الفصل الأول :-
رؤى :-إلى أین ذهبت ؟ أنا أتحدث إلیك منذ مدة ولكنك لم تلتفت إل َّ ي البتة
استفاقت رؤى:- من ذكریاتها البعیدة على صوت صدیقتها ولاء التي كانت تجلس معها في بیتها، إنهما صدیقتان منذ أن كانتا معًا في المدرسة الثانویة ، وصداقتهما لم تتأثر حتى بعد أن تزوجت ولاء وأصبح لها بیتها وزوجها وقریبًا طفلها أیضًا وعلى الرغم من انشغالها بذلك، ظلت محتفظة بجمالها ونضارة بشرتها الخمریة وبجمال شعرها البني الغامق القصیر، الذي یغطي رقبتها، والمتناسق بشدة مع عینیها البنیتین الواسعتین ، و ظلت هي و رؤى تحافظان على اللقاء بینهما في كل حینٍ وآخر،ومع أن الاختلاف كان كبیرًا بینهما في الشكل والطبع إلا أنهما كانتا كالأقطاب المختلفة التي تتجاذب إلي بعضها البعض، فكانت ولاء متحمسة دائمًا ،سریعة الانفعال ،خفیفة الظل ، لا یفارق المزاح روحها ، بینما رؤى بشعرها الأسود الطویل، وبشرتها البیضاء ،و عیونها ذات اللون الأزرق النادر التي تعكس دائمًا برائتها وقوتها في نفس الوقت، وكانت هادئة جدًا حتى في المواقف الصعبة ،وهذا ما تتعجب منه ولاء بشدة ، ولذلك كانت رؤى هادئة وهي ترد علیها مع أنها بدأت تتوتر بسبب الذكریات التي قامت ولاء بإحیائها وهي تقول :-
_أنا آسفة یا ولاء فلم انتبه إلیكِ ، لقد شردت قلیلًا ، قلتي أنكِ قابلت أحد زملائنا القدامى … فمن هو ؟_ أدهم فؤاد مُعِیدُنَا في الجامعة
قالت ولاء ذلك وهي تعلم أنه لم یكن الأمر هكذا فقط بالنسبة لرؤى ،وتعمدت أن تهمل الصفة الأهم التي كانت تمیز أدهم عند رؤى ،و فضلت أن تنتظر لترى إذا كانت هي ستذكرها أم لا،
وكانت رؤى تتذكره بالطبع ،وكیف لها أن تنساه ، لكنها لم تستوعب أنه هو (أدهم)الذي تعرف ،فهي لم تتخیل أنها ستسمع هذا الاسم مرة ثانیة ، خاصة بعد مرور ما یقارب خمس سنوات .
_ ولكن تعالي هنا واخبریني كیف قابلتیه ؟
ابتسمت ولاء فهي تعلم أن صدیقتها لا ترید أن تتحدث في أي شىء یخص أدهم حتى لو كان بصورة غیر مباشرة ، ولكن عیناها البریئتان تفضحان ما ترید أن تخفیه عن ولاء ، ولكن ولاء أرادت مراعاة مشاعر رؤى لذا لم تتطرق إلى اهذا الموضوع القدیم إلا إذا أحست أَّ ن رؤى ترید ذلك فقالت لها بعد أن أخفت ابتسامتها حتى لا تلاحظها رؤى وتغضب علیها :
_ أنت تعرفین أن هاني زوجى یعمل فى السیاحة ،وأنه یدیر شركة والده الذي أراد أن یبتعد عن العمل، ویترك كل شىء لهاني ، ودون الدخول فى تفاصیل كثیرة استعان هاني بمكتب محاسبة جدید للشركة، وكان صاحب هذا المكتب ومدیره هو أدهم، وقد قابلت أدهم فى عشاء العمل الذي أقامه زوجي للتعرف على أدهم و التحدث معه في تفاصیل العمل ،ولن أحدثك طبعًا عن دهشتي حینما
رأیت أدهم) وعلمت أنه هو الرجل الذي سیعمل معه هاني ، والدهشة التي أصابت هاني وأدهم لم تكن أقل من دهشتي ،وقد أردف أدهم قائلًا:- الدنیا صغیرة جدًا ؛ ثم جلسنا وتحدثنا في أمور كثیرة واتفق هاني وأدهم على أمور العمل بینهم أخیرًا ، وانصرف بعد أن دعاهم هاني إلى حفلة عید زواجنا
دعاهما ! من هما ؟
_.. ألم أقل لكي ، أدهم أن معه صدیقة أحمد الذي یعمل معه أیضًا

أنت تقرأ
متاهة قلوب
Romanceالتقته بعد سنوات من الفراق الحزين، كرهته وكرهت كل ما يذكرها به، يتعمد دوما إذلالها وتذميرها بغلطة ارتكبها قلبها بلحظة ضعف،فهل تغفر له؟ هل يظل قلبها علي كرهه؟ أم يتذكر عشقا لا يُمحى.