الفصل الخامس عشر

998 27 0
                                    

*************************

جلست (رؤى) بكل هدوء فى مطعم الفندق تحتسى فنجان من القهوه بعد ان انهت افطارها، الساعه الان الثانية عشروالنصف ظهرا و(أدهم) لم يأت بعد ،هذا افضل لها كانت تريد ان تنهى افطارها قبل ان يأتى ، فهى لن تجلس معه لتناول الافطار سويا كما قال وتنصاع لأوامره ناسيه كل شىء وكأنهما عاشقان فى شهر عسلهما بالفعل .
هاهو اتى اخيرا واراح عيناها من الدوران تجاه باب المطعم كلما دخل احد ،تراه يدخل المطعم وعيناه تدوران فى كل مكان بحثا عنها امسكت بالمجله التى احضرتها معها سريعا لتدفن وجهها بها، لم تكن ترى السطور ولا الكلمات حالة الترقب التى كانت تجلس بها منتظره قدومه منعتها من ذلك ، قلبها ينبض بسرعه جنونيه ،لماذا يحدث كل هذا معها لماذا لا تمحا صورته من قلبها وتنتهى من هذا العذاب بكل سهوله ، وفجأه وجدت المجله التى بيدها تقلب رأسا على عقب و(أدهم) يقول بتهكم :
_ ارى ان قدراتك الخاصه تطورت ياعزيزتى واصبحت تقراين بالمقلوب .
ضغطت على شفتيها غيظا ، وارتشفت قليلا من قهوتها ثم قالت :
_ كثرة التواجد معك تصنع المعجزات .
ابتسم ساخرا وهو يجلس قبالتها ، ثم قال بهدوء :
_ ارى انك انهيت افطارك ، متى استيقظت ؟
اجابت ببرود :
_ فى وقت من الاوقات .
نظر اليها بطرف عينيه وهو يشير الى النادل ، وبعد ان طلب ما يريد قال لها بهدوء حازم :
_ (رؤى) الن ننتهى من هذا ابدا.
_ نعم... سننتهى منه .... عندما تتركنى وشأنى .
_ هل يمكنك على الاقل التحدث معى قد ترتاحى من هذا الغضب بداخلك عندما تفرغيه بوجهى .
_ وهل تحدثت انت معى فى السابق ،لا تطلب منى ما لم تتمكن انت من فعله يا (أدهم) .
قال بكبرياء وعيناه مركزتان على عينيها :
_ هل يرضيك ان اعترف لك اننى اخطأت فى ذلك .
لا تعرف لما ثارت فجأه عندما قال ما قال وبدا ذلك عليها وهى تقول :
_ لا يا(أدهم).. لن يرضينى انك اضعت خمس سنوات من حياتى فى محاولة نسيانك ولن يرضينى الطريقه التى جعلتنى اتزوجك بها والكارثه الكبرى ان سبب كل هذا لن يرضى حتى طفل صغير .
اندفعت خارجه من المطعم ، وتوجهت على الفور الى المصعد الذى يؤدى الى غرفتها وذلك قبل ان يلحق بها (أدهم) .
سلكت طريقها الى غرفتها بخطوات غاضبه، ثم سمعت من ينادى عليها لم يكن هذا (أدهم) ،التفتت لتجد انها (عايدا) ، لقد نسيت كل شىء عن هذه العائله حتى (نسرين) ، هى حتى لم تتوقع ان تتكلم معها (عايدا) مره اخرى بعد ان صفعت اختها ولكنها توقفت وابتسمت اليها ابتسامه متوتره فغضبها من (أدهم) مازالت ناره تحرقها ،وجدت ان(عايدا) هى الاخرى تقترب مبتسمه حتى اصبحت امامها مباشرة وقالت بهدوء :
_ هل يمكننا ان نجلس فى مكان ونتحدث ؟
_ طبعا يا(عايدا) ....... طبعا .
اخذتها (عايدا) الى اسواق بيروت اشهرمنطقه ببيروت والتى تحتوى على اكثر من 200متجر للتسوق وذلك بعد ان احضرت (رؤى) حقيبة يدها من غرفتها ،وجلستا فى احدى الكافتريات المنتشره به، المنطقه كلها تثير الراحه و البهجه بمحلاتها التجاريه التى تعرض منتجات رائعه بكل الالوان الخلابه التى تصر النظر وتخلب لب السائحين هذا بالاضافه الى وجه عايدا البشوش الباسم وبعد ان جلستا وطلبتا ماتريدان من النادل بادرتها عايدا قائله :
_ انا سأتحدث معك بصراحه ووضوح ، لن ادعى ان ما حدث بينك وبين (نسرين) لم يضايقنى ولكننى .........
ثم صمتت قليلا وبدا كأنها شردت ثم اكملت وعيناها تنظران بعيدا :
_ ولكننى كنت اتوقعه منذ ان علمت بزواج (أدهم) ، كنت اتوقع ثوره شديده وعدم استسلام من اختى وايضا لم اتخيل ان زوجته لن ترد على هذه الثوره ........
ثم نظرت الى (رؤى) قالت وفى عينيها رجاء :
_ ولكننى عندما تعرفت عليك املت فى ان تتفهمى ذلك ............
بدا ل(رؤى) ان (عايدا) لم تجد ما تكمل به جملتها لذلك بترتها واطرقت برأسها قليلا ، اشفقت عليها (رؤى) من افعال اختها ، وقالت لها بصوت حانى :
_ (عايدا) انا اسفه للغايه لما حدث بينى وبين (نسرين) ، لم اكن اريد لهاذا ان يحدث خاصة وان لها اخت رائعه مثلك ولكن كما قلتى لم يكن بأمكانى ان اصبر على افعالها ولكننى سأعدك بان احاول ذلك .
وابتسمت ابتسامه اشرق لها وجه (عايدا) .
عادت (رؤى) و(عايدا) الى الفندق- بعد قضاء اغلب النهار فى التسوق والتنزهه بين الشوارع - فى انسجام تام وبداية صداقه جديده سعد كل منهما بها ، ودعت (عايدا) (رؤى) الى رحلة سافارى اشترك بها (كريم) ابنها ،والخبر الجيد الذى استراحت له (رؤى) كثيرا ان (نسرين) لن تأتى الى هذه الرحله فهى تخشى على نفسها وعلى زينتها اكثر بكثير من ان تترك نفسها لتستمتع برحله كهذه وسط جبال البحر الاحمر الرائعه، ولكن كان فى انتظار(رؤى) الاسوأ وهو زوجها العزيز بالطبع ،وبالفعل كان يجلس مع (ماهر) و(كريم) فى صالة استقبال الفندق عندما وصلت هى و(عايدا) فى حوالى الخامسه والنصف، استقبلها وعلى شفتيه ابتسامه وفى عينيه غضب عارم لم تبالى به بل وجهت ابتسامه جذابه للجميع وقبل ان تجلس امسكها (أدهم) من مرفقها قائلا بهدوء :
_ ارجو ان تكونى استمتعت بيومك .
وبعد ان حيا الجميع همس فى اذنها وهو يجذبها عندما لاحظ منها مقاومه :
_ تعالى .... انا لن اكلك .
اشفقت (رؤى) بالفعل على هذا الباب المسكين الذى بفرغ (أدهم) فيه جام غضبه عندما اغلقه خلفه بقوه وهو يدخل بها الى غرفتهما ، كانت تعلم انه غاضب لأنه لم يكن يعلم اين هى طوال اليوم هذا بالاضافه الى هاتفها المغلق منذ الصباح وبالفعل قال لها والسخريه تمتزج بالغضب فى كلماته :
_ هل لسعادتك ان تتكرمى وتتعطفى اخيرا وتخبرينى اين كنت طوال اليوم .
قالت محاوله ان تبدو هادئه ولا تتأثر بغضبه :
_ كنت اتسوق ....الا ترى هذه المشتروات التى احملها .
_ نعم ... لا يمكنك تخيلى مدى سعادتى عندما اخبرنى (ماهر) انك مع زوجته والتى حدثته هاتفيا لتخبره انها ستتناول طعام الغداء بالخارج مع جنابك .
_ حسنا ... لقد علمت ... لا يهم كيف ولكنك علمت .
اقترب منها ببطء وقبض بيد قويه جامده على زراعها لا تقارن باليد الحانيه التى حاولت ان تضمها بالامس ، هكذا فكرت عندما شعرت بيده تؤلمها ، بينما قال هو بصرامه وغضب :
_ كررى ما فعلت اليوم مره ثانيه وانا اؤكد لك انك ستواجهى رد فعل لن تعجبى به ابدا.
لم تحاول ان تفلت زراعها من يده القاسيه بل قالت ببرود لا يظهر الم زراعها ويخفى الام قلبها وهى تنظر اليه بنفس القوه التى ينظر بها اليها :
_ انا لا افهم ما العيب فى التسوق .
افلت زراعها وابتعد قليلا قائلا بحزم ومازال الغضب يستعر بداخله :
_ عيبه اننى لم اكن اعلم به .
دلكت بيدها مكان اصابعه التى تركت علامه واضحه على زراعها وقالت بهدوء ساخر :
_ هذا فقط ... حسنا فى المره القادمه سأعلمك .
وادارت له ظهرها ،اغمضت عينيها على عذابها المرير، كم من المعذب ان تكون مدركه تماما انها تجرح احب انسان الى قلبها ، شعرت به وهو يقترب منها حتى اصبح خلفها تماما ، رفع يده محاولا وضعها على زراعها التى تؤلمها بسببه ولكنه وجد ان يده ترتجف من مجرد فكرة لمسها ، مررها فى شعره عوضا عن ذلك ، واستدار هو الاخر مديرا ظهره لها ، وشعر بها تتحرك وتشرع فى ترتيب الاغراض التى اشترتها ، حاول انيهدىء من اعصابه الثائره عليه ان يصبر كثيرا على افعالها فعلى اى حال هو السبب فى كل هذا وهو ايضا من عليه اصلاح ما تسبب به ، اطلق تنهيده حاره لا تقارن بما يجيش به صدره، استدار اليها فوجدها تغلق خزانة الملابس وتستدير هى الاخرى ابتسم لها فابتسمت هى الاخرى مما اراحه كثيرا يكفيه فقط التطلع الى هذه الابتسامه لينسى العالم كله ، لم يكن يعلم ان هذه البسمه انطلقت اليه تلقائيا بدون اراده من صاحبتها ،ورأته (رؤى) يأتى نحوها ووقف قبالتها تماما ابعد خصلات شعرها عن كتفيها واراح يده على زراعها قائلا :
_ هل زراعك تؤلمك ؟
لماذا هو رائع وحانى هكذا ،هذا صعب عليها كثيرا لم تتمكن من النطق فاستطرد هو قائلا:
_ من فضلك يا (رؤى) لا تتغيبى بهذا الشكل مره اخرى دون ان تعليمينى بمكانك لان هذا كفيل بقتلى .
كانت تعلم ذلك ،كانت تعلم ان كل هذا الغضب نتيجه لقلقه وخوفه عليها ، فهو ابدا لم يكن متحكم او مستبد ولكنه كان يخاف عليها كثيرا حتى من نفسه ، ولذلك لم تتمكن من النطق بأى كلمه حتى الكلمات القاسيه التى يمكنها قولها لا تريد ان تخرج وحبها ليس افضل حالا فهو ايضا يأبى الخروج والطفو على السطح ،كان هو ينظر اليها ولمست اصابعه وجنتها الحمراء الساخنه ممازحا اياها قائلا :
_ هل افهم من صمتك هذا انك ستكونى سعيده بموتى قلقا عليك .
_ (أدهم) لا..... .......
اندفعت الكلمات منها مع نبرة الزعر فى صوتها كما اندفعت يدها الى شفتيه لتمنعهما من الاسترسال وقبل ان تدرك ما فعلت كان قد امسك يدها قائلا وهو يضحك و يقرب وجهه من وجهها محاولا قدر الامكان التحكم بمشاعره حتى لا يفعل ما يريد ،كما وعدها :
_ لا تخافى يا حبيبتى اعلم انك لن تتمكنى من العيش بدونى .
انهى كلامه طابعا قبله رقيقه فى كفها الناعمه والتى سحبتها سريعا وتجاوزت (أدهم) حتى تدارى احمرار وجنتيها اثر لمسته وقالت بأضطراب طفيف نجحت نوعا ما فى السيطره عليه :
_ (عايدا) دعتنا الى رحلة سافارى اشترك بها (كريم) ... من المؤكد ان (كريم) اخبرك .... انا اخبرتها اننى ارحب بالذهاب معهم .
ابتسم (أدهم) لتهربها من مغازلته لها ومن مشاعرها ايضا وعلم انه بدأ يجد طريقا مزدهرا الى قلبها مره اخرى ، وضع يديه فى جيب سرواله وقال بهدوء واثق :
_ كنت اعلم انك ستحبى ذلك فأخبرت (كريم) اننا اتيان معهم .
التفتت اليه وقالت متعجبه :
_ وكيف علمت اننى سأحب ذلك ؟
هز كتفيه وقال ببساطه :
_ علمت .... فقط ... بدون كيف .
ثم اطرق وبدا كأنه انهى جملته ثم عاد ونظر اليها واخرج احدى يديه من جيبه واشار بها اليها قائلا بجديه شديده وكأن الامر خطير:
_ انت مدعوه اليوم على العشاء ..... ولا يوجد اى عذر يجعلك تتنصلى من هذه الدعوه .
تسائلت بتعجب بالغ لطريقته :
_ انا .. ومن الذى يدعونى ؟
واعاد يده الى جيبه وقال باسما بخفوت وهو يعاود الاقتراب منها :
_ انا.
_ انت !!!
_ نعم ...انا ....
ثم اضاف بنعومه :
_ هل تمانعين ؟
تعلثمت قائله :
_ لا ... ولكن .....
قاطعها قائلا برقه :
_ هل تريدين ان ادعو معك جيش اخر من المدعوين .
تطلعت اليه متسائله فقال باسما :
_ حتى لا تخافى من التواجد معى بمفردك .
لم يكن فى وسعها سوى ان تبتسم وتأوهت بداخلها كم تحبه ، ولكنها مازالت خائفه من منحه ثقتها مره اخرى، هل ستتمكن فى يوم من نسيان كل ماحدث... لا تعلم ، وعندما شاهد ترددها قال بهدوء :
_ يمكننا تأجيل هذه الدعوه ليوم اخر ونكتفى اليوم بمشاهدة العرض الجديد الذى سيقدم فى ملهى الفندق .
اندفعت قائله :
_ نعم هذا افضل .
لاحظت غيوم الحزن التى علت وجهه عقب جملتها ، ولكن سرعان ما اختفى كل هذا وقال محاولا اغتصاب ابتسامه مرحه :
_ حسنا … انا ايضا تسوقت وابتعت هذا .
وتوجه الى خزانة ملابسه واخرج منها علبه كبيره وضعها فوق الفراش وقال ل(رؤى) :
_ هيا … افتحيها .
كان بها فستان جميل للغايه ابيض اللون ضيق عند الخصر وينتشر عليه التطريز الفضى البراق ويقل هذا التطريز الى اسفل الفستان حتى يبدو وكأنه كما النجوم الصغيره التى تخطف الابصار، امسكت الفستان بين يديها وقالت بأنبهار :
_ انه رائع للغايه ....
ثم اضافت ضاحكه :
_ هل هو لك .......
ضحك قائلا :
_ فى الواقع لم اجد منه ما يناسب قوامى ... ففضلت احضاره لك والاكتفاء برؤيته عليك فقط .
ثم اضاف وهو ينظر فى اعماق عينيها الرائعتان :
_ عندما رأيته تخيلتك على الفور وانت ترتدينه ، كما اننى اعلم ان اللون الابيض هو لونك المفضل فلم اتردد فى شرائه .
تاثرت (رؤى) للغايه لأنه مازال متذكر لونها المفضل ، وقالت عندما رات قياس الفستان :
_ ومازلت تذكر قياسى ايضا .
_ لا يمكننى ان انسى اى شىء يخصك يا حبيبتى .
شعرت فجأه كأنها استفاقت من حلم صغير وانبت نفسها على انغماسها فيه،فأستقامت وجمدت ملامحها فجأه وقالت ببرود :
_ يبدو ان كل منا يتمتع بذاكره قويه فانا ايضا اجد صعوبه كبيره فى النسيان .
فهم ماتشير اليه ووجدها تبتعد متوجهه الى الحمام لتبدأبأرتداء ملابسها استعدادا للتوجه الى ملهى الفندق .
شعرت ان عيناه تريد ان تأخذها بعيدا لتعبر لها عن كل ما بداخله من حب ، راودها هذا الشعور عندما احتوتها زراعاه وهما يرقصان على النغمات الناعمه فى ملهى الفندق من نفس الليله على الرغم من انها تمنعت اكثر من مره وحاولت التهرب من محاولاته المستمره لمراقصتها ولكنه فى النهايه تمكن من الحصول على موافقتها بالتحايل على ردودها فذكائه كان يمكنه من فعل ذلك بكل سهوله ويسر، كانت الان تشعر بكل خلجه من خلجاته تعبر عن شىء, كل حركه تصدر عنه كان لها معنى خاص ، شعرت انه يقربها منه اكثر ويزيد من ضمها اليه لم تقاومه كانت هى الاخرى تريد ان تشعر به وتلمس الامان الذى لا تشعر به مع سواه ولكنها كانت تظهر البرود بين زراعيه حتى لا يشعر بمشاعرها هذه وقد نجحت فى ذلك الى حد كبير جدا، كم تريد ان تنسى كل شىء وتبدأ معه من جديد ولكنها تحتاج الى وقت اكبر ولكن كيف يتوفر لها هذا الوقت وهو دائما قربها يبثها حبه ويحاصرها هكذا، لا لن تتمكن ابدا من ذلك لابد ان تبتعد عنه فتره تستعيد صفاءها شعرت به يبعدها عنه قليلا ويهمس لها قائلا :
_ هل اخبرتك من قبل كم ان قصة شعرك هذه جميله ؟
_ لا ..لم تخبرنى .
_ حسنا .... انها جميله للغايه .
قالت بطريقه عاديه حاولت ان تودعها اكبر قدر من الامبالاه :
_ لم اظن انك لاحظتها فهى تختلف قليلا عما كانت عليه ايام كنت فى الجامعه.
_ فى الواقع لقد لاحظتها منذ ان رأيتك فى حفل (ولاء) .
وضع يده فى شعرها وتأملها مضيفا :
_ انها تعجبنى للغايه ........
ثم اضاف بحب جارف :
_ عندما رأيتك فى حفل (ولاء) لاحظت على الفور انك غيرت من طريقة تصفيف شعرك ،وما قادنى للجنون غير نظرات (ايمن) لك بالطبع يقينى بانك ستظلى تسلبى عقلى كما سلبتى منى قلبى منذ ان رايتك اول مره .
ارادت ان تلقى اليه برد لازع عندما اتى على ذكر(ايمن) ولكن فجأه انطلق رنين هاتفه الجوال مما افزع (رؤى) وشعر هو بأنتفاضتها الطفيفه بين يديه فأبتسم قائلا وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله :
_ اعذرينى ياحبيبتى علي ان اتلقى هذا الاتصال ، يمكنك العوده الى مائدتنا لحين انتهى منه .
وبالفعل عادت الى المائده وهى تحاول جاهده ان تبعد عن خيالها صورة (ايمن) وهو يلقى الدبله بوجهها وفى عينيه كل الالم والكره، وبعد فتره ليست طويله جائها النادل يحمل عصير مانجو قائلا :
_ سيدتى لقد طلب منى الاستاذ (أدهم) ان ارسل لك هذا حالما تنتظريه .
ابتسمت بتهالك وشكرته وبدأت فى ارتشاف العصير المنعش حالما يعود (أدهم) لتعطيه نصيبه من غضب ذكرياتها .
انهى (أدهم) اتصاله الذى اتاه من مكتبه المسئول عن حسابات مشروعات (ماهر) فى بيروت ثم عاود الاتصال بمكتبه فى القاهره وقبل ان يشرع فى ذلك وجد من يربت على كتفه فالتفت ليجدها (نسرين) تفاجأ بوجودها بينما قالت هى بتمايل ودلال :
_ ماذا تفعل هنا .
ثم اضافت بنبره ذات معنى :
_ ولماذا انت بمفردك !!
نظر اليها من رأسها حتى اخمص قدميها ،كانت ترتدى ملابس تفضح اكثر مما تخفى ،ابتسم ساخرا ، من الواضح انها لن تستسلم ابدا ، ويبدو انها فهمت ابتسامته هذه بالطريقه التى ترضيها اذ قالت بنعومه ودلال :
_ انا ارحب جدا بأن انضم اليك ...
ثم اضافت بنبره هازئه :
_ فيبدو ان زوجتك تلك ..........
انقض عليها ممسكا بها من عضدها وهو يقول :
_ (نسرين) اذا تعرضتى ل(رؤى) مره اخرى بالفعل او بالكلام او حتى بالنظرات، فسأضعك فى اقرب طائره متوجهه الى القاهره ، وصدقينى انا قادر على فعل ذلك ولن يمنعنى اى احد .... هل تفهمى ذلك .. اى احد .
نظرت اليه بقسوه وحده ثم اندفعت الى داخل الملهى ، ولم يبالى هو بها وقام بأجراء المحادثه التى كان ينوى القيام بها قبل ان تقتحمه (نسرين) ثم توجه الى الملهى كان الصخب عند حلبة الرقص عالى للغايه وتوجه(أدهم) الى المائده التى من المفترض ان تجلس بها (رؤى) ولكنه لم يجدها وبلمحه خاطفه نظر تجاه حلبة الرقص ولكنه ما لبث ان اعاد النظر اليها مره اخرى متفاجاا بوجود (رؤى) ترقص مع شخص لا يعرفه ، تسائل ماالذى تسعى اليه .... توجه الى حلبة الرقص وازداد غضبه عندما سمع ضحكة زوجته العاليه وتمايلها الرقيع بين زراعي هذا الشاب،وطبعا اعترض رقصتهما ودفع الشاب بعنف قائلا بغضب :
_ ماذا يحدث هنا... ابتعد عنها... هيا يا رؤى .
ابتعد الشاب من عنف دفعه ادهم واقترب مره اخرى ليتشاجر معه ولكن ادهم كان ممسكا بزراع رؤىالتى كانت لاتزال تتمايل مع الموسيقى وامسك بتلابيب الشاب بيده الاخرى قائلابغضب:
–انها زوجتى ابتعد افضل لك.
وجدت (رؤى) نفسها بين زراعى (أدهم) الذى تفاجأ عندما وجدها تقول وهى تتمايل بين يديه :
_ لماذا انت متجهم هكذا ... هيا راقصنى .
قال (أدهم) بزهول عندما سمع طريقتها المائعه فى الكلام :
_ (رؤى) هل انت ثمله ؟
اطلقت ضحكه عاليه للغايه وقالت :
_ لقد شربت عصير المانجو الذى ارسلته لى ... لقد كان رائعا جدا .
ثم ابتعدت عنه ودارت عائده اليه بطول زراعه وزراعها ثم ابتعدت مره اخرى و دارت حول نفسها ولكنه جذبها اليه حتى لا تقع فى النهايه بسسب تطوحها الواضح فأطلقت ضحكه عاليه اقل ما يقال عنها انها خليعه وهى تميل الى الخلف مستنده على زراعه حتى لا تقع من تأثير الخمر والضحك فقال لها (أدهم) بقوه :
_ انا لم ارسل لك عصير مانجو ، ثم من فضلك لا تضحكى هكذا .
_ لماذا .. هذا الشاب ... أ.. لا اذكر اسمه .... ولكن لا يهم ...المهم انه اخبرنى ان ضحكتى رائعه .
_ لا بد ان تكون رائعه بالنسبه له ، هيا يجب ان نعود الى غرفتنا وانت فى مثل هذه الحاله .
ظلت متشبثه به وقربت وجهها منه اكثر حتى اصبحت المسافه بين وجهيهما لا تتعدى عرض الاصبع الواحد قائله :
_ وما بها حالتى .. انا اريد ان ارقص اكثر .
_ لا هيا بنا.. سوف ترقصى فيما بعد .
ظلت معلقه احدى زراعيها على رقبته وبيدها الاخرى كانت تفك له زرار قميصه الاول وقالت بجرأه ودلال اكثر :
_ اشتقت اليك كثيراااا...
_ هيا ... هيا .
_ الى اين ؟
كانت هذه (نسرين) فكر (أدهم) بداخله ان هذه الفتاه دائما تهبط عليهم كالكارثه وتواجدها الان لا يريحه على الاطلاق ، نفض عنه افكاره هذه وقال وهو يتحرك :
_ (نسرين) لا وقت لنا لك الان ابتعدى .
_ لماذا لأن زوجتك ثمله .
اضائت الفكره فى عقله على الفور وقال لها والشرر يتطاير من عينيه :
_ انت التى ارسلت لها هذا العصير .. اضفت اليه خمرا يا(نسرين) .
ضحكت قائله :
_ هذا اقل واجب افعله معها ، ومع ذلك مازال يوجد دين علي لها لم اوفه بعد .
وقبل ان يستوعب (أدهم) ماذا تقصد اوماذا تريد ان تفعل كانت قد جذبت (رؤى)- التى لم تكن تشعر بالحديث الدائر بينهما وكانت منشغله بدندنة اغنيه بصوت عالى- من بين زراعيه ولكن قبل ان تصفها كما كانت تريد امسك ادهم بيدها المتعلقه فى الهواء قبل ان تهوى على وجهه رؤى ولوى زراعها بيده الحره مديرا اياها فاصبح ظهرها له وقال لها بغضب وعنف:
_ انا اسف للغايه لأنى قلت لك لو تعرضتى لزوجتى مره اخرى سأضعك فى الطائره ، كان على ان اقول لواحده مثلك اننى سألقى بك فى اقرب سلة مهملات.
ثم تركها بعنف كادت ان تقع معه ولكنها تمالكت نفسها فى اللحظه الاخيره وانطلقت هاربه من امامه ، بينما حمل (أدهم) (رؤى) بين زراعيه وعاد بها الى غرفتهما واقسم ان يجعل (نسرين) تدفع ثمن ذلك.
عادا الى غرفتهما وهى مازالت تغنى وليس ذلك فقط بل وتغازله ايضاكان زهوله من افعالها يضاهى اشتياقه لها؛ بعد ان وضعها على الفراش ظلت متعلقه برقبته قائله بهيام من فعل الكحول:
–حبيبى اريدك بجوارى.
–رؤى انت لست بوعيك الان.
–لا انا واعيه تماما واشتقت اليك كثيراا وتعبت من بعدى عنك.
–ياالهى.. رؤى ارجوك انا لست حمل نبره صوتك هذه.
–ادهم حبيبى الم تشتاق الى ارى ذلك بوضوح فى عينيك.
اخذها بين زراعيه دافنا وجهه فى ثنايا رقبتها وشعرها الحريرى هامسا بشوق ولوعه:
–وهل تسالين طبعا اشتقت اليك وقلبى ينزف كل يوم من غضبك منى وابتعادك عنى.
–لا اريد ان اظل بعيده عنك بعد الان.
لثم رقبتها بشوق وابتعد ناظرا اليها عندما تستيقظى فى الصباح وتعودى لوعيك لن يكون هذا رايك ابدا .
نظره عيناها فقط مع نطقها اسمه من بين شفتيها الحبيبتان افقداه كل ممانعه فهى زوجته الحبيبه الصغيره؛ احتضن شفتاها بين شفتيه بشوق وشعر بزراعيها تطوقانه اكثر وذهبا معا لعالم اخر لا يعرفه غير العشاق.
****************

متاهة قلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن