المغامرة الخامسة والأخيرة - بقلمي منى سليمان

10K 356 90
                                    

مغامرات جاسر وبناته

المغامرة الخامسة والأخيرة - بقلمي منى سليمان

* مغامرات جاسر وبناته *

مر على بداية المعركة ثلاثة أيام ولم يتغير شيء، أكمل جاسر تتفيذ خطته من أجل إعادة تربية ابنتيه في حين أكملت يارا تمردها فكان عقابها اليومي تنظيف الصحون إلى جانب تنظيف المنزل... في الثامنة من مساء اليوم الرابع تركت سلمى مقعدها وتقدمت من والدها الذي أغلق التلفاز عبر جهاز التحكم عن بعد، ثم طبعت قبلة على وجنته واتجهت صوب غرفتها لتخلد إلى النوم في حين بقت يارا أسيرة داخل المطبخ لتنهي تنظيف الصحون الخاصة بالعشاء... ترك جاسر مقعده وذهب إلى المطبخ ثم أسند جسده على بابه وعقد ذراعيه أمام صدره فرمقته يارا بنظرة جانبية وأخذت تتمتم بكلمات غير مفهومة توقعها جيداً فكتم ضحكته بصعوبة وتساءل

- جنابك ناوية تخلصي أمتى؟ الساعة عدت ٨ ولسه ما خلصتيش المواعين
- أستغفر الله العظيم يارب

رددتها بغضب ثم أكملت تنظيف الصحون دون أن تعير ما قاله المزيد من الاهتمام فصر على أسنانه وتوعد لها وبعد أقل من دقيقة نفذ وعيده ودلف إلى المطبخ ثم أحضر مقلاة ووضع بها ملعقة سكر كبيرة وتركها تذوب على نار هادئة ليصنع منها كراميل وبمجرد أن انتهى أحضر إناء معدني كبير الحجم ووضع بداخله حبوب الذرة ثم أضاف أليها الزيت والملح وبدأ يُقلبها ليصنع لنفسه (فشار بالكراميل) فراقبت يارا ما يحدث وبداخلها بركان نشط على وشك الانفجار في وجه والدها المشاكس إلا أنها استطاعت بصعوبة السيطرة على غضبها حتى لا يزداد عقابها... بعد مرور لحظات قليلة أنتهى جاسر من صنع (الفشار) ثم وضع الإناء والمقلاة بالقرب من الصحون التي تنظفها ابنته العنيدة وهتف ببرود

- أغسليهم

لم يُفسح لها المجال لتتفوه بكلماتها الحادة بل غادر المكان وهو يطلق صفيراً عالياً فضربت يارا قدمها بالأرض وتمتمت بخفوت: منك لله يا ظالم

بعد مرور ما يقارب الساعة انتهت من تنظيف كل شيء ثم اتجهت صوب غرفتها وألقت بجسدها على الفراش وخلال لحظات قليلة غفت وهي تحتضن وسادتها لشعورها بالتعب والإرهاق فتقدم جاسر منها وطبع على جبينها قبلة ثم جلس على حافة فراشها وردد بخفوت حتى لا يوقظها

- عنيدة زيها بالظبط بس أنتي قوية عنها، سبحان الله كأنك بنتها مش بنت سلمى

زفر بضيق وأخذ يمسد على خصلات شعرها بحنان ثم أردف: لازم أربيكي صح لأني للأسف ربيتك غلط ودلعتك بزيادة بس ده ما يمنعش أني بحبك

رفع كفها الصغير إلى شفتيه وطبع على ظاهره قبلة ثم ترك الغرفة ليتحدث إلى زوجته التي اشتاق إليها أكثر من كل شيء...
على الجانب الأخر التقطت سلمى هاتفها لتتحدث إلى جاسر بعد أن فاض شوقها إليه فابتسم بسعادة بمجرد أن صدع صوت رنين هاتفه وأجاب على الفور قائلاً بحنان

مغامرات جاسر وبناته - منى سليمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن