الفصل السادس

139 5 3
                                    

عاد جونغكوك الى مكتبه الصغير يتصفن في زوايا غرفته ،

لم يرى سوى الكتب المكدسة فوق الرفوف ، تملاها الغبار ، ونافذته الصغيرة العالية ، لم يفتحها منذ زمن ولا يعرف على ماذا تطل ، فنافذة قلبه قد أغلقت منذ الوداع

، يتساءل ما حدث وكيف ، حتى انتهى حديث النفس الى شاطئ هادئ ، يجلس جانبه يستمع الى صوت الأمواج ، يتأمل الأفق في كل تفاصيله ، خيوط الشمس تلامس وجهه الكئيب .

- ليس بالضروري ان تلتقي السماء مع الأرض ، فالحب لا يوجد له حدود مهما كانت الابعاد ، والظاهر انه بعيد عنك

رياح داعبت خصال شعره الناعم ، جلس نامجون بجواره مبتسم ، حافي القدمين ، يحمل التشيللو ، يمرر انامله على اوتاره

- الحياة كالالة اذا لم يكن للعازف احاسيس ، فسيفسد اللحن ، ما بك يا جزنغكوك لما اختفيت كل هذه الفترة

هز جونغكوك برأسه مأهل به بابتسامة قد رسمت بأقلام مزيفة

- نامجون ، انا احتاجك ، احتاج الى قلب يسمعني

- حدثني ، ما بك ؟

ضل جونغكوك صامتا ينظر الى الأعلى بكبرياء ، بدون ان ينطق حتى حرفا واحدا

- حسنا ، اعلم انك من الصعب الإفصاح عن قلبك ولكن ستعود الي يوما ما ، فهذا مكاني ، ان اردت الحديث فكل اذان صاغية ، الى اللقاء

نظر جونغكوك اليه باطراف عينيه متعجبا الى امره، لقد تغير، هل هو نامجون التدذي عرفه منذ سنوات ؟ هل هو نامجون الصديق الذي كان يسانده في حزنه وفرحه ؟ ، أنفاسه قد ازدادت الى بحار الحزن ، يغمض عيناه منتظرا الفجر حتى يلوح ، يكتم كل اوجاعه كي يتقبل الواقع ، يغفو جبرا

- جونغكوك ، جونغكوك

فتح عيناه على شعاع الشمس الساطعة من اطراف الشباك ،غباش يعطل على رؤيته ، كان فوق راسه يحاول ايقاضه وشعره يتطاير على جبينه

- هيا ، استيقظ

- نامجون؟ ماذا افعل هنا ومن الذي اتى بي الى هذا المكان

ابتسم نامجون ساخر ، مسك يد جونغكوك وداعب خصال شعر وكانه يداعب طفله الصغير قائلاً :

- لا تخاف انت في منزلي ، كنت ثمل الليلة الماضية ، على ما اضن

- لا اذكر شيء

نظر نامجون اليه مبتسم كأنه يود قول شيء ما ، يهز براسه متسائل :

- كيم تايهيونغ ، من يكن ؟!  لم تنم الليل وانت تهدس بهذا الاسم وهذا الصندوق المحكم بعدة اقفال لم تتركه ولا ثانية

اخبأ جونغكوك الصندوق تحت معطفه الحريري ناكرا أيا من كلامها

   -  لا اعلم ، كان كابوس

خيانة مقدسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن