صرخة يتيمة ح5
_ بقولك امشي اطلعي برة يا عبير، وخدي البنت دي معاكي
_ ما تلمي نفسك شوية يا إلهام، بدل ما أخلي كرامتك خيشة يتمسح بيها البلاط
(عبير بتبص على عبده)
_ ما تخلي مراتك تدخل جوة يا عبده، ولا انت مش عايز تعرف انا جاية لك عايزة ايه.
(عبده بيبص على إلهام بعينه، كأنه بيترجاها تدخل جوة، لكن مش قادر يكلمها)
_ بتبص لي كده ليه انت كمان؟ عايزني أدخل جوة زي ما بتقول الست هانم بتاعت الشاي؟
(عبير اتضايقت من السخرية دي، وسابت إيد صابرين، واتقدمت خطوتين تلاتة ناحية إلهام، وضربتها بالقلم على وشها، وشدتها من شعرها ومشت بيها ناحية الأوضة المفتوحة)
_ بتاعت الشاي دي أشرف منك ومن أهلك يا شيطانة يا بنت إبليس..
_ آآآآآء .. سيبي شعري .. سيبي شعري.
(عبير دفعت إلهام جوة الأوضة، وقفلت الباب، وكلمتها بصوت عالي)
_ ورحمة أمي وأبويا يا إلهام، لو خرجتي من الأوضة من غير ما أنادي عليكي، لأخلي وشك كله دم، وأخلص فيكي كل اللي عملتيه في صابرين .. ولية حلوفة مش عايزة غير السك فوق دماغها.
(عبير مشيت ناحية عبده، اللي واقف مذهول، مش مصدق اللي بيحصل، ومش قادر يمسك عبير من إيدها أو دراعها علشان يمنعها .. وفي نفس اللحظة خايف منها، ومش عارفها عايزة ايه، راح بص على صابرين يكلمها)
_ ازيك يا صابرين .. عاملة ايه يا حبيبة خالوو؟
_ الحمد لله .. أنا كويسة
(عبير بتبص له بعين ساخرة)
_ دلوقتي اللي افتكرت إنك خالها .. أما انت راجل ناقص بصحيح.
_ من غير غلط يا عبير لو سمحتي.
_ لا غلط ولا صح .. ادخل هات ورقة وقلم، واكتب لي اسم أختك نجوى الرباعي في ورقة، واكتب لي اسم السجن اللي هي مسجونة فيه.
_ ليه؟
_ انت مال أهلك؟ اعمل اللي بقول لك عليه وخلاص.
_ اياك تاخدي البنت تزورها .. متخليهاش تشوفها في الموقف الصعب ده.
_ والله ما في أصعب م اللي البنت شافته في بيتك .. الله يخرب بيت مراتك وبيتك.
_ ما قلت لك بلاش غلط يا عبير.
_ يا سيدي ع الصوت العالي .. كنت اعمل دكر على مراتك اللي طفشت أخوك .. وطفشت أختك .. وطفشت بنت أختك.
(عبده اتكسف)
_ أخويا طفش لوحده .. وأختي مفيش حد قال لها تمضي على ايصالات أمانة، وبنت أختي أهي زي الفل.
_ ماشي يا شملول .. ادخل هات لي الورقة
_ اعرف الأول هتعملي بيها ايه؟
_ انت حمار يا عبده؟ يعني هكون عايزة البيانات دي علشان أؤذي أختك؟ أكيد هساعدها.
(وانا مش هجيب ورقة ولا قلم غير اما أعرف هتعملي ايه)
_ انت زي مراتك .. الحاجة اللي فيها خير لأختك مش عايز تعملها.
(عبير تبص ل عبده بكل غضب، وتضربه على صدره بكف إيدها اليمين مقلوبة)
_ ادخل يا عبده اعمل اللي قلت لك عليه، بدل ما أخلي نهارك طين، زي عيشتك مع إلهام بالظبط.
(عبده واقف مهزوز .. خايف، بيبص لها)
_ يعني خير يا عبير .. خير؟
_ أيوة خير يا خويا .. غور يلا
(عبده دخل جوة يجيب ورقة وقلم)
ـــــــــ الكاتب ـــــــــ #سيد_داود_المطعني ــــــــــــــــــ
عبده كتب اسم أخته نجوى الرباعي في الورقة، وكتب اسم السجن اللي هي فيه، وأعطى الورقة لعبير.
_ مش هتقولي لي هتتصرفي ازاي يا عبير؟
_ لو حاسة انك مهتم بأختك .. كنت قلت لك يا عبده..
_ انتي بتتكلمي ازاي؟ أكيد مهتم بأختي طبعا.
(عبير بتبص له بحسرة وأسى)
_ اه ما اهو باين .. بدليل ان إلهام بتمنعك تزورها في السجن .. وإلهام كمان بتمنعك تاخد بالك من بنتها اليتيمة..
(صوت إلهام من جوة بتشتم عبير، ومش قادرة تطلع من الأوضة .. وعبير بتضحك عليها بصوت عالي)
_ هي الولية دي بتشمتني من جوة الأوضة ليه؟ ما الباب مقفول عادي من غير مفتاح ولا حاجة، خليها تطلع لي تشتمني هنا .. ما احنا ستات زي بعض..
_ متقوليش ستات زي بعض .. أنا ست بيت محترمة عنك .. لكن انتي شوارعية .. يا بتاعت الشاي.
(عبير بصت على صابرين، وأعطتها الورقة)
_ امسكي الورقة دي يا صابرين كده.
(صابرين أخدت الورقة، وعبير مشت ناحية الأوضة، وفتحت الباب، ودخلت على إلهام، تجرجرها من شعرها لحد الصالة، وإلهام بتصرخ في يدها)
_ إلحقني يا عبده .. إلحقني يا عبده.
_ عيب يا عبير اللي انتي بتعمليه ده؟
_ انت تخرس خالص.
(عبير بتشاور لإلهام على صابرين)
_ شايفة البنت دي يا إلهام .. اللي انتي عذبتيها، وحرقتي جسمها بالنار .. والله أعمل فيكي اللي عملتيه فيها كله، بس أنا هعملها فيكي قدام جوزك..
_ سيبي شعري .. سيبي شعري.
(عبير تشد شعر إلهام بقوة .. وتقرب أسنانها من الخد اليمين لإلهام، وتعضها بقوة .. وإلهام بتصرخ)
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآء.
(عبده يمسك دراع عبير ويحاول يبعدها، وإلهام بتصرخ من ألم العضة)
_ والله لأروح القسم يا عبير، وهبلغ عنك .. والله لأعمل لك محضر تعدي.
_ أقسم بالله يا إلهام، ما تروحي القسم، ولا تعملي أي بلاغ .. لآخد صابرين دلوقتي، وأروح بيها على النيابة، وأكشف لهم الحروق اللي في جسمها، وأخلي البنت تحكي لهم عن كل بلاويكي معاها.
(إلهام بتبص عليها وهي بتبكي، هتموت من العياط)
_ امشي اطلعي برة يلا.
(عبير بتبص عليها بعين شماتة، وبعدين بتبص على صابرين)
_ ايه رأيك يا صابرين؟ نمشي ولا أعضها لك في الخد التاني؟
_ يلا بينا نمشي .. علشان هي ممكن تضربك.
_ متخافيش يا حبيبتي .. أنا عبير النجدي .. ومفيش ست قوية أدي.
_ يلا بينا نمشي يا طنط عبيرررررر.
_ حاضر يا حبيبتي .. هاتي الورقة.
(عبير أخدت الورقة من صابرين، وبصت على عبده، ومسكت إيد صابرين وخرجت ناحية الباب)
وهي خارجة في طريقها، شافت فازة فيها ورد، فوق ترابيزة مستديرة ... عبير مسكت الترابيزة بالفازة اللي عليها، وقلبتها في نص الصالة)
_ يلا يا حلوفة .. علشان تنضفي المكان تاني.
(عبير بتخرج وتقفل الباب وراها بقوة)
ـــــــــ الكاتب ـــــــــ #سيد_داود_المطعني ــــــــــــــــــ