الخاتمة - بقلمي منى سليمان

8.3K 298 108
                                    

مغامرات جاسر وبناته

الخاتمة - بقلمي منى سليمان

* مغامرات جاسر وبناته *

خدعني القدر وسرق حبيبتي من بين أحضاني، فصرت أحيا بين ألمي وانكساري، أغلقت أبواب قلبي واعتزلت الهوى حتى قابلتكِ وبنقاء روحكِ إلى روحي تسللتِ فسقطت أسير عشق لم يكن كأي عشق، إنه العشق الذي هزم ألألم وأعاد النبض وأحيا القلب...

                                           *****

أغلقت الباب بهدوء حتى لا توقظ ابنتيها ثم عادت إلى جناحها لتغفو من جديد بالقرب من مالك هواها وقلبها... أدارت مقبض الباب بهدوء ودلفت على أطراف أصابعها حتى لا توقظه ثم استدارت لتغلف الباب لكنه سبقها وأغلقه فقد كان يختبئ خلفه، انطلقت من بين شفتيها صرخة هلع انفجر على أثرها جاسر ضاحكاً وقهقه بأعلى طبقات صوته، فما كان منها إلا أنها عقدت ما بين حاجبيها كما عقدت ساعديها أمام صدرها لتخبره بمدى غضبها من فعلته... توقف بدوره عن الضحك وغمز لها كعادته بمشاكسة ثم أحاط ظهرها بذراعه وقربها بشدة لتسكن بالقرب من قلبه، لكنها لم تهتم لفعلته وأشاحت بعينيها بعيداً عنه فوضع يده الأخرى أسفل ذقنها ورفع وجهها مُجبراً إياها على النظر إليه وقبل أن تتفوه ولو بكلمة مال عليها وسرق قبلته الصباحية فنست غضبها أو تناسته للحظات وبادلته قبلته بعشق بعد أن حررت ذراعيها وطوقت عنقه، وحينما شعر بحاجة كل منهما لمرور الهواء بداخلهما ابتعد عنها بصعوبة ثم أسند جبينه على جبينها وتساءل

- كنت فين يا سيادة اللواء؟
- خرجت أطمن على البنات، أتفضل أبعد علشان أنا زعلانة منك ومخصماك، خضتني وكنت هموت فيها و

بترت كلماتها حينما قبلها من جديد وبمجرد أن ابتعد عنها نظر إلى عينيها وردد بقليل من الغضب: أخر مرة تجيبي سيرة الموت على لسانك، مفهوم؟

حركت رأسها لأعلى وأسفل وشرعت أن تتحدث إلا أنه حملها بدون سابق إنذار وبعدها همس في أذنها: ليكي عقابين واحد على خروجك والتاني علشان تحرمي تجيبي سيرة الموت

ضحكت سلمى على جنونه الذي لا يتوقف، فبالرغم من مرور سنوات وسنوات على زوجهما، مازال يعاملها كقطعة نادرة من الألماس ويخشى عليها من حر الصيف وقسوة البرد، ومازال يخشى فقدانها أكثر من أي شيء ويهوى وجودها بالقرب منه فأصبح بيتها الوحيد بين أحضانه

                                             *****

بجناح أخر...
تململ بكسل للحظات ثم فتح عينيه بصعوبة حينما استشعر عدم وجودها بين ذراعيه، فوجدها تجلس إلى جواره وهي تتكئ على ذراعها فابتسم وسألها بمشاكسة

- شو عم تساوي يا زعرة؟

زمت ميرنا شفتيها واصطنعت الغضب فازدادت ابتسامة فادي اتساعاً ثم جذبها إلى صدره وتابع مازحاً: ليش عابسة؟

مغامرات جاسر وبناته - منى سليمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن