مرّ شهرٌ بالفعِل منذ آخر يوم
منذ اليُوم الذي ترَك سينقكُوان بِه المنزل
مُنذ اليوم الذي بدأ هانسُول بالإنهيار فيه يوميًا لـ٣٠ يومًا..سينقكُوان لم يعُد بعَد، حاول هانسُول الذهاب يوميًا لِعرض مسرحِيات سُوكمين رغبةً بِرؤية سينقكُوان، كان يراهُ من مسافة بعيدة فَقد إحترم رغبة سينقكُوان بالإبتعاد، هو لن يضغَط عليه كثيرًا حتى لا ينفُر منه أكثر.. رغم انهُ لم يقم بِأي شيءٍ خاطئ.
رآه سِينقكوان ذات يومٍ
إستطاع هانسُول رؤية تجمُع الماء وسط عينِيه بعد صراع أعينهمَا والتحديق ببِعضهما لِدقائق حتى هرَب سينقكُوان من مرأى هانسُول..
ولكن هانسُول لم يستسلِم
إستمر بِتتبعُ سينقكُوان ليس لِمضايقته بل لِحمايته، فَـمثلاً كان يمِشي وراء سينقكُوان حين يعُود لِمنزل سوكمين وحيدًا في الليل، كان هناك من يراقُب سينقكُوان بِنفس الوقت ولكن هانسُول كان قد اخذَه لـرِواق وبدأ بِضربه وتهديده فقط لإقترابه من سينقكُوان..ولم يكُن سينقكوان احسنُ حالاً، فقد إشتاقَ للنوم بين ذراعَا هانسُول كل يوم، قد إشتاق لـمضايقَات هانسُول وكل شيءٍ يخص هانسُول..
كان يبكِي كل ليلة شوقًا له، ولكن كان ذلك قرارُه على ايّ حال، كان قرارًا
غبيًا وكلاهُما يعلمان ذلك، حتى سُوكمين.كلاهُما لم يستسلِم، كلاهُما لازَال الآخر معهُ بِقلبه..
"هل عليّ مُحاربة قلبِي؟ انت تجعُل الأمر صعبًا عليّ تشُوي هانسُول"
"حاربُه يافتى، سأذهُب زحفًا لِهانسُول لأخبره بما تقُوله كل ليلة" قال سُوكمين ليعبَس سينقكُوان "انت تطرُدني من منزلك؟" ضحك سُوكمين "لا، وجُودك لطيف كُواني، ولكن ليس وجودُك الحزين انت تستمِر بالشُوق لِهانسُول وهو يستمِر بتتبعك بِكل مكان، هذا واضح انكُما معنيّان لِبعضكما"
صمّت سينقكُوان مُفكرًا قبل ان يأخذَ مِعطفه وورقة كانت مِن نصِ سُوكمين للمسرحِية وقلمٌ بِجانبه ليخُرج مسرعًا وسط صراخ سُوكمين ان يُعيد إليه نصُه.
وقفَ امام منزِل هانسُول مُبتسمًا.
اخرجَ الورقة والقلم وجَلس على الأرض يكتُب ويكتُب ويكتُب.
إنتهَى لِيضع الورقَة تحت باب منزله ويرِن الجرس ويجرِي مُسرعًا وهو يضحك..
سمِع هانسُول صوت الجرس لينزل للأسفَل بعد ان كَان يعِيش في غرفتِه لشهر بدون رغبةٍ في رؤية زوايا المنِزل التي تُذكره بِسينقكوان.
قبل ان يفتحَ إنتبه للورقِة اسفل الباب، اخذها وفتحَ الباب بعدها ولكن لا وجُود لِبشريّ سوا جارَه جيسُو
اغلق الباب بعدهَا ليحمل الورقة المطوّية ويجلِس على الأريكة ويفتحَها.
"قد كُنت وحيدًا، لشهرٍ كاملِ، اعجُن حزني وافتح حقائِب دموعي، الليالِي الطويلة كانت لا تخرُس حين أشتاقُ إليك، لمستُك لِقلبي بيديك الدافئتِين، اصلحَت تهشمُاته وأزلَت الدُنيا عن صدرِي المُحترق، كُنت بمثابِة الجمِيع لي فكَيف لي أن ارحل؟ احُبك حتى وصل لي الأمر اني سأراكَ ولو كُنت اعمى وسأسمعُك ولو كنت أصمّ، أُمسك بك دائمًا، من تحمَل كل شيء فيني لأجلِي، يُمكنك القدُوم؟ الآن؟ لِمقهى كيم مِينقيُو؟ سأخبركَ شيئًا ولا اريدُ منك سوى سماعَي ثُم تقبيلي..
مُحبك دائمًا
سينقكُوان "اقفَل هانسُول فمه بِسرعة وبدأ يضحكُ بشكل هيستري
"اعني...هل انا احلُم ام ماذا؟؟" رفع شعره للِخلف وهو يضحك.
اخذ معطفُه وذهب للخارج بسرعَه حتى انه نسيّ انه يرتِدي جوارب سينقكُوان التي تحمِل شكل أرنب لونه وردُي..
جرَى للمقهى الذي تحدثَ عنه سينقكُوان لينظر من خلف الزجاج..
هو يجلِس بهدوء وهو يعلُم بما فعَل بِقلب هانسُول قبل قليل؟ حقًا؟
فتحَ الباب بِهدوء ليرِن جرس المُحل مُعلنًا دخوله.
او بالأحرَى مُعلنًا إبتسامة سينقكُوان ولمعان عينيِه.
تقدَم هانسُول بذات الإبتسامة ليحتضنُه سينقكوان بِقوة مُتشبثًا بِمعطفه وكأنه سوف يهوِي من قمة عالية.
وبالمُقابل كان هانسُول يُمسك بجسد سينقكُوان بِقوة خائفًا من رحيلِه مُجددًا.
جَلس سينقكُوان لِيجلس هانسُول مقابله مُتأملاً لما إشتاق له..
"مالسِحر الذي خلقك بهذَا الجمال؟" سأل هانسُول فجأة ليضحَك سينقكُوان "ماذا؟" أكمَل هانسُول "أعنِي..هل باركَت الملائِكة والدتُك عند حملهَا بِك؟..اُنظر إلى عينيك الواسعِة وكأن بحرًا سُكب بِها، اُنظر إلى خدّاك الورديّان ولِلسكر الذِي اشتقتُ لِمذاقه"
إبتسَم سينقكُوان نهاية حديثِه لِيبتسم سينقكُوان وينزل رأسُه."اشتقتُ لك ايُّها الفاتِن" هُنا كاد ان ينفجر سِينقكُوان احمرارًا والسيرُك بداخل بِطنه لا يتوقَف..
"ارَى الجنَة في عينِيك..اوّد ان لا اُغمض عيني وانا اراك.. اوّد حفظك وحُضنك، اوّد ان تُحب نفسك كما اُحبك.." قال هانسُول لِيُمسك سِينقكُوان بيديه..
"هانسُول..ألَك ان تضمنِي؟ تُحبني بظلمتي وإكفهِرار نفسي؟ بِنحسي ونُقمتي وإعوجاجِي وتخبُطي؟ ألك ان تكُون لي حتى يطُول زمانِي؟"
إبتسم هانسُول لُيشد على يدّي سينقكُوان "لِنمضي فِي طريقنَا، انا نحُوك، وانت نحوِي"
إنتهت ♡