الوشم VIIII

337 10 1
                                    

مر أسبوع على هذا الحال الجميع في حالة هدوء، وكأن حالة طوارىء أعلنت بالمنزل الجميع ساكن...
عدت من المدرسة بعد الظهيرة ونمت مباشرة من شدة التعب لم أشعر بنفسي أتعبتني المذاكرة والدروس التي بدأت تتراكم... استيقظت على صوت هاتف يرن من الغرفة المجاورة انتظرت ان يخرس لكن دون جدوى استيقظت في حالة مزرية
خرجت من غرفتي مغمضة العينين واتجهت مسرعة والغضب يملأ وجهي، دخلت الغرفة دون أن أستأذن أمسكت الهاتف اللعين وقبل أن أخرسه نظرت للشاشة لفت انتباهي أن الشخص المتصل مجهول...شعرت في نفس اللحظة بسحبة الهاتف من يدي التفت فوجدت نظرته السوداء الغاضبة كان واقفا قبالتي يحدق بي لم يكن يرتدي قميصه صدرٌ عارٍ وعضلاتٍ فاتنة جسد رياضي لم يبدو عليه أبداً سروال جينز أسود وحزام Louis Vuitton شعره أملس مبلل قليلا رائحة عطره المختلط برائحة الشامبو المنعش وبعض قطرات الماء المنصبة حول رقبته كان وسيما وجذابا في تلك اللحضة لم أتمالك نفسي بقيت أحدق به... هو كان واقفا مشدود النظر الى جمودي نظر الي بالستغراب ثم أمسك يدي، رن هاتفه في النفس اللحظة فرد مباشرة وأشار الي بإبهامه بمعنى معناه أصمتي!
-الو من؟
-الم أقل لك لا تتصل.... لن أفيدك...
-لا أدري وليست من شؤوني لا تتصل مرة أخرى فأنا لست أبي ... وأنهى المكالمة على الفور.
لفتتني في غرفته الكتب الكثيرة الموضوعة على الرفوف أمسكت بواحد من الكتب "الناب الأبيض" لجاك لندن ،نزعه من يدي فجأة وأعاده لمكانه
أنا: أعتذر ولكنني استيقظت من النوم على صوت هاتفك ولم أقصد التطفل ثم طأطأت رأسي.
لم أعتد ان أكون قريبة لشخص ما لهذه الدرجة لم يكن يسمح لي لأن القانون يقول من تكلم الرجال الغرباء فهي عاهرة...
حسام: الناب الأبيض كتاب مأثر يتحدث عن عالم الغاب وكيف يأكل الإنسان لحم أخيه تماما مثلما يفعل الحيوان فهما في الأخير متشابهان ولا فرق بينهما، يمكنكي أن تنظري الى مباشرة فأنا لا آكل البشر والمرة المقبلة لا تقتحمي خصوصية الآخرين تعلمي طرق الباب
نظرت اليه بغرابة من يتحدث الم تقتحم غرفتي مرتين أيها اللعين... وقبل أن انهي كلامي وجدت نفسي خلف الباب ألقى بي خارجا وأقفل الباب
عدت الى غرفتي وأنا أتمتم: ما هذا الغباء يا الله لماذا لم أصفعه لماذا لم أمسك شعره وأمسح به الأرض كل هذه الأفكار راودت مخيلتي ولكن سرعان ما زالت بعدما تذكرت شكله المثير جسده الرياضي كان فاتنا شعرت بعصافير تلتوي في أسفل بطني لم أشعر أبداً هكذا من قبل.ثم حيرني الوشم المرسوم على صدره على جهة اليسار كانت أرقام يونانية على ما أعتقد، شعرت وكأنه سيغمى علي وحش بصورة ملاك ما هذا التناقض؟ سألت نفسي
بعدها أقفلت باب غرفتي وتناولت كتابي من على الدرج وهممة في القراءة كان النشاط الوحيد المسموح به في المنزل الباقي كله حراااااااام -_-
لم يعد محمد للمنزل اليوم أيضا لم يتصل بي أبدا ثم اتجهت الى غرفة سعيد مباشرة لم يكن يبدو طبيعيا خلته منزعجا من شيء ثم سألته عن محمد هو أيضا لم يتصل به وهاتفه مغلق ثم طلب من الانصراف لأنه كان يريد النوم لكنني شعرت بأنه طردني بطريقة غير مباشرة ...حملت نفسي وهممت بالخروج بعدما أقفلت الباب، شعرت بضيق في صدري فخرجت الى الشرفة أراقب المارة كنت أحب فعل ذلك رغم أن جدتي قالت بأنه تجسس وأن الله سوف يحاسبني فالدين نهانا عن ذلك، ولكني كنت أجدها متعة أن أحدق بالغرباء وأرى تعابير وجههم أرى حزنهم وفرحهم... بعد صفحتي تلك أحسست فجأة بجسد يتسلل الى الشرفة عرفته من رائحة عطره التي لم تفارق أنفي من الوهلة الأولى
حسام:.... أعتذر منك عما بدر مني من تصرف لم أقصد كنت منزعج أنا حقا آسف!
قلت: وكأنني أكترث باعتذارك أيها الغبي(قلته في داخلي طبعا ههه) ليس مهما لا تبالي للأمر... تلقيت معاملة أسوء من تلك من أقرب الناس لي فما بالك أنت أيها الغريب...ثم نظرت اليه مباشرة لأرى وجهه.
...: الأمر مهم بالنسبة لي حدث الكثير من سوء الفهم بيننا وذلك عن غير قصد أنا منزعج من أمر آخر لا علاقة له بك...
ابتسمت له لا أدري ماذا أصابني ربما وجهه الطفولي وطريقة كلامه الظريفة، ثم كشرت ثانية حين شعرت نفسي كالبلهاء أحدق به
-لا تقلق أصلا لن أعترض طريقك مجددا حتى لا تضطر لتلك المعاملة مرة أخرى
...: وحادة اللسان أيضا... أحيانا يدهشني تصرفك... أضفت: أحيانا؟ هو هووو هون عليك عزيزي لا تعرفني الا منذ أيام قليلة كفاك أحكاما مسبقة كان وجهي شديدة الحمرة حقا انزعجت من كلامه اللاذع...
...: هههه وخجولة أيضا...
يااااا ربي ما هذا سوف أنحت تمثالا من غباءه
-_- أزحت نظري عنه إلى نهاية الشارع حين لفتت انتباهي سيارة فخمة بيضاء التي توقفت في موقف السيارات الخاص بحينا نزل منها محمد وقبل أن يغلق الباب بدى وكأنه يكلم سائق السيارة
كان حسام يروش بيده اتجاهي
...: هوب ما بك هل أكل القط لسانك. ثم لاحظ وجهي المصفر
-هل أنتي بخير أنا كنت أمزح لا تأخذي كلامي بمحمل الجد....
شعرت بالاغماء تركته مباشرة دون أن أنطق بكلمة اتجهت الى عرفتي واقفلت الباب على نفسي، النظرة التي رمقني بها محمد لا توحي بالخير أبدا....
_________________________
الرجاء منكم الدعم بتصويتكم وترك تعليقاتكم شكرا مسبقا...🍀❤️

رقصة مع الشيطان (قمر وحسام )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن