"اي شيء بأستثناء الأرز"

113 26 29
                                    


بسرعة مد مارس اصبعه وضغط على الاجابة و مكبر الصوت ليتوقف الرنين و يسمعان صوت والده وهو يقول بهدوء:

"مارس، مرحباً مارس؟"

قال مارس بقلق بينما ينظر للهاتف الذي كان على سطح الطاولة

"نعم ابي، هل من خطب؟!"

رد والده بنبرة تبعث على الراحة

"لا كل شيء بخير ، لكن اريد شراء تذكرتك"

ابتسم مارس ثم رفع الهاتف واغلق مكبر الصوت وتابع اتصاله

بينما استقام آندريه واخذ يتجول في المنزل ليعطي مارس الخصوصية ثم فجأة مضى اليوم

استطاع آندريه النجاة من سؤال مارس حتى المساء

لكنه سيكتشف في صباح الغد لذلك قرر ان يخبره بما تبقى له من وقت هذا اليوم

دخل آندريه غرفة مارس الذي لم يكن في غرفته لذلك تمدد على السرير بينما ينتظره

لم تمضي دقيقتان حتى دخل مارس الغرفة وكان يمضغ شيء في فمه

قال آندريه بهدوء وهو مازال ممدداً براحة على السرير

" تين؟"

ابتلع مارس الطعام وقال بجدية وهدوء

"أرز "

قال آندريه وهو ينظر للسقف

" ألم يتنهي الارز! لقد اكلت منه في فطورك و في غدائك و الآن وجبتك الخفيفة"

قال مارس بهدوء وهو ينظر لسقف الغرفة

" أهدار النعمة يؤدي الى الحجيم"

ثم تابع مارس كلامه بنبرة جادة

" ماذا يوجد في سقف غرفتي على اي حال لتنظر اليه بأستمرار "

قال آندريه وهو ينظر الى مارس الذي نظر اليه بدوره

"لا شيء "

بعد سماع مارس اجابة آندريه ، استدار وقلب جهة المقعد الذي كان يواجه مكتبه الصغير

ادار وجه المقعد ناحية آندريه ثم جلس ومرت دقيقة وهما صامتان

حتى قال آندريه بهدوء

" كم الساعة؟"

"ساعة العشاء، ماذا ترغب ان تتناول؟"

قال آندريه بجدية

"اي شيء بأستثناء الأرز"

صوت طرق الباب يقاطع حديثهما ، قال آندريه بهدوء

"من يأتي بوقت العشاء بحق السماء!؟"

قال مارس وهو ينهض

"انه العشاء في الواقع"

لم يفهم آندريه لكنه فهم حين سمع صوت اصدقائه العالي وهم يدخلون غرفة الجلوس

مازال ممدداً ، انه يصغي الى حديثهم ، انه اشبه بعشاء وداع

تذكر فجأة انهم قالوا منذ عدة سنوات انهم سيقيمون حفلة وداع حين يعود مارس لموطنه

الجميع يوفون بوعودهم إلا هو ، انه يشعر ببعض الانزعاج لانه غير صادق مع نفسه و مع الاخرين

نهض عن السرير و ذهب الى غرفة الجلوس ، كان الامر ممتعاً

الحديث مع اشخاص يفهمونك و يعرفونك حق المعرفة

لكن الحديث بين آندريه و روي كان شبه معدوم

بعد ساعة من الاحاديث المضحكة و الطويلة بينهم ، كان الجميع في المطبخ يساعدون بأعداد العشاء

الذي احضروا هم مكوناته و سيساعدون في اعداده ، بما أن آندريه مريض سُكري لم يشتروا الطعام

كانوا سبعة رجال في المطبخ و اثنان فقط كانوا يعدون العشاء

و البقية جالسون و يتحدثون بأستثناء روي و آندريه

حينها قال مارس بهدوء وهو جالس بجانب روي

" تصالحوا فقد ينام أحدكم الليلة الى الابد "

قال مارك الذي لم يكُن يعلم اي شيء عن الشجار

" مارس ايها السلبي ما هذا الكلام "

قال آندريه بهدوء

"لا مارس محق، آسف روي "

ابتسم روي وقال بجدية وهدوء

"أقبل اعتذارك، لكن سبب اكتآبي لم يكن سببه الشجار "

قال مارس بهدوء

"هل ضربتك زوجتك؟"

ثم تعالت اصوات الضحكات حتى روي كان يضحك معهم

لكن تابع بهدوء بينما مازال الجميع يضحكون

" لا، غداً لدينا عمل لساعات اضافية و سأعود مساءٍ للمنزل"

قام مارس بتغيير مسار عيناه من روي الى آندريه

وكذلك آندريه، اصبح مارس يعلم ان طلب الاجازة لم يتم الموافقة عليه

بما ان روي و آندريه يعملان معاً في قسم السلامة الجوية (ملاحة جوية)

بينما تابع روي بود

"كيف تفكر انني غاضب منك او مستاء منك"

مازال صوت الضحكات يتعالى بينما مارس ينظر ناحية آندريه بوجه خالي من اي تعبير

وآندريه ينتظر رؤية ردة فعل مارس لكن يبدو انه شارد الذهن

قال روي بهدوء وهو ينظر ناحية مارس

" هنيئاً لك، ستمضي اليوم كله تقريباً بدون آندريه"

كلما يعتقد روي ان كلامه مناسب مع الوضع كلما افسد الوضع 

يتبع..


م: ارغب بتغيير اسم الرواية، اي اقتراحات؟"

المُحتضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن