الروح الصامتة ¥ The Silent Soul

الفصل السادس عشر: مواجهة.

...

بسم الله الرحمن الرحيم

إن أقصر السبل إلى حل المشاكل هو المواجهة والوضوح وقد تكون المواجهة قاسية لكنها أرحم من الهروب وقد يكون الوضوح مؤلمًا لكنه أقل ضررًا من التجاهل. -فرج فودة.

قراءة ممتعة♡

...

*منيرفا:

هدوء وسكون مغري يدفعني للإستمرار في الإسترخاء والإستسلام للنعاس لأغرق في بحر لذة النوم الهانئ وصدى صوت تنفسي المتتابع ببطء يسحبني أكثر فأكثر للغوص في ذلك المحيط الشاسع
كأنه ترنيمة تغنيها أم لابنها الرضيع لينام.

مثل صوت البحر المتناغم الذي تسمعه في أصدافه المقعرة الذي يبعث على الراحة خصوصًا مع ذلك النسيم الناعم الذي يلامس جلدي برقة كالريش، ويدغدغ أوصالي بصوته الرفيع الذي تلازمه نبرات طفولية وذبذبات ملهفة.

تحسه كحبات النمنم المتساقطة في صحن بلوري، وتلك الستائر الزرقاء الفاتحة كلون السماء الصافية فجرًا مع تلك الجدران البيضاء النقية التي لا يتخللها شائبة، يجعلك تشعر أنك في أحد غرف الجنة.

خاصة مع نقوش تلك الفراشات الملونة بزهو التي ترقص بين رسومات الزهور الفواحة، هل مت بعد أن أفلتني ذلك المغفل؟ آااااه ذلك جيد بل رائع، لقد تخلصت من تلك الدنيا الفانية المملة أخيرًا، ظننت أنني سأتعفن في الجحيم من كثرة دعاوي الخير تلك.

التي كانت من قبل المشؤومتين، خالتي بروسلين وباتي الشمطاء مديرة الميتم الذي عشت فيه لخمس سنين، لكن بالطبع لن تقبل دعاوي طيبات القلب مثلهن، هه تلك الساحرتين، بالطبع سيطيران من السعادة عندما يعلمان بأمر موتي.

لكن سعادتي أكبر بتخلصي منكم جميعًا، آاااه لما أنا مستمرة في النوم هكذا؟ سأنهض لأنعم بهذا النعيم الشهي للأبد، ودااااعًا حياتي المقبرة تلك، ودااااعًا ههههه.

...

كانت منيرفا تحاكي نفسها بثمول وغباوة وهي تتأمل الغرفة بعد استيقاظها من سباتها لكنها لم تكن واعية بالكامل بعد، وبعد أن عزمت في قرارة نفسها على النهوض رفعت جزئها العلوي بتكاسل وبطء مع عينان ناعسة نصف مفتوحة.

تزينها نظرات حالمة وابتسامة بلهاء تحتل ثغرها الذي انسحب تورده اللطيف بسبب مرضها ليحل محله بياض مشبع بالشقوق ليتراءى أمامها فور استقامة جزئها العلوي على السرير امرأة شقراء تلبس البياض تعبث في عربة صغيرة أمامها.