سيجارة ..
في فم شاب الوشوم سيجارة يعلو منها دخان .. الدخان اختفى في لحظات كما اختفت ابتسامتي عندما علمت حقيقة جميع من حولي .. الشاب الذي احب , اخي , حبيبي السابق , صديقي العزيز , استاذي المفضل و حتى
رئيس صفي .. اوه و كل ذلك حصل بعد ان دخل شاب السيج...
تقدم جيمين نحوي بهدوء ثم البسني قلادة ، الغريب هو انني لم احاول ابعاده عني ..
"لقد نسيتها عندي في اخر زيارة"
اردف بها قبل ان يذهب . من ملامح اخي جين فهمت انه لم يعرف بأمر انفصالنا بعد فجيمين و اخي صديقان !
"حان وقت عملي !"
قال جين ذلك و هو ينظر لساعة يده . اومأت بهدوء رغم الفضول الذي يجتاحني كل مرة يقول فيها - عملي-.. هو يعمل منذ عام تقريبا لكني لا اعرف ما هي طبيعة عمله حتى الان
نزل بسرعة و قد اخذ معه حقيبة ظهره السوداء .
جلست قرب النافذة اراقبه من اعلى .. شقتنا في الطابق الرابع .. كان واقفا امام عمود الكهرباء تحت المطر ينظر يمينا حتى وصل اليه شاب يقود دراجته النارية . ركب جين خلفه ، صاحب الدراجة كان يرتدي الخوذة فلم اتعرف عليه .
انتبهت اخيرا للقلادة حول رقبتي لانزعها و افتحتا بسرعة ، آمل ان المعتوه جيمين لم يعبث بها ، انها الذكرى الوحيدة من امي
"م ماذا ؟! الاحمق.."
كشرت عن انيابي و انا انظر للنقش داخل غطاء القلادة ، كان باللغة الصينية .. انا لا افهم هذه اللغة كما يفعل جيمين فهو يتعلمها في الجامعة !
بدأت الامطار تتوقف و لم يكن يسمع في الشقة سوى صوت ثرثرة جيني عبر الهاتف مع صديقاتها المزعجات .
حملت مظلتي و خىجت من المنزل ، كنت اتوقع هطول الامطار مجددا ..
"شاب الوشوم .."
همست بشرود اتذكر شكله المثير في الحديقة ، هناكقررت ان اعود لعلي اجده في نفس المكان
"كما توقعت .."
تمتمت و قد فتحت مظلتي لاحمي شاب الوشوم من قطرات المطر الباردة ..
"ابتعدي"
قال بهدوء دون ان يفتح عينيه .. وجدته جالسا في مكانه كما تركته قبلا ..
"أهكذا تشكرني ؟"
"لم اطلب منك فعل ذلك لاشكرك عليه "
اخيرا فتح عينيه ! كانت جميلة و ساحرة كما ظننتها .. شردت في عينيه فقد كانت كالمحيط ..
