123 14 1
                                    


كنا قد وصلنا الى نهاية الممر الفضي و الدليل على هذا هو وجود بوابة مغلفة بزهور الروز الأحمر الزاهية، فأخذ ذو الشعر الفضي بنزع الزهور الجميلة حتى أدمت أصابعه، فصاح متذمراً:

" بدلا عن التحديق بي، ساعديني قليلاً... الوقت يمر "

فعقدت حاجباي بأستغراب:

" لما؟ هل هناك وقتٌ محدد أيضاً؟ "

ليومأ قائلاً:

" أجل، على ما أعتقد تبقى لنا 3 ساعات حتى تظهر الشمس "

فصحتُ بصدمة:

" ماذا؟! ولكن قبل أن نأتي الى هنا لقد كانت الظهيرة في الخارج ! "

ليبتسم بتهكم مردفاً:

" هذا بعدٌ آخر يا غبية، الوقتُ هنا مختلف "

همهمتُ بفهم ثم سرحتُ أفكر...

لما أنا هنا؟

ولما يجب علي مساعدة هذا الأحمق؟؟

و على ذِكِره..

انا حتى لا اعلم عنه اي شيء.. حتى أسمه..

حدقتُ به ببعض الريبة وهو لا يزال ينتزع الزهور عن البوابة، ليلتفت علي متذمِراً.

" كفي عن التحديق و ساعديني!! "

لأتنهد بملل.

كل شيء في وقته..

علي إنهاء هذه اللعنة مهما كلف الأمر!

تقدمتُ لكي أُزيل معه الجذور المتبقية حتى أنتهينا، ليندفع بعدها الباب الذي فُتِح قليلاً نحو الداخل، لتظهر لنا ساحة مخضرة جميلة و في منتصفِها بحيرة أنعكست عليها صورة القمر البهية.

فلتمع عيناي بحماسة شديدة.

" كم هذا جميلللل ~ "

تقدم هو نحو ألواحٍ خشبية كانت ممتدة من اليابسة الى منتصف البحيرة كجسرٍ فوق الماء.

فتبعته و انا في كامل حيرتي و أنبهاري حتى وصلنا الى نهاية الجسر.

حدقتُ بالماء الساكن و قد توضح إنعكاس القمر أكثر، ليلتفت لي الواقف بجانبي بهدوء هامساً.

" لنذهب. "

فنظرتُ اليه بتعجب.

" نذهب إلى أيـ... "

لم أكد أكمل كلامي إلا و قد جذبني لأحضانه ثم سقطنا في الماء.

أخذتُ أصرخ برعب و انا احرك ذراعي بشكل عشوائي محاولتاً النجاه من الغرق فأنا لا أعرف السباحة...

ولكن..

أليس من المفترض أن اختنق بسبب الماء؟!

أنا حتى لا أشعر بملابسي مبتله !!

و أيضا هناك شعورٌ غريب يخالجني بحيث اني أشعر اننا نهوي ولكن ليس في الماء...

فتحتُ عيناي برتياب، لأجد اننا بالفعل في الماء!

الا ان لغرابة الأمر، الماء لا يصلنا بسبب حاجزٍ غريب كالفقاعه يحيطنا.

كما اني استطيع التنفس...


لابد اني في كابوس مجدداً.

رفعتُ رأسي محدقتاً بغريب الأطوار، ليبادلني التحديق وهو يرسم ابتسامة غامضة على ثغره.

عقدتُ حاجباي بأستنكار، لأفتح فمي كي أسأله عما يجري، إلا أنه وضع أصبعه بسرعه على شفتاي وهو ينفي برأسه.

للصراحة..

تلك اللمسة تركتني مصعوقة بمكاني.

هناك أمرٌ غريب...

منذ أستيقاظي.. تراودني أحاسيس حمقاء لا أجرئ نطق أسمُها.

فشعرتُ بأشتعال وجنتاي عندما شبك يده بيدي ليسحبني نحو القاع..


هذا اذا وجد قاع نظراً لعمق البحيرة الغريب.

.°.

The curse of the serpent|لعنة الثعبان ④حيث تعيش القصص. اكتشف الآن