شباب العراق

19 3 5
                                    

عراقي يعود لأسرته بعد اتمام مراسم دفنه وعزائه..
هذه قصته..
..................
بعد مشاركته في التظاهرات الاخيرة التي شهدتها بغداد، عاد الشاب مسلم عباس زاير الى اسرته التي اعتقدت انه قتل برصاص طائش.

وتعد هذه القصة من أغرب القصص التي شهدتها التظاهرات الاخيرة بالعاصمة، فالشاب مسلم ذي السبعة عشر عاما الذي يسكن مع عائلته في حي الأمين بمنطقة بغداد الجديدة شرق العاصمة، عاد إلى الحياة بعد أن أتمت عائلته مراسم الدفن والعزاء.

فبحسب فلاح حسن زاير، عمّ مسلم، الذي روى القصة الكاملة لصحيفة الشرق الأوسط، فإن "مسلم المنقطع عن الدراسة ويعمل على عربة (توك توك) صمم على الالتحاق بالمتظاهرين يوم الجمعة الموافق 4 تشرين الأول الحالي وسط غياب والده الملتحق بوحدته العسكرية وعدم قبول عمه، إلا إن مسلم كان متحمساً، وقد أجاب عمه الرافض لذهابه... وبالفعل توجه مسلم برفقة بعض أصدقائه بعد ظهر الجمعة، للالتحاق بالمظاهرات التي انطلقت، وعند الساعة السابعة مساءً وبعد تواتر الأنباء، تلقت عائلة مسلم خبر وفاته بعد تعرضه لرصاصة في الرأس".

واضاف زاير ان "عائلة مسلم هرعت إلى مستشفى الكندي العام لقربه من ساحة المظاهرات واحتمال وجود جثمان مسلم فيه"، مشيرا الى انه "كان مشهداً رهيباً... عشرات العوائل تبحث عن أبنائها، حتى إننا علقنا داخل المستشفى ولم نتمكن من الخروج إلا بصعوبة بعد أن فشلنا في إيجاد جثمان مسلم".

بعد ذلك "تلقينا اتصالاً من أبناء عمومته القريبين من مدينة الطب التي تقع على ضفاف نهر دجلة، وأبلغونا خلاله بأنهم تمكنوا من العثور على جثمان مسلم وهو مهشم الرأس في مدينة الطب، فهرعنا إلى هناك في حدود الساعة العاشرة مساءً".

في تلك الأثناء كان أبو مسلم قد عاد من مقر وحدته العسكرية بعد سماعه نبأ وفاة ابنه، وكان حاضراً في الإجراءات الضرورية في المستشفى لاستخراج شهادة الوفاة وتسلم الجثة وما إليها.

وتابع "تسلمت العائلة الجثمان وعادت به فجر اليوم التالي إلى المنزل تمهيداً لتشييعه ثم نقله إلى مقابر النجف ليدفن هناك".

واكد ان "ابويه كانا يقبلان يديه ورجليه في المغتسل، ولم يخطر على بال أحد أن الجثة ليست لمسلم، حيث كانت لحظات عصيبة، غيب الحزن الشديد فيها لحظة التبصر المفترضة للتأكد من الجثمان بصورة دقيقة، لكن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالوجه والرأس لم تترك لنا فرصة للتعرف على مسلم، ثم إن أجساد المراهقين تتشابه وأغلبهم لا يحملون بطاقة تعريف الهوية".

وبين انه "بعد ذلك، عادت العائلة بجميع أحزانها إلى بغداد عقب إتمام مراسم الدفن، وباشرت بإقامة مجلس العزاء"، لافتا الى ان "استقبال المعزين من أصدقاء وأبناء قبيلة مياح الضخمة التي تنتمي إليها أسرة المراهق الفقيد المفترض استمر في اليومين التاليين".

واكد انه "قبل لحظات من انتهاء مراسم التعزية مساء يوم الأحد، جاء أحد الشباب ليخبرهم بأن مسلم على قيد الحياة وما زال يتلقى العلاج في مدينة الطب".

واضاف فلاح زاير "كانت لحظات لا توصف، وبين مصدقين وغير مصدقين ومندهشين من سماع الخبر هرعنا مسرعين إلى مدينة الطب، ووجدنا مسلم بشحمه ولحمه هناك، بعد أن كان غائباً عن الوعي 3 أيام نتيجة عيار ناري اخترق أذنه واستقر في منطقة قريبة من الفك".

وبين ان "مسلم مازال يتـلقى العلاج في المسـتشفى وبات قادراً على السير والتكلم ببطء، فيما التقت عائلة الضحية الأصلي بعائلة مسلم وعلمت أنهم دفنوه في النجف بعد أن شرحوا لهم أوصافه وأعطوهم الصور التي التقطوها له أثناء مراسم الغسل وقبل الدفن".

كتاب قصص وروايات عامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن