"لأ ليه يا عمي"
"لأ.... قولت لك لأ "
علت تلك الكلمات في بيت ال سليمان وجمعت جميع سكانه حول باب المكتب ليستمعوا لتلك الكلمات التي بدأ عندها كل شيء.***
"مش في بالك يعني حبي عمره ما نده عليك مش في بالك يعني زيي زي غيري بالنسبه ليك" على لاب توب زينه يعلو صوت مطربتها المفضله انغام تمسك زينه هاتفها مكبره لصوره ياسين ابن خالتها وتقول
"ايه الحكايه سيبك من الكلام ده الغرام باين عليك............ اه والله باين عليه شكله مش هيقول يا انغام الا لما اموت" يرن هاتفها فجأه برقم مالك فتعتدل وتخفض صوت الموسيقى وترد
"الو.... ازيك يا مالك"
"الحمد لله انت اخبارك ايه "
"تمام..... في حاجه ولا ايه"
"لأ اطمني كنت عايز اعرفك اني جاي لعمي انهارده "
"تنور بس أنا مالي ما انت علطول بتيجي ايه الجديد"
" هتعرفي لما اجيلكم"
أغلق الاثنان الهاتف وبنظره حيره قالت
"اني خائفه من شئ ما شكلنا هنسمع بتحب مين انهارده يا انغام...... لأ مهو فعلا اياك تكون بتحبني...... (وقد تغيرت ملامحها لملامح قلق) دي تبقي مصيبه"
***
في غرفه أخرى من غرف بيت ال سليمان وهي غرفه نيللي (شقيقه زينه) ونائل( زوج نيللي) تزيل نيللي الهاتف من على اذنها وتنظر لزوجها الذي يقوم بضبط ملابسه وقالت
"انت كنت تعرف مي قبل ما اتجوزك"
ارتبك قائلا "لا اشمعنى يعني "
" انتم كنتو بتحبو بعض قبل ما اعرفك "
" لأ طبعا مين قالك كدا "
" باين عليك الكدب وبعدين معرفش رقم معرفوش....... لو هتفضل ساكت اروح لبابا يشوف الموضوع ده صح ولا لا"
"خلاص استنى...... الموضوع ده قديم اوي"
" يعني الكلام ده صح...... أنا راحالها"
***
في غرفه مي و جاسر يتحضر جاسر للذهاب لعمله ومي بجواره تساعده قال لها
" مش هتأخر النهارده بس اجي الاقيك جاهزه"
ابتسمت و قالت " هحاول "
دخلت عليهم نيللي مندفعة وخلفها نائل
" استنى يا نيللي اسمعي"
ابتسم جاسر"في ايه متخانقين ولا ايه "
ارتبك نائل" اه... اه تعالى اما احكيلك "
خرج الاثنان من الغرفه وبقت نيللي ومي
نيللي "انتي تعمل فيا كدا يا مي"
مي" عملت ايه "
" بتحبي نائل ملقتيش غير جوز اختك"
" كنت.... تفرق كتير أن مكنتش عايزاكي تعرفي عشان انتو حبيتو بعض بجد وهو حبك ونساني وانا نسيته واتجوزت"
" و كل ده هيفرق في إيه "
" هيفرق كتير انسى كل الكلام ده فاهمه"
"لساني ميجيش على لسانك لحد ما انسى..... ده لو نسيت اصلا "
***
تدخل الخادمه ناديه على زينه.... ناديه ليس خادمه بالنسبه لزينه بل هي أعز اصدقائها
ناديه" مالك وصل تحت اهو وهتعرفي عايز ايه يعني بقالك سنين مستنيه ياسين يقوم متقدملك مالك"
" انت خلاص خلتيه اتقدملي ان شاء الله لا"
" أن شا...... اااااه"
" مالك "
" بطني هتموتني بقالها فتره "
"ومبتروحيش لدكتور ليه "
"بقول هخف بس بيزيد"
"لأ لازم تروحي.... ده غير انك انت خسيتي خالص ومن غير سبب"
***
يجلس الاب فريد بيه سليمان في شرفته يتناول قهوته يدخل عليه محمود الجنايني (شقيق ناديه الأكبر) قائلا" فريد بيه مالك ابن اخو حضرتك مستنيك تحت في المكتب"
" نازله حالا شوفوا يحب يشرب ايه"
***
يجلس مالك أمام فريد بيه في توتر قائلا
" كنت عايز اطلب منك طلب ياعمي"
" اتفضل يبني تحت امرك"
"ربنا يخليك ياعمي...... أنا عايز اطلب ايد زينه"
ابتسم فريد وقبل أن يعطيه رده رن هاتفه
" الو...... ايه...... طيب ثواني نازل اهو....... معلش يا مالك جايلك حالا اهو"
جلس مالك وقد بدا عليه علامات الضيق من الموقف مر دقائق ودخل فريد ثانيا
" اتأخرت عليك"
"لأ ولا يهمك يا عمي "
" بص يابني الجواز قسمه ونصيب "
"يعني ايه"
"أنا مش موافق على الجوازه دي "
" ليه يا عمي " وقد ارتفع صوته قليلا
" أنا اسف يا ابني بس والله ما ينفع "
"لأ ليه يا عمي " وارتفع صوته حتى سمعه جميع من في البيت
"لأ..... قولت لك لأ ومن غير سبب و وطى صوتك انت وزينه متنفعوش لبعض"
زفر مالك وخرج من المكتب ليجد كل من في البيت واقفين بما فيهم الخدم ينظرون لبعضهم
***
مر ذلك اليوم في توتر بالغ وفي اليوم الثاني وياسين يجلس مع زينه في الحديقه
"مسمعتش آخر خبر"
"ايه اللي حصل يا ستي"
" مالك اتقدملي امبارح"
انتفض في مكانه "ايه وعمو قال ايه"
"مالك مالك.... متقلقش بابا رفض"
"اقلق ليه ... وباباكي رفض ليه "
"رفض ليه! معرفش بس احسن أنا كدا كدا مكنتش هوافق"
وقد ابتسم "يلا ربنا يوفقك مع حد كويس"
"ايوه اللي هو مين"
" اللي انت تتمنيه... اكيد"
"يارب بس مين ده بردو"
"أنا ايش عرفني هو مين"
"بحب بني آدم بغل " بصوت خافت
" بتكلميني"
" لأ بدعي الاقي اللي اتمناه"
***
مر اسبوع علي الخلاف بين مالك و فريد بيه ولكن في ذلك اليوم تفاجأ فريد بمالك يزوره و جلس الاثنان في المكتب ودخلت عليهم ناديه بالشاي و وضعته أمامهم وخرجت
" أنا آسف يا عمي "
" أنا مقدر يبني اللي كنت فيه متتأسفش"
فتح مالك هاتفه ومده ناحيه عمه قائلا
" شوف يا عمي صور مكتبي للجديد"
قبل أن يمسك فريد الهاتف اصطدم مالك بكوب الشاي واسقطه
"أنا آسف يا عمي اسف حصلك حاجه"
"لأ... اهدي كدا محصلش حاجه"
رن هاتف مالك ورد عليه
" ايوه.... مممم... طب أنا جاي حالا اهو"
نظر لفريد " معلش أنا همشي واشرب انت الشاي بتاعي"
"انت لسه جاي.. في ايه"
" معلش يا عمي... عايزني في المكتب"
"مع السلامه يابني"
خرج مالك من المكتب وبدأ فريد بشرب كوب الشاي سارحا بخياله
***
تجلس زينه مع ناديه و محمود في الحديقه
ناديه" اه ااااااه بطني "
زينه "انت تعبانه بقالك كتير لازم تروحي لدكتور"
قامت ناديه مسرعه وتقيأت ولم تكد ترفع رأسها حتى ألقت أرضا مغشيا عليها
جرى محمود و زينه مسرعين اليها
محمود" ناديه مالك "
حاول ايفاقتها هو و زينه قالت الأخرى
"خد عربيتي ووديها مستشفى بسرعه"
***
تدخل زينه داخل البيت تجد والدها يتألم ويصرخ من معدته ويتقيأ ركضدت اليه
" مالك يا بابا "
" الحقيني يا بنتي...... واتصلي بمالك بسرعه"
قال كلمته ثم وقع مغشيا عليه
***
يخرج الطبيب من عند فريد قائلا لمالك
"ضغطو واطي و نبضه بطئ جدا لازم يتنقل مستشفي"
" حاضر يا دكتور "
اوصل مالك الطبيب إلى الباب واتجه إلى السلم ليصعد لعمه فسمع صراخ بناته كلهم
" باباااا..."
***
يقف محمود أمام غرفه الطبيب حتى خرج
"أنا هعملها تحاليل واشعه في حاجه كدا أنا شاكك فيها....... متقلقش"
انقبض قلب محمود بعد سماع تلك الكلمات وجلس على الأرض يدعو الله أن لا يكون ما يدور بخاطره حقيقه
***
اسره فريد في انهيار تام بعد وفاته يقف مالك يحاول التخفيف عنهم ولكنه لم يقدر واتجه إلى الحديقه بمفرده وجلس بها ومسح دموعه واسند رأسه إلى شجره وقال
" الله يرحمك يا عمي.................................... انت اللي صممت انك تتقتل بدري"