مركز الأرض

24 1 0
                                    

      أسبوع مليء بالمرح والمغامرة هنا في مدينة
دهوك، المدينة الواقعة في شمال العراق و المسماة
بمركز الأرض ،هي تحفة فنية أتقن الخالق في
تشكيلها .
    إنتظرت كثيرا لملاقاتها و هاأنا الآن أعد سويعات
رحيلي عنها بكل ألم،غدا إنه اليوم الأخير لنا فيها، أنا
(إيمان) وصديقاتي(سلمى،أمينة وصابرين) اللواتي
بدونهن لكانت ستكون حياتي مملة فهن أجمل هدية وهبني إياها الله سبحانه بعد عائلتي .

      وأنا الآن يا مذكرتي بصحبتهن نتناقش حول أمر غريب ظهر اليوم في صورنا التي التقطناها في المتنزه الطبيعي ذو الطابع الصخري.

لاحظت سلمى بفضل دراستها عن الرموز القديمة في الصورة التي التقطتها صابرين للمتنزه، أن تموضع الصخور على طول الوادي غريب نوعا ما وأن إحدى مجموعات الصخور شكلت رمزاكان يستعمل قديما في طلب النجدة ،مماولد فينا الفضول لاستكشاف المجهول ،فمنذ المساءونحن نبحث عن ماتعنيه الرموز الأخرى"إن عنت شيئا أصلا"،قالت أمينة وهي تقصدني:
-ضعي مذكرتك و هيا أكملي البحث.
-حسنا .
وبينما نحن نكاد نفقد الأمل في إيجادأي مؤشر ،وقع نظرصابرين تحت عنوان أحدالبحوث:"وفي مركزالأرض غرائب"،طلبنا منهاقراءة الموضوع فقالت:
.....ومع منتصف كل شهر قمري تحدث العجائب فمعظم من زاروامنطقة دهوك في ذلك الوقت هم الآن في المشافي يرددون كلمةواحدة :أنقذوني.و يبقى إلى الآن يتلبس القضية الغموض لأنه لم يتجرأ أيا كان على كشف المستور.
-صابرين: مارأيكن؟.
- أمينة: أظنه مجرد كلام فارغ ،قصده إخافة السياح لاغير.
سلمى وبريق يشع في عينيها:
- وأنا لاأشاطرك الرأي ،وهناك إحساس بداخلي يقول أن القصة حقيقة،أممم مارأيكن في الذهاب والإستكشاف ؟؟؟.

    أناعن نفسي خفت قليلا لكنني أردت الخوض في هذه اللعبة، حتى أمينةوصابرين كانتا مترددتين، خصيصا عندماوجدنا حلا للرموز الأخرى التي تقول:  أنقذوا الروح المظلومة.لكن أقنعناهما بسبب الفضول الذي أعمى فينا التفكير الصحيح ،فذهبنا إلى ذلك المكان فهي فرصتنا الوحيدة فاليوم منتصف الشهر.
  وصلنا والخوف المسيطرالأول على الوضع لكن لامجال للتراجع فنحن الآن في قلب المكان ،صفير الرياح والصوت البعيد للكلاب الضالة يكاد يفقدني عقلي ،شتمت نفسي لموافقتها سلمى و تشجيعها الأخريات و أحسست أن شيئا مخيفا سيحصل،قالت أمينة لسلمى التي تتفحص الصخور باحثةعن شيء:

-هيا لنعود أرجوكم لا أستطيع تحمل المزيد ساعتين من الصبركثيرةعلينا، أيضاأشفقا لحال صابرين فهي يكادأن يغمى عليها ،لايهمني رأيكمافنحن عائدتان.
  طلبت منها الإنتظار لكن لم تصغي إلي هناقالت سلمى صارخة:
- قفا مكانكما.
تعجبت منها و قلت :
- ماذا تقولين،إن أردت البقاء فابق لوحدك فأنا ذاهبة معهما.
سلمى:
- إن خطت إحداكن خطوةسقطت في الجحيم .
أمينة غير آبهة بقولها:
- أنا لا أصدق تفاهاتك.
ما إن خطت خطوة انشق الوادي أسفلها وأسقطها في براكين كالجحيم ،ذهلت مماحصل و لم أحس بنفسي إلا وأنا أشدبصابرين التي أغمي عليها وأصرخ:
- أمييييينة،ثم توجهت لسلمى أضربها لكنها أمسكت يدي وضغطت عليهابقوة لم أحس بمثلهامن قبل:
- أين هي أمينة ياأيتها اللعينة ،ماأنت!!!!
ابتسمت بخبث وقالت:
- أشكرك لأنك قدمت لي روحا طيبة تحييني قرونا أخرى وسأسلب روحك و روح صابرين بعدها، وستبقى سلمى الضحية المجنونة لهذا الشهر ولن تتذكر إلا "أنقذوني"،فأنا هي الروح الظالمة التي تبقى خالدة بقتل أرواح نقية مثل أرواحكم يا لغبائكم !!  .
لم أصدق مايجري، فصابرين أتت من خلفي وضربت رأس سلمى وأمسكتني وهربنا تحت صياح سلمى وترجيها بالإنتظار، قلبي تحطم من أجلها ماذنبها إذ تلبستها تلك الروح لكن لانستطيع المخاطرة فربما تكون الروح تستدرجنا.
إلى حد الساعةأمينة لم يجدوا لهاأثر و سلمى في المشفى تردد "أنقذوها" و أنا وصابرين نعالج من أجل تخطي صدمة التجربة التي في الأخير أتت بثمار وهي كشف لغز مجانين دهوك "مركز الأرض".

مجموعة قصصية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن