راقد على السرير ، هو متعب ومتألم من ما حدث له قبل ساعة وثلاث دقائق تحديداً
مغمض العينان لكنه ليس نائماً، لا يستطيع النوم ، انه يفكر بالتالي
حين سمع صرير بابه الخشبي ، ثم خطوات بطيئة نحوه
ثم شعر بأحدهم يقترب من وجهه ، انفاس احدهم تسقط على وجهه وتخيفه
ثم صوت رجولي يهمس قرب اذنه بكل هدوء
"الموت، يقبُلك من جانبك الايمن"
ثم قبلة خفيفة تطبع على وجانبه الايمن (وجنة)
فتح عيناه بأنزعاج و مد يده ليبعد ذلك الوجه عنه و يقول بذات الوقت
"اتركني وشأني"
ثم سحب الغطاء من كتفه و قام بلأنكماش تحت الشرشف الخفيف
انه يهرب من حقيقة (الوراثة) المتأخرة
ضحك ذلك الواقف امام السرير بصوت عالً ثم قال وهو يربت على كتفه
" اسف لا يمكن لصديقك مسح دموعك هذه المرة، اتعلم لماذا؟"
رد عليه بصوت منزعج من تحت الشرشف الخفيف الذي يظهر شكله
"لأنك حقير"
رد عليه الاخر ببساطة
"لأن يدي ليست منديل يا اخرق، والآن توقف عن لعب دور المُحتضر و انهض لتحقن فخذك بالدواء"
مجرد كلمة حقن تجعله يرتجف ، انه دجاجة يشعر بالرعب من اصغر الاشياء
انه لا يريد النهوض ، وبقي صامتاً ، ينتظر رد صديقه الذي مازال واقفاً
"انهض هيا، انه مجرد هبوط بنسبة السُكر، لن تموت قريباً"
لكن والده مات بسبب داء السُكري ، وهذا ما يزيد خوفه