كانت تظن ان قلعتها هي اجمل قلعة في العالم ، وانه لا وجود لقلعة بمثل جمالها ، ولكنها اكتشفت بأنها لا تساوي شيئاََ امام قلعة الملك دومينيك ، لم تتوقف عيناها عن التجول في المكان ، ولمعة الذهول لم تختفي منذ دخولها ، كانت الارضيات من المرمر المصقول ترى فيها نفسك ، ونقوش مرسومة بدقة من الذهب ، ومفروشات ثمينة جدا من السجاد والاثات ، انها وبدون جدارة اجمل قلعة رأتها في حياتها ، قالت في نفسها :
" لو لم اكن خائفة من ان يشنقني والدي في ساحة القلعة ، لأحضرت الكاميرا واخذت صور لهذا المكان المذهل ! "
بينما كان الجميع متجهون لمقابلة دومينيك ، وكانت كارولاين تنظر وتتأمل في كل تفاصيل القلعة بذهول ، مروا بجانت صور معلقة علي الحائط ، كانت كارولاين تنظر لهم بأهتمام ، الي ان وصلت الي الصورة التي جعلتها تتوقف وتفتح فمها مذهولة ، صورة لسيدة بقربها طفلين في غاية الجمال ، ولكن السيدة كانت هي ! ، كانت تشبهها في كل تفاصيلها ، وقفت تشاهد الصورة بصدمة كبيرة ، ليأتي اريان ويقرصها بخفة لتنهض من صدمتها :
- هذا ليس وقت التأمل تحركي
تذكرت كارولاين انها في منتصف القلعة ، وان عليها متابعة سيرها ، لتلتفت وتتبع اخوتها ووالدها الي المكان المخصص ، لترى اخوتها وهم يضحكون علي صدمتها وذهولها بالقصر وتفاصيله ، الي ان وصلوا الي مكان تواجد الملك والملكة اخيراََ ، بعد جولة جميلة استولت علي عقل كارولاين ، وجدوا حراس بقيادة ادريان يستقبلونهم ، ليصتفوا ويأتي الملك بكل عظمة ، تقدمت كارولاين لتصافحه هي الاخرى ، لتجده تجمد عند رؤيتها وملامح الصدمة قد أُرتسمت علي وجهه ، كان ينظر لها بذهول ممزوج مع نظرات حنونة ، وقد امتلأت عينيه ببعض الدموع ، ولكنه بالطبع منعها من الخروج ، وهي ايضا كانت تنظر له بتمعن ، وزاد ذهولها رؤيتها للملكة وهي تقف بجانبه ، ملكة بغاية الجمال ، وملك وسيم ذو شخصية قاسية قوية ، لقد عرفت الان من مَن ورث ادريان الجمال والشخصية ، من والديه بكل تأكيد ! .
***************************
فلاش باك :
كان الجميع في حالة صدمة وعدم تصديق ، ليقول اريان :
- ماذا ؟!! ، دومينيك يطلب حضورنا ؟ ، ماهذه المزحة؟!
ليرد ألبرت بتفكير :
- لا شك انه قد علم بعودة البلادنبورو ، لا بد ان ادريان اخبره بذلك ، فلا سبب اخر سيجعله يحضرنا
لتقول كارولاين :
- اوه صحيح يا أبي اخبرني عن البلادنبورو ، من هم ؟
- قبل وقت طويل ، كنا نحن والمستذئبين مملكتين كل مملكة تهتم بشؤؤنها ، لم يكن بيننا تواصل ولكن لم تكن بيننا عداوة وحروب مثل الان ، البلادنبورو جلبوا لنا المآسي منذ اول ظهور لهم ، انهم مخلوقات اذا دخلوا الي مكان ما ، لا يخرجون منه الا وقد دمروه وقتلوا كل سكانه ، سواءاََ حيوانات او مصاصي دماء او مستذئبين ، لا يعرفون سوى الدمار والخراب ، وقد نشروا الفتنة بيننا نحن والمستذئبين ، مما جعلنا نكره بعضنا البعض ، ولكنني متأكد انهم هم من قتلوا ابن دومينيك والذي يكون اخ ادريان الاصغر ، ولكن لا اعرف ما الخدعة التي فعلوها ليجعلوا دومينيك يعتقد انني من قتلته ، لقد كرهني دومينيك وكرهناه نحن ايضاََ بعدما قتل زوجتي ، ظننت اننا قتلناهم وابدناهم جميعاََ ، ولكن صدمني ظهور فرد منهم ذلك اليوم ، لا اعرف العدد المتبقي منهم ، ولكن ان لم نسرع فسنُقتل جميعاََ
- نُقتل ؟ لماذا ؟
- البلادنبورو لديهم طقوس كل مئة عام ، وهي طقوس التناسخ ، وإن حسبنا اخر مرة أقيمت هذه الطقوس ، فسندرك انه مازال شهرين فقط لإقامة هذه الطقوس مجددا ، شهرين وسيتكاثرون بأعداد هائلة ، حتى ان اعددنا جيوشاََ من مصاصي الدماء والمستذئبين فلن نهزمهم انهم اقوياء جدا ، يجب علينا التحرك لقتل عدونا الاكبر قبل فوات الاوان .
**************************
جلس الجميع حول الطاولة المستديرة العملاقة ، في غرفة يبدو انها خاصة بالاجتماعات ، غرفة احاطتها النوافذ الزجاجية الكبيرة من كل مكان ، تتوسطها ثريا عملاقة من الكريستال ، ليبدأ الملك بالتحدث بصوته الخشن الذي تقشعر له الابدان :
- بالطبع لم استدعيكم محبةََ فيكم ، فأنت تعرف يا ألبرت ان العداوة التي بيننا لن تمحيها قرون
- بالطبع يا دومينيك ، فمن المستحيل ان انسى انك انت من تسببت بمقتل زوجتي
ليرد دومينيك بغضب شديد :
- وهل تعتقد انني سأتسبب بقتل اعز مخلوقة لدي ؟! ، كيف تحاسبني وانت من قتل ابني ؟!
- حقا يا دومينيك ؟ ، هل لازلت تصدق انني من فعلت ذلك ؟ ، ام انك تريد ان تصدق انني من قتلت ابنك ؟ ، لكي تحاسبني علي كل الماضي ؟
تعالت نبرة دومينيك ليقول بصوت حاد :
- وكيف انسى ؟! كيف انسى الحزن الذي جلبته لنا ؟ ، والكآبة التي حلت بعائلتنا بسببك ؟! كيف تريدني ان انسى الماضي الذي لن يُمحى من ذاكرتي ابداََ ؟! بسببك حدثت الكثير من الهموم ، الكثير من الاحزان ، انت السبب في كل ذلك !
كان الجميع يشاهد النقاش الحاد ، ولكن اكثرهم دهشة كانت كارولاين :
" عن اي ماضٍ يتحدثون ؟ "
ليأخذ الملك نفساََ ، ويقول ألبرت بكل هدوء :
- الا تعتقد يا دومينيك ان من قتل ابنك هم البلادنبورو ؟ ، لقد نشروا الفتنة بيننا وحاولوا الاعتداء علي عائلاتنا في منازلهم وقتلهم ، هل لازلت تريد انكار ذلك ؟
- لكنني لم ارى البلانبورو ! ، لقد رأيتك انت ، انت من كنت تضحك هارب بحصانك ، عيناي لا تكذبان هل تظنني اعمى ؟
هنا تذكرت كارولاين شيئاََ ، لتقف قائلة بكل ثقة :
- اسمحوا لي بالكلام ، عندما هاجمنا البلادنبورو ، سمعته يقول الي امي ( هل لازلتي حقاََ تعتقدين ان من قتل عائلتك واهل قريتك كان ألبرت ؟ ، هل حقاََ لازلتي تظننين انه هو من فعل ذلك ؟ ، انه انا ايتها الغبية انا ، لقد تنكرت بشكله لأخدعكم جميعاََ ، سأقتلك كما قتلت بني جنسك ، سأجعلك تلحقين بهم جميعاََ )
صدم الجميع ، فكارولاين لم تروي تفاصيل الحادث لوالدها ، ولم يعرف اي احد بذلك ، لتكمل بثقة :
- من هذا الكلام ، نستنتج ان البلادنبورو يستطيعون التنكر بأي شكل يرونه .
ليقول دومينيك :
- هذا الكلام الذي تملكينه خطير جدا ، فإن كان هذا صحيحاََ ، فهذا يعني ان الشخص الذي حقدت عليه كل هذه السنين ، لم يكن ألبرت بل كانوا اولئك الحقراء ، اعدائنا الاشداء !
نظر ألبرت الي دومينيك ليقول هو الاخر :
- اجل ، علينا بالاتحاد قبل موعد الطقوس ، علينا وضع كل مشاكلنا جانباََ الان ، والتعاون لإبادة اولئك الاوغاد قبل التناسخ ، فلن نستطيع قتلهم وحدنا .
- علينا بالتفكير في خطة
********************
اخيرا عادت بعد يوم طويل وملئ بالصدمات الي منزلها ، كانت تنتظر العودة بفارغ الصبر لتمر بتلك الصورة مرة اخرى ، لربما كانت تتوهم ؟ ، ولكنها مرت من قربها وهي مغادرة ، وهي تشبهها كثيرا ، وايضا نظرة دومينيك لها ، كل هذا جعل الاسئلة تتدفق في رأسها .
كانت تتمشى وهي تفكر قائلة في نفسها :
" لقد اكتشفت ان لدي أمّان ، وابوين ، ولكن تلك الصورة ؟! ، هل لدي توأم ام ماذا ؟! ، ونظرة الملك لي ؟ ، ربما اكون غبية ولكني اعرف جيداََ تفسير ملامح الاخرين "
قادها تفكيرها الي المكتبة التي يكون والدها فيها عادةََ ، ولكنها كانت فارغة ، تقدمت خطوات قليلة ، فلازالت لم تستكشف مكتبة والدها بعد ، اتجهت الي الرفوف الخشبية ، ليلفت نظرها البوم صور ذو غلاف ازرق قديم ، لتذهب به الي كرسي والدها المفضل ، لتجلس عليه وتفتح الالبوم ، وينعقد لسانها دهشة ...
يتبع ...
أنت تقرأ
سر المملكة المخفية || The secret of the hidden kingdom
Mystery / Thriller"منذ ان اختطلت دمائنا اصبحت هوايتي مراقبتك ، اخفاكِ والدك جيدا ولكن لن يخفيك مني ، ايجادك اسهل من كتابة حروف اسمي ، حتى لو كنتي مدفونة تحت التراب ، او في نهاية الكره الارضية ، سأجدك ، سأجدك دوما أينما تكونين "