17

474 36 16
                                    


سيد ربيع

الفتى ممدد على الأرض بحالة يرثى لها

الكدمات التي على جسده وملابسه الممزقة تدل على أنه تعرض لتعذيب شديد

الغرفة باردة جدا وهو كان لا يرتدي شيئا في الجزء العلوي من جسمه

ركضت نحوه على أمل أن لا أجد الأوان قد فات

ورفعت رأسه.....

حمدا لله...... انه حي

ولكن حالته يرثى لها

ناديته باسمه فصحى من غشيته وهو يتألم ويرتجف ويبكي

يبدو وكأنه في حالة صدمة

أمسكت به وحاولت تهدئته

قلت له: لا باس....لا باس ستكون بخير

هذا أنا..... إلى جانبك...... إهدأ، إهدأ

هدأ قليلا بعد برهة

وبدأ تنفسه ينتظم

نظر الي باكيا وقال: سيد ربيع؟

قلت له: أجل هذا أنا...أنت الان في امان

خلعت سترتي غطيته بها

فقد كان جسده كان باردا للغاية

وليد:كيف ....لم أتيت إلى هنا؟

قلت له: هذا لايهم

لنخرج من هنا

الاسعاف في الطريق

الفتى: سيد ربيع، ولكن أنا........ لا أشعر برجلي

أنا حقيقة لم أكن أقصد أن ينهض ويمشي معي للخارج

فجسده لم يكن في حالة قد تسمح له بالوقوف

ولكنني تفحصت ساقه لمعرفة مالذي يعنيه بأنه لا يشعر بها

وجدت أنها قد تحولت للون الأزرق لشدة العنف الذي تعرضت له

لا أظن أنه سيتمكن من المشي عليها مرة أخرى

صدمت وسككت على أسناني

حتى أن الدموع تسللت لعيني عندما بدأت أتخيل الموقف

مسحت دموعي قبل أن يراها وليد

قلت له: إن رجلك بخير

لا بد أنها خدرة لأنك لم تحركها لفترة طويلة فقط

دعني أحملك للخارج

حملته بين ذراعي بعد أن لففته بسترتي

فأدركت مدى خفة وزنه

وقد بدا صغيرا جدا بين ذراعي

نحالته تلك لم تكن طبيعية أبدا

هذا ليس وزن فتى في الرابعة عشرة من عمره

هل كانوا يطعمونه حتى؟!

غفى وليد وأنا أحمله وتوجهت به لسيارة الإسعاف

الطبيب والصبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن