقان
- سلامتك يا قلبي، قومي إلبسي علشان ننزل نكشف

قاطعته قائلة: نكشف إيه بس، دي الساعة واحدة وبعدين ده دور برد عادي

- هننزل نكشف حتى لو الساعة تلاته الفجر، هتقومي ولا أشيلك؟
- يا حبيبي استنى بس بلاش خوفك الزيادة ده، أنا كويسه أخدت دواء من شوية وطالما أطمنت عليك هنام والصبح بأمر الله هبقى كويسه
- ماشي بس لو فضلتي تعبانه للصبح هنكشف، يلا نامي وأنا هفضل جمبك وبكرة هفضل معاكي كده كده أنا خرجت النهاردة مأموريه علشان كده أتاخرت وبكرة مكنتش ناوي أروح

حركت رأسها بتفهم فمال عليها وطبع على جبينها قبلة حانية فبادلته بأخرى على وجنته ثم تمددت فدثرها جيداً وظل إلى جوارها حتى غفت...
في صباح اليوم التالي تململت سلمى في الفراش وخلال لحظات قليلة استيقظت وفتحت عينيها فتعالت شهقاتها وانتفضت عن الفراش ثم ركضت إلى الخارج باتجاه غرفة سلمى ويارا لكنها وجدت الغرفة خالية... تقدم جاسر منها وطوقها من الخلف بذراعيه ثم طبع على وجنتها قبلة وتساءل بحنان

- إيه قومك من السرير؟
- فتحت عيني لقيت الساعة تمانية وميعاد المدرسة فات
- أنا وصلتهم ورجعت، يلا على السرير

زمت شفتيها بضجر ثم أدرات جسدها إليه وهي ومازالت بين ذراعيه فابتسم على هيئتها وردد مازحاً: عارف كل اللي عايزه تقوليه وعارف أنك مش طفلة صغيرة علشان أخاف عليكي كده بس أنا مش هستحمل أخسرك لأي سبب، اللي جرب نار الفراق مرة مستحيل يستحملها تاني

بمجرد أن وصلت كلماته الأخيرة إلى مسامعها تحول غضبها إلى شفقة بعد أن استشعرت الحزن المصاحب لنبرة صوته

- يلا على السرير وأن هحضر الفطار وأجيلك

طبع على جبينها قبلة حانية فابتسمت له ثم تركته وعادت إلى الغرفة فاتجه بدوره إلى المطبخ ليُعد طعام الإفطار

*******

في التانية والنصف عاد جاسر إلى المنزل مصطحباً ابنتيه فاستغلت يارا انشغال والدها بمكالمة هاتفية خاصة بعمله وركضت باتجاه غرفة والدتها ثم دلفت إليها فشرعت سلمى أن تعانقها لكن صغيرتها سبقتها وتساءلت بمكر

مغامرات جاسر وبناته - منى سليمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن