أوقفت «دره» «بسنت» قبل فتحها للبوابه وقالت لها : بس انتو الاتنين ملكوش ذنب في اي حاجه بتحصل، انا اللي سبب في ده كله من الاول، انا اللي حرمتك من اهلك وسببتلك كل الاذي ده، انا عارفه اني كنت وحشه اوي معاكي انتي وناس كتير بس صدقيني يا «بسنت» انا عمري ما اتمنيت اتحول للشخص اللي انا عليه ده دلواقتي، انا عمري في حياتي ما اذيت حد لغايت ما عرفت «عزيز» ولعني وخلاني اتملي سواد وانتقام من ناحيه الكل ،وانتقم من ناس ملهمش ذنب..
سامحيني يا «بسنت».. انا عارفه اني ذنبي مش سهل انه يتغفر ، بس انا عندي أمل انك تسامحيني انتي من جواكي طيبه ونقيه، واوعي في يوم ما الايام تردي اساءه حد ليكي بأساءه، خلي ربك هو اللي يجيبلك حقك، وصدقيني عمره ما هيضيع حق عبد لجئ ليه، واوعي حد يعمل معاكي حاجه وحشه فترديها لحد تاني ملوش ذنب فيها، ده اللي فهمته متأخر بس ربنا يسامحني علي اللي عملته مع الناس دي كلهااخذت تنهيده ثم اكملت : انا هخش دلواقتي وهخرجلك «زياد»، عايزك أول اما يخرج تهربوا بسرعه ناحيه المكان اللي جينا منه وتعملو نفس اللي عملناه سعات اما عملنا الاسقاط ولما ترجعوا للعالم الطبيعي تمسحوا الدايره بسرعه، وتدفنو جثتي قريب من البيت اللي كنت قاعده فيه هو بعيد عن أي بشر
اعطت «دره» ظهرها «لبسنت» لتستعد للدخول ولكن فجأه وضعت «بسنت» يدها علي كتف«دره» وحدثتها بلهجه توحي بكم الألم والحزن الذي بداخلها: كلنا بنغلط يمكن انا خسرت اهلي بس عارفه انهم في مكان احسن من هنا وده نصيبهم وده قدري ، انا يمكن لما سمعت انك السبب في موت اهلي كنت متضايقه منك اوي وكان نفسي اقتلك زي ما قتلتيهم، بس انتي عانيتي كمان زي مانا عانيت وأكتر ، ولولاكي انهارده مكنتش عرفت اوصل «لأنس»، انا مش هنتقم عشان عرفت اخرت الانتقام ايه.. أنا مسامحكي يا «دره».
ابتسمت «دره» وفتحت البوابه لتدخل وهي تمسك الخنجر وتغلق البوابه خلفها.
..........................................................................
اقتربت الارواح كثيرا فدفعت «دره» «زياد» بقوه تجاه الباب : «بسنت» بره اخرج بسرعه مقدمناش وقت وانا هأخرهم انت ملكش اي ذنب، يلا عشان «علياء» مستنياك، انا سمعتك وانت بتكلمها يا مجنون بس اجمد كده واعترفلها اما ترجع ها يلا بسرعهنظر لها «زياد» بحزن ولم يجد ما يقوله : شكرا يا «دره»... فتح «زياد» البوابه وخرج فاغلقتها «دره» خلفه، وواجهت الكثير من الارواح بقوه وقتلت الكثير منهم ولكن اعدادهم كانت كبيره وحاصروها، تذكرت «دره» انها رأت في كتاب الاسقاط
" انه اذا ما مات روح الشخص اثناء قيامه بالاسقاط فستكون هذه نهايته"، فقالت وهي تقرب الخنجر من جسدها وتنظر للارواح الكثيره التي امامها : انا مش هسيبكو ترجعوا للحياه عن طريق جسمي انتو مكانك هنا وهتفضلوا هنا طول عمركو.. قالت هذه الكلمات وطعنت نفسها بالخنجر عده طعنات واغمضت عينيها لينتهي كل شئ وتفارق الحياه...
.....................................
فُتحت البوابه فاستعدت «بسنت»حتي ما اذا ظهرت روح من الأرواح تهاجمها لتجد «زياد» يخرج فنظرت له بفرح، ثم أمسكت يد «أنس» بقوه وهرولوا مسرعين، فخرجوا من المتاهة ثم الي المناطق التي مروا بها، لوهله شعروا انهم في الاتجاه الخاطئ، ولكن رأت «بسنت» البركه التي مروا عليها مسبقا، فأشارت بيديها تجاهها ليراها «زياد»، فشعرو بشئ من الطمأنينه، فساروا في محاذاتها حتي وجدوا الباب الذي دلفو منه الي هذا العالم ،ففتحوه ودخلوا مسرعين واغلقوه خلفهم بقوه.طلبت «بسنت» من «أنس» ان يقلد كل ما سيفعالانه فأومأ رأسه بالأيجاب، فجلسو جميعا فاخذت «بسنت» نفساً عميق، ثم اخذت بيد «أنس» من اتجاه ومن الاتجاه الاخر «زياد» وكذلك فعل كلا منهم مثلها ليكونوا مثل المثلث وبعد عده دقائق اختفوا...
.....................................................
أستيقظ كلا منهم وكم التعب بادي عليه خاصه انهم مروا بأكبر مغامره في حياتهم ولكنهم اخيرا نجحوا فيها ، رأت «علياء» «أنس» وهو يستيقظ ويحرك الحبال فظنت أنه «همام» فأسرعت تجاهه لكي تحمي الدائره ولكن استوقفها صوت تعرفه جيدا ، جعل قلبها يخفق من شده الفرح«علياء» أستني!! ده مش «همام» ده «أنس» ... قالتها «بسنت» وهي تبتسم بعدما رأت خوف «علياء» علي الدائره وحمايتها لها
أسرعت «علياء» تجاهها واحتضنتها بقوه: بسبوستي !! وحشتيني والله ،كده تقلقيني عليكي
براحه عليا يا بنتي هموت في أيدك .. فالتها «بسنت» وهي تحاول أخذ نفسها
أستيقظ «زياد» واطلق صوت عالي كأنه أستيقظ لتوه من جلسه نوم عميقه ونظر ل«علياء» وهي تحتضن «بسنت» بقوه : أهو اللي الأرواح معرفتش تعمله معانا «علياء» هتعمله
طيب بس انت بصوتك اللي وصل لأخر الشارع انت متأكد انك كنت معاهم ولا كنت نايم وبتحلم يا أبني ... قالتها "علياء" بعد سماعها صوته
قاطعتها «بسنت» مسرعه : ده طلع حكايه ،أنا متوقعتش أنه يبقي بيعرف يحارب كده، شكله بيتفرج علي افلام أكشن كتير
«زياد» وهو يعتدل في جلسته : مبحبش اتكلم عن قدراتي كتير
ضحكوا جميعا حتي «أنس» الذي أستيقظ لتوه ولا يعرف «زياد» ، نظرت «علياء» تجاه «دره» بنظره توحي بالقلق: بس هي «دره» مفاقتش ليه هو انتو مش المفروض تفوقوا سوا
«دره» مش هتفوق خلاص، هي ضحت بنفسها عشان تخلينا نهرب ونرجع ،أكيد ده هيكون تكفير لكل اللي عملته مع الكل
عملت ايه مع الكل ؟! ..قالتها «علياء» باستفسار
لا دي حكايه طويله هحكهالك بعدين، بس من الواضح اني مش أحنا بس اللي عانينا ،فيه ناس باين عليه مرت بليله صعبه...قالتها «بسنت» وهي تشير للسواد الذي تحت عينيي «علياء»
يعني كله يهون عشان اشوفك انتي و«أنس» بخير وقدامي دلواقتي... قالتها «علياء» بابتسامه
طب وأنا محدش عايز يشوفني بخير ولا أيه... قالها «زياد» بعدما استلقي علي ارضيه الغرفه
ردت «علياء» بطبيعتها المعتاده : لا أنت عادي لو مكنتش جيت علي الأقل كنت خلصت من رخامتك ... كان هذا الكلام من الخارج فقط اما من داخلها كانت تحمد ربها علي انه أجاب دعوايها وأرجعه لها بأمان
«زياد» بعدما وضع قدم علي قدم وهو مستلقي :كنت حاسس علي فكره ..حب الناس بقا هعمل أيه
تذكرت «بسنت» حديث «دره» عن الدائره فأسرعت تجاهها وحاولت مسحها ولمّا رأها «زياد» تفعل ذلك قام من مكانه وذهب ليساعدها حتي قاموا بمسحها، وقاموا بتنظيف مكانها ..
أنت تقرأ
الإسقاط النجمي
Horrorنواجه الكثير من الابتلاءات في حياتنا والتي قد تجعلنا نتوقف ولا نستطيع فعل اي شئ، يرينا الله حقيقه الدنيا وأنها زائله وان الامان والسعاده تتحقق بالقرب منه وليس بالابتعاد عنه، منا من يفهم المغزي من ذلك ويصبر ويتوكل عليه فيرزقه الطمأنينيه التي يسعي الي...