كانت جالسة امام تلك الصخرة الكبيرة ، التي حُفر عليها حروف اسم زوجها العزيز، جالسة يلفها السواد من كل مكان ، تبكي بدون توقف حتي انها لم تأكل شيئا ، تلومه علي فعلته تلك بإستمرار ، تلبدت السماء بالغيوم كما لو كانت تُعزيها ، لتهطل قطرات المطر عليها بقوة ، اختطلت دموعها بقطرات المطر الباردة ، لكنها لازالت جالسة علي ذلك التراب المبلل ، بعينان شاحبتان ، وبهالات سوداء لفت عينيها ، لتصبح كما لو ان روحها سُلبت من جسدها النحيل ، تتذكر احداث تلك الليلة التي فقدت فيها اعز ما تملك ، الليلة السوداء التي قلبت حياتها .
.
.
.
كانت تستعد للنوم بعد ذهاب سيدها ، واضعة بيتر الذي غفى وهو يلعب في فراشه ، لتتجه الي غرفتها تجر قدميها بتعب ، ولكن ما ان وضعت قدمها في عتبة باب غرفتها ، حتى سمعت صراخ ابنتها العالي ، لتنزل تلك الدرجات مسرعة ، وتجد ان زوجها قد سبقها ، وقفت اما عتبة الباب لترى ذلك المنظر ، لتقف متجمدة عاجزة عن التفسير ، تشاهد كارولاين وجون وهم يحاربان ذلك المخلوق الذي تهجم علي ابنتها ، كانت تظن طوال هذه السنين انهم انقرضوا ، ولكن ما هذا الذي تراه عينيها ، لا تزال مصدومة عاجزة عن الحراك ، بينما جون يدافع عن ابنته بكل قواه ، مخلوق اسود بدون اقدام ، يطفو علي تلك الارض المبللة ، بدون ملامح ، لا يمتلك سوى تلك العينان البارزتان بلون الدماء ، يمتلك مخالب حادة تستطيع تقطيع اي شخص لاجزاء ، لديهم قدرة "الإستنساخ" حيث يستطيعون التحول لأي شخص واي مخلوق ، انهم مخلوقات البلادنبورو ، لقد عادوا ! .
كان يريدني ، مخالبه الطويلة المرعبة تلك ، كأنها سكاكين ، انها تتجه نحوي بإستمرار ، تفاديه صعب حقا ، علي ان لا احول بنظري عنه ، والا فإن سكاكينه ستنغرز في بطني ، لا ازال غير مستوعبة بوجود مخلوقات بهذه البشاعة وهذا الرعب ! ، كان والدي يدافع عني بإستمرار ، ليضربه ذلك المخلوق بقوة في يده ، جاعلاََ إياها تنزف :
- أبي !
- كارولاين انتبهي !
يبدو انه مخلوق ذكي ، نسيت امره تماما ، نسيت انه ينتظر فرصة إلتفاتي ليغرز مخالبه بداخلي ، ما إن التفت ، حتى اغمضت عيناي منتظرة مخالبه الحاده ، ولكني لم اشعر بشئ ، لأكتشف ان هناك شخصا ما قد تلقى الضربة بدالي ، انه أبي !
- يا إلهي أبي !!
كانت هذه اسوء لحظة في حياتي ، كنت ارى زوجي وهو مرفوع فوق ، ومخالب ذلك الشئ مغروزة في بطنه ، ليمسكه ويُخرج يده من بطنه ، لتخرج معها احشاءه ، وقفت ثابنة اراقب زوجي وهو يتقطع الي اجزاء ، ليرميه ذلك المخلوق بعيدا وكأنه دمية ، نظر الي ، ليُدخل عيناه ويُخرج بدالهما فم كبير ذو اسنان حادة ، ويلعق مخالبه التي غطتها دماء جون واحشاءه ، نظر الي وبدأ يضحك بهستيرية ، ليقول بصوت مرعب :
أنت تقرأ
سر المملكة المخفية || The secret of the hidden kingdom
Gizem / Gerilim"منذ ان اختطلت دمائنا اصبحت هوايتي مراقبتك ، اخفاكِ والدك جيدا ولكن لن يخفيك مني ، ايجادك اسهل من كتابة حروف اسمي ، حتى لو كنتي مدفونة تحت التراب ، او في نهاية الكره الارضية ، سأجدك ، سأجدك دوما أينما تكونين "