قالت: "أعذرني سيدي، لم أعرفك عن نفسي... أدعى كادي... سيدي هل أنت بخير؟"
و فجأة توقف الوقت لوهلة وأصبحت الدقيقة دهرا، لم يعد يسمع أو يرى شيئًا غيرها. ما الذي أراه؟ هل يمكن لبشرية أن تكون بهذا الجمال؟ بقي ينظر إليها بإهتمام حتى نسي ألمه، فلقد غرق في عينيها و حسن وجهها و لطافتها، في تلك اللحظة قاطعه حارسه
"سيدي، أنت تنزف! لا يجب أن تقف هنا"
إلتفت الأميرإلى حارسه و كأنه كان في غيبوبة و فطن منها، ينظر إليه و يحاول جمع أفكاره و فهم الذي يجري هناك ثم قال " لنعد إلى القصر"
بدأ الناس بالخروج من مخابئهم لمساعدة الجرحى وسط تلك الفوضى، و إنطلق الأمير زين مع موكبه نحو القصر و ترك الفارسة الشجاعة "كادي" وراءه تساعد الناس على إخماد النيران و إنقاذ البعض الآخر من تحت الأنقاذ. كان كل من في المكان ينظرون إليها بدهشة لما فعلته قبل قليل، و
لطافتها و جمالها الفريد من نوعه.في القصر:
دخل الأمير زين لحديقة القصر و كان مغطى بالرماد و الجروح و الحروق، فنادى حارسه الشخصي حكيم القصر لمعالجته، لكن الأمير كان و كأنه لا يبالي بجروحه، و كان غارقا في التفكير في شيء ما جعل عقله غائبا.
أثناء قدوم الحكيم إليه و تفحصه، نادى حارسه و أمره بإحضار "كادي" إلى القصر: "اذهب و أحضر تلك الفارسة"، احتار الحارس و لكنه نفذ أمره فانطلق لإحضارها. بينما دخل الأمير و اتجه إلى جناحه رفقة الحكيم و بعض مساعديه.
دخل والد الأمير زين "الأمير رايك" كان مرتبكًا و خائفًا: "ما الذي حصل؟ لماذا تلقي بنفسك وسط المعركة؟ يجب على الأمير أن لا يخاطر بحياته.. ألم نعلمك ذلك؟"
رد عليه الأمير زين بهدوء شديد و لا مبالات: "و يجب على الأمير الفارس حماية الشعب يا أبي"
أجابه الأمير رايك و هو ينظر إليه بحزن: " أنظر إلى حالك! أنت إبني الوحيد و يتوجب علي تحذيرك، لما يتوجب عليك دائما تحمل مسؤولية ما يحصل في المملكة في حين الملك و إبنه الأمير رافل لا يصدران صوتهما، ليس عليك.." لم يكمل كلامه حتى قاطعه الأمير زين قائلا: " هذا يكفي يا أبي.. لا داعي للقلق، أنا جيد، فقط أصبت ببعض الحروق لا أكثر"
إلتزم الأمير رايك الصمت أمام إبنه و خرج غاضبًا لرأية إبنه بتلك الحال و قرر عدم السكوت فذهب لأخيه الملك لمعاتبته كعادته لكن في كل مرة يعاتبه فيها يزداد كرهه و رغبته في إستلام العرش.في المساء
عاد حارس الأمير زين الذي ذهب لإحضار الفارسة للقصر، و وقف أمام باب جناح سموه طالبا الدخول. دخل أحب البوابين للأمير و بعد بضع ثوان خرج و أشار بيده للحارس بالدخول.
كان الأمير يجلس في مكتبه بآخر الجناح يقرأ كتابا، لكن سرعان ما رفع رأسه و قال: " تفضل يا جيم"
الحارس جيم: " سيدي لقد ذهبت مثلما طلبت مني، و أحضرت الفارسة كادي إلى القصر، إنها تنتظر في حديقة القصر"
إبتسم الأمير زين و قال: " جيد! إذهب أنت الآن لترتاح"
قام الحارس بتحية أميره و خرج من الجناح، و لم يطل الأمير الجلوس في جناحه حتى خرج متجهًا لحديقة القصر.
كانت تقف "كادي" تنظر لجمال تلك الحديقة التي لم ترى مثلها من قبل و التي أغرمت بألوانها و رائحتها، حتى وقف ورائها شخص ما
" أهلا بالفارسة الشجاعة"، إلتفتت لترى الأمير زين يقف خلفها بابتسامته الوسيمة، و شعره الأسود الحريري، و بنيته الرجولية، فقالت: " يشرفني المثول أمامك سيدي، كما أنني لست غير فتاة عادية تحت أمرك، و لا أستحق هذا الثناء منك"
رد عليها الأمير: " بلى، تستحقين ذلك، لقد كنت بارعة حتى أنني أتسائل عن كيفية تمكنك من مهارات سيف بهذا المستوى، كما أنني معجب بتواضعك"
كادي: " هذا لشرف لي سيدي"
الأمير زين: " أنت تتسائلين الآن عن سبب إحضارك إلى هنا. سوف أختصر و أسألك أولا، هل تم ضمك ضمن أحد فرق الجيش؟"
كادي: " لا يا سيدي، لم يحالفني الحظ"
الأمير زين: " من الجيد انني التقيتك إذا! لقد كنت سأخسر أحد الفرسان الأقوياء، لذا سوف تنضمين إلى فرقتي إذا كان هذا مناسب لك"
كانت كادي مسرورة جدا لسماع ذلك فأجابت تلقائيا بنعم: " يشرفني ذلك سيدي، لم أكن أتوقع وصولي لأحد فرق الأمراء، سوف أكون عند حسن ضنك، ولن أخيبك أبدا" كانت تطير من الفرح بعد خيبة أمل لم تدم طويلا
الأمير زين: " لا شك عندي في ذلك" فلقد كان هو الآخر مسرور بإنضمامها لفرقته في الجيش
فجأة بدأ أحد الحراس بالصراخ بعيدا و بالضبط أمام باب القصر" سيدي هل أنت بخير؟ أين كنت؟ لماذا لست على فرسك؟"
خرج الأمير زين ليتفقد الأمر حتى تفاجأ بقدوم....أتمنى أن تكون القصة قد أعجبتكم
لا تنسوا دعمي لكي أستمر في الكتابة
شكرا
أنت تقرأ
رافل
Romanceهل هي نهاية مقدرة أم بداية مسيرة؟ أحداث القصة تدور في عاصمة مملكة أهراس في زمن بعيد و هي مزيج بين الفانتازيا و الحب و المغامرات