المغامرة الرابعة - بقلمي منى سليمان

9.8K 389 59
                                    

مغامرات جاسر وبناته

المغامرة الرابعة - بقلمي منى سليمان

* بدأت المعركة *

في الرابعة عصراً انتهت سلمى من طهي طعام الغداء وبدأت في إعداد المائدة بمساعدة صغيرتها سلمى في حين جلست يارا على أحد المقاعد في انتظار اللحظة المناسبة لتتفيذ خطتها الشيطانية... بعد مرور عدة دقائق جهزت سلمى كل شيء واتجهت صوب غرفتها لتوقظ زوجها فاستغلت يارا الفرصة وركضت باتجاه المطبخ ثم أحضرت علبة التوابل الحارة وسكبتها بصحن والدها فضحكت شقيقتها بجنون ورددت ببلاهة

- العسكري المرة دي هيقتلنا
- مش مهم

لم تمض سوى دقائق قليلة حتى جلس جاسر على مقعده وبعد وصلة غزل طويلة ألقاها على مسامع زوجته بدأ في تناول الطعام فتوقف في حلقه وأخذ يسعل لدرجة جعلته يشعر أنه على وشك الاختناق فانتفضت سلمى عن مقعدها وقدمت إليه كوب المياه الموضوع إلى جوارها... راقبت سلمى ما يحدث وهي تشعر بالندم لأنها شاركت شقيقتها في ذلك ولم تمنع والدها من تناول الطعام بينما ابتسمت يارا بخبث ثم وقفت عن مقعدها لتركض كعادتها إلى غرفتها لكن يد جاسر كانت الأسرع... قبض بعنف على معصمها مانعاً إياها من الابتعاد وبمجرد أن استرد أنفاسه كور قبضة اليد الأخرى وضرب بها المائدة ثم تحدث بحدة وصوت عال

- أعمل فيكي إيه؟ أنا حقيقي تعبت منك ومن تصرفاتك، حلال ولا حرام الأكل اللي هيترمي ده؟

لم تستطع المشاكسة الصغيرة أن تتفوه ولو بكلمة فتابع بذات الحدة: ردي عليا، حلال ولا حرام؟

- حرام
- وحلال ولا حرام أمك اللي واقفه من الصبح في المطبخ علشان تعملكم الأكل وفي الأخر يترمي؟
- أنا آسفة

قالتها وهي توجه نظراتها صوب الأرض فحرر معصمها بعنف ثم وقف عن مقعده وغادر إلى غرفته فرمقت سلمى ابنتيها بنظرة عتاب طويلة ثم لحقت بزوجها

- ما تزعلش يا حبيبي حقك عليا أنا

احتضن كفها بداخل كفه وجذبها بخفة لتجلس إلى جواره ثم أزال الخصلات الساقطة على وجهها وأعادها خلف أذنها فابتسمت له بود وأردفت: بتبصلي كده ليه؟

- علشان هتوحشيني أوي

تسارعت نبضاتها خوفاً وسألته ببلاهة: هتطلقني؟

للحظة نسى غضبه وابتسم على براءتها ثم طبع على جبينها قبلة وأجابها بهدوء: هسفرك

*********

في الخامسة فجراً استيقظ جاسر وأخذ يداعب وجه زوجته بظاهر يده فتململت بكسل عدة مرات ثم فتحت عينيها بصعوبة لتتقابل بعينيه... أتسعت ابتسامتها التي طالما عشقها فمال عليها بشدة وأمطر شفتيها بقبلات رقيقة ثم ابتعد عنها بصعوبة وهتف بحنان وصوت دافئ غلفه العشق

مغامرات جاسر وبناته - منى سليمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن