عاد جونغكوك الى مكتبه الصغير يتصفن في زوايا غرفته ،
لم يرى سوى الكتب المكدسة فوق الرفوف ، تملاها الغبار ، ونافذته الصغيرة العالية ، لم يفتحها منذ زمن ولا يعرف على ماذا تطل ، فنافذة قلبه قد أغلقت منذ الوداع
، يتساءل ما حدث وكيف ، حتى انتهى حديث النفس الى شاطئ هادئ ، يجلس جانبه يستمع الى صوت الأمواج ، يتأمل الأفق في كل تفاصيله ، خيوط الشمس تلامس وجهه الكئيب .
- ليس بالضروري ان تلتقي السماء مع الأرض ، فالحب لا يوجد له حدود مهما كانت الابعاد ، والظاهر انه بعيد عنك
رياح داعبت خصال شعره الناعم ، جلس نامجون بجواره مبتسم ، حافي القدمين ، يحمل التشيللو ، يمرر انامله على اوتاره
- الحياة كالالة اذا لم يكن للعازف احاسيس ، فسيفسد اللحن ، ما بك يا جزنغكوك لما اختفيت كل هذه الفترة
هز جونغكوك برأسه مأهل به بابتسامة قد رسمت بأقلام مزيفة
- نامجون ، انا احتاجك ، احتاج الى قلب يسمعني
- حدثني ، ما بك ؟
ضل جونغكوك صامتا ينظر الى الأعلى بكبرياء ، بدون ان ينطق حتى حرفا واحدا
- حسنا ، اعلم انك من الصعب الإفصاح عن قلبك ولكن ستعود الي يوما ما ، فهذا مكاني ، ان اردت الحديث فكل اذان صاغية ، الى اللقاء
نظر جونغكوك اليه باطراف عينيه متعجبا الى امره، لقد تغير، هل هو نامجون التدذي عرفه منذ سنوات ؟ هل هو نامجون الصديق الذي كان يسانده في حزنه وفرحه ؟ ، أنفاسه قد ازدادت الى بحار الحزن ، يغمض عيناه منتظرا الفجر حتى يلوح ، يكتم كل اوجاعه كي يتقبل الواقع ، يغفو جبرا
- جونغكوك ، جونغكوك
فتح عيناه على شعاع الشمس الساطعة من اطراف الشباك ،غباش يعطل على رؤيته ، كان فوق راسه يحاول ايقاضه وشعره يتطاير على جبينه
- هيا ، استيقظ
- نامجون؟ ماذا افعل هنا ومن الذي اتى بي الى هذا المكان
ابتسم نامجون ساخر ، مسك يد جونغكوك وداعب خصال شعر وكانه يداعب طفله الصغير قائلاً :
- لا تخاف انت في منزلي ، كنت ثمل الليلة الماضية ، على ما اضن
- لا اذكر شيء
نظر نامجون اليه مبتسم كأنه يود قول شيء ما ، يهز براسه متسائل :
- كيم تايهيونغ ، من يكن ؟! لم تنم الليل وانت تهدس بهذا الاسم وهذا الصندوق المحكم بعدة اقفال لم تتركه ولا ثانية
اخبأ جونغكوك الصندوق تحت معطفه الحريري ناكرا أيا من كلامها
- لا اعلم ، كان كابوس
أنت تقرأ
خيانة مقدسة
Akcja- نعم وما الغريب في الامر ؟ لماذا القاتل لا يفهم ان جريمته لا يمكن ان تدفن تحت الرمال وجرمه علامة لا يمكن ان تمحى ، فأيدي القاتل ستبقى ملوثة ، فعندما يصبح الجمال لعنة يصبح الحب لقاء للدموع عند الخسارة ، فيجب على المجرم ان يعرف بانه محاط الان بالموت...