Part 3

79 3 0
                                    

مرت الايام علي وفاة أبيها، اصبح الوضع صعبا، يحاولون التأقلم في الحياة بدونه، بعد منقاشات كثيرة بين «بسنت » و والدتها، وافقت اخيرا علي ان تعمل «بسنت» في وظيفة مؤقتة بجانب دراستها حتي تؤمن لوالدتها واخيها ما يكفيهما من أمور الحياة، فلم يكن معاش والدها يكفي ذلك ولم يكن هناك عائلة تقف بجانبهم وقت شدتهم .

كانت «بسنت » تذهب الي كليتها صباحا، وتعمل في وظيفة أخر بالنهار ، كانت والدتها تشفق عليها كثيرا، ان تتحمل فتاة كل هذا علي عاتيقها ...لذلك حاولت «حسناء » ان تخفي آلامها ومرضها عن ابنتها، وان تتعايش مع هذا الوضع... كانت تشعر بالحسرة والحزن.

حسناء تحدث نفسها والدموع بعينيها:
حتي انا همشي واسيبك يا «بسنت »  في الحياة دي لوحدك انتي واخوكي، غصب عني يا بنتي واضح انها لعنة وصابت الكل، بس انا هحاول اقاوم لأخر لحظة وهكون ديما دعم ليكي وهكون جمبك انتي واخوكي لحد ما يحين وقتي وامشي واسيبك...

بكت بمرارة فقد رأت علامات المرض نفسه تظهر علي جسدها وتأكدت ان مصيرها كمصير زوجها !!
..................................................................................

تقف «درة » امام حفرة كبيرة خلف منزلها، حفرتها بنفسها، وأخذت تدحرج جثته حتي وقعت في تلك الحفرة،  ومن ثم ردمتها وكأن شيئا لم يكن.، وجال بخاطرها ما حدث.

( فُزعت عندما رأت رجلا طويل وعريض يرتدي كأهل الصعيد، تعرفت عليه علي الفور، إنه «حامد » صديق قديم لزوجهاا، وكان سببا رئيسيا في زواجها له، حيث كان يُغري عمّها بالمال الكثير حتي يقبل بزواجها من صديقه.

دارت تلك الاحداث ف عقلها محدثة نفسها بحزن: للدرجادي الدنيا ضيقه عشان ارجع اقابل حامد تاني ويفكرني بكل اللي فات كأن مكتوب عليا اتحاوط بالماضي طول حياتي!

لم يتعرف عليها حامد، بسبب اللعنة التي اصابتها وغيرت من مظهرها ..

قاطع تفكيرها قائلا بحزم:  انتي اللي مأجرة البيت ده؟

اجابت «درة » بحنقٍ منه:  ايوة انا خير؟!

«حامد » : خير طبعا، اصل صاحب البيت باعتني اخد الايجار وبيبلغك ان الايجار زاد.

«درة » وقد ظهر عليها ملامح الدهشه من حديثه : ايجار ايه ده الشهر لسه مخلصش، وزاد ازاي وصاحب البيت ما بلغنيش حاجة،  انت كدااب!

استشاط «حامد » غضبا ، فهو يريد المال بأي طريقة،  ولم يجد امامه الا هي،  فهي في نظره  امرأة عجوز لا حول لها ولا قوة، واذا استخدم اسلوب التهديد سوف ينال من المال ما يريد ..

«حامد » بغضب وهو يعقد حاجبيه ويقترب منها :اسممعي بقي انت هتجيبي فلووس الايجار وزيادة الضعف وإلا هدفنك مكانك .

لم يكن امامها الا مراودته وموافقته علي كلامه ،وقالت  وهي تحاول اظهار الطاعه : طيب طيب

الإسقاط النجميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن